آخر الأخبار


السبت 28 يونيو 2025
يشهد اليمن أزمة متصاعدة في الأمن الغذائي نتيجة التغيرات المناخية المتسارعة وتأخر هطول الأمطار، ما تسبب في تراجع كبير في الإنتاج الزراعي وتهديد مباشر لسبل العيش الريفية، خصوصًا في محافظتي تعز ولحج، اللتين تعدان من أهم المناطق الزراعية في البلاد.
ويواجه المزارعون صعوبات كبيرة في زراعة الحبوب والبقوليات التي تعتمد بشكل رئيسي على الأمطار الموسمية، وسط مخاوف من تلف المحاصيل قبل نضوجها، في ظل انعدام مصادر ري بديلة وارتفاع كلفة الزراعة.
في عدد من المديريات الجنوبية لتعز، تعيش العائلات وضعًا صعبًا بسبب شحة المياه. وتضطر النساء والأطفال لقطع مسافات طويلة يوميًا لجلب كميات بسيطة من المياه للاستخدام المنزلي، بينما تُركت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية دون زراعة.
يقول المهندس الزراعي سمير المقطري إن تغير مواسم الزراعة وانعدام الدعم للمزارعين يؤدي إلى تدهور الإنتاج الزراعي، ما يضر بالأمن الغذائي للعائلات التي تعتمد على ما تنتجه أراضيها من حبوب وغذاء لموسم الشتاء، إلى جانب فقدان مصدر دخل كان يوفّر الحد الأدنى من المعيشة.
بحسب تقرير حديث لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، شهدت البلاد خلال الفترة الماضية جفافًا واسع النطاق وارتفاعًا حادًا في درجات الحرارة، خصوصًا في المناطق الساحلية والشرقية، ما تسبب في تدهور واضح للغطاء النباتي وزيادة علامات الإجهاد على المحاصيل.
وأشار التقرير إلى أن ضعف تدفق المياه وندرة الأعلاف وتدهور خصوبة التربة عوامل تعمّق من هشاشة سبل العيش، وتجعل المزارعين في مواجهة خطر فقدان مصادر دخلهم وأمنهم الغذائي.
في محافظة لحج، يصف الخبير الزراعي محمد سيف ثابت الوضع بأنه يقترب من الكارثة، بعد زحف الرمال على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. وتضاعفت المعاناة بسبب عودة أعداد كبيرة من النازحين إلى مناطقهم الأصلية ما شكل ضغطًا هائلًا على الموارد المحدودة، لا سيما المياه.
وأضاف ثابت أن الاحتطاب الجائر، الناتج عن أزمات الغاز وارتفاع أسعاره، ساهم في إهلاك الغطاء النباتي وزيادة جفاف التربة، وهو ما يؤدي إلى تراجع فرصة تشكّل السحب الممطرة في المناطق المتأثرة.
في ظل هذه التحديات، طالب خبراء ومنظمات دولية بضرورة تفعيل برامج طوارئ لدعم المزارعين بالمعدات والبذور ومصادر المياه، إلى جانب تدريبهم على أساليب زراعية مرنة تتلاءم مع التغيرات المناخية.
ويرى الناشط الاجتماعي عبد الله ناجي أن ضعف الإمكانات وغياب التوعية ساهم في تعميق الأزمة، مضيفًا أن السكان المحليين يواجهون ظروفًا قاسية، ويحتاجون إلى تدخلات عاجلة لإنقاذ ما تبقى من الموسم الزراعي وحماية الأمن الغذائي في المناطق الريفية.
كابوس الرياضيات: قصة طالب ذكي يعانق الفشل قبل أن ينتصر
الشماتة كجريمة وجودية: حين يختنق الضمير وتنتحر الإنسانية
لا تتشفّوا بالموت ولا بالمرض
قيمة الريال من قيمة الشرعية
نموت بالتقسيط يا فؤاد