الاثنين 21 ابريل 2025
الرئيسية - كتابات - خارطة الأسى…!!!!!
خارطة الأسى…!!!!!
فؤاد الراعي
الساعة 12:49 مساءً
أ/فؤاد الراعي
لن أكتب اليوم منتصرا لطرف ضد طرف ولامتحيزا لجماعة ضد أخرى ولكني سأكتب منتصرا لقيم التراحم ومتحيزا لذلك الانسان البسيط الذي سحقه تصارع القادة وحروب الساده... سأحاول جاهدا وأنا أكفكف دمع محبرتي أن أرسم وأحدد خارطة الحزن في بلد أضحى للمآسي مرتعا وغدت أهاته تسد الأفاق. بلد أعتدى عليه ابناؤه قبل أن يعتدي عليه جيرانه ، بلد خيم فيه الأسى وذابت فكرة الدولة من عقول ساسته ومفكريه… كل جرم لهذا الوطن أن شبابه ذات يوم أشترطوا أن تكون دولة مدنية وقبل أن يفقدوا مدنية دولتهم فقدوا دولتهم.
ونام بقية ابناء بلدي الاعلى أمية في العالم والاكثر في نسبة التسرب عن المدارس وكلهم تشفي بالمتعلمين وطلاب الجامعات الذين ذهبت دولتهم فلم يصحوا الا وهم في طوابير البحث عن البترول والماء.
وجدت لها عصابات الموت القادمة من أدغال الحقد المجتمعي جيشا من العاطلين الناقمين على كل مشروع نجاح ووجدوا فيها مايسد رمق الحقد المتنامي في شرايين وأوردة الفشل المتراكم في أنسجة وخلايا أفكارهم الهشه.. هكذا أيها الساده صحونا ذات يوم لنجد قطيع الفاشلين وهم يقدمون أنفسهم كدوله ، والأغرب من كل هذا أن كل مؤسسات الدوله تمكنت بقوة الصميل ان تترسخ لديها انها ليست سوى أداة طيعه بيد أولئك القادمون من كهوف الفشل .. عندما أثلجت صدورنا رؤية مؤسسات الدوله تنهار واحدة تلو أخرى وتتحول بقدرة قادر الى لجان تفتح ذراعيها لكل عابث وسارق ولص نكون قد ساهمنا بقصد أو بدون قصد في استكمال رسم لوحة الأسى وخرائط الحرمان لتشمل كل تراب وطني.
ما أقبحها من أفكار شيطانيه تمعن في وسوستها الخلاف السياسي لتعيش بقية لحظات حياتك منتقما من ذات وطنك فتهديه لعصابات الموت او تثلج صدرك أصوات أزيز الطائرات وهي تهدي الموت جزافا هنا وهناك.. كنت أتمنى أن يكتب قلمي عن الوضع الانساني لكنه يرفض أن يطاوعني ويأبى الا تشخيص الحاله ودراست أسباب الوضع المأوسي.. إن العلاقة بين الطقم الذي يشق صفوف الماره وسط السوق المكتظ وهو يكتظ بأناس قدموا من الطريق الخلفي للتاريخ وفوهات بنادقهم مصوبة نحو صدور الماره وبين سيارات الاسعاف التي شحبت أصوات ونينها وهي مثقلة بأجساد اطفال وشيوخ جرحوا هناوهناك هي علاقة وثيقه.
أجد نفسي غير قادر أن أخرج منديلي وأمسح دمعة ذاك الطفل النازح دون أن العن ولو سرا ذاك المسخ الشيطاني الذي دمر منزله…. حاولت مرارا ومرارا أن أمسح بأنامل كفي راس ذاك الطفل الذي فقد أباه لأنال الاجر وأن أغمض عيني حتى لا أنظر في عين القاتل فألعنه وأكون بهذا غير حيادي… ما أروع أن يتولى الناشطان محمد وأخيه عبدالرحمن البيضاني تصوير مشهد انساني لأسرة نازحة من عدن ويقومون بتقديمه لفاعلي الخير فتجاوب أهل المعروف وكثير هي الأسر التي لم تتمكن عدسة وقلم أبناء البيضاني من تصويرها .. ولهذا أدعوا وسائل الاعلام وناشطي الفيسبوك الذين كان لهم دور في تأجيج ثقافة الحقد والكره أن يكفروا عن سيئاتهم ويصوروا مشاهد الأسى والحرمان ويبحثوا وسيجدوا عن أسر فقدت عائلها ووقفت عزة النفس حائلا دون مد اليد والتسول…

آخر الأخبار