الثلاثاء 3 يونيو 2025
الرئيسية - أخبار العالم - عرض أمريكي جديد حول البرنامج النووي الإيراني.. ما هو الثمن مقابل وقف التخصيب؟
عرض أمريكي جديد حول البرنامج النووي الإيراني.. ما هو الثمن مقابل وقف التخصيب؟
الساعة 09:01 مساءً (بوابتي - وكالات)

أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، أن بلاده تلقت عرضًا رسميًا من الولايات المتحدة يتضمن مقترحات لاتفاق نووي محتمل. وأفادت صحيفة نيويورك تايمز، استنادًا إلى مصادر مطلعة، أن العرض الأمريكي يتضمن قائمة بنقاط رئيسية دون أن يكون مسودة اتفاق شاملة، ويركز بشكل أساسي على وقف إيران الكامل لتخصيب اليورانيوم مقابل حزمة من الترتيبات الإقليمية والدولية.

وتضمنت الوثيقة الأمريكية مقترحًا لإنشاء كونسورتيوم نووي إقليمي يضم إيران والمملكة العربية السعودية وعددًا من الدول العربية والولايات المتحدة، على أن تشرف عليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية وواشنطن. الهدف من هذا الكونسورتيوم هو إنتاج طاقة نووية سلمية في إطار شفاف وتحت رقابة دقيقة.



كما تضمن العرض الأمريكي أن الولايات المتحدة مستعدة للاعتراف بحق إيران في التخصيب السلمي مستقبلاً إذا وافقت طهران على تعليق التخصيب بشكل كامل. ونقل الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد، عن مصادر أمريكية، أن هذا المقترح يعكس محاولة جادة لتقريب وجهات النظر.

وجاء هذا العرض نتيجة جولات عدة من المحادثات غير المباشرة بين الجانبين في مسقط وروما. حيث قدم المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف وايتكوف، المقترحات شفهيًا خلال الجولة الرابعة في سلطنة عمان، ثم كتبها خلال الجولة الخامسة في روما بناءً على طلب الوفد الإيراني.

وفي 31 مايو/أيار، أكد عباس عراقجي تلقي بلاده العرض عبر وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، مشيرًا إلى أن إيران سترد عليه وفقًا لمبادئها ومصالحها الوطنية وحقوق شعبها في الوقت المناسب.

من جهته، أكد البيت الأبيض إرسال المقترح إلى طهران، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "أوضح بلا لبس أن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا"، مضيفة أن المبعوث الأمريكي قدم "عرضًا مفصلاً ومناسبًا، ومن مصلحة إيران قبوله". لكنها رفضت الكشف عن تفاصيل أخرى احترامًا لسير العملية التفاوضية.

مع ذلك، يبدي محللون شكوكًا كبيرة حول موافقة المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، على اتفاق قد يعطل البنية التحتية النووية التي بنتها إيران على مدى سنوات، والتي تعرضت لهجمات سيبرانية وعسكرية من إسرائيل والولايات المتحدة.

وبحسب تقرير نيويورك تايمز، فإن فكرة الكونسورتيوم الإقليمي ليست جديدة، إذ كانت إيران قد طرحت مقترحًا مشابهًا في مسقط، يقضي بتشكيل كونسورتيوم ثلاثي تتولى فيه طهران تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة قبل نقله لاستخدامه المدني في دول عربية أخرى. إلا أن الخلافات لا تزال قائمة حول تفاصيل التطبيق، ومكان التخصيب، ومدى تطابق الطرح الإيراني مع الأمريكي.

يأتي هذا العرض الأمريكي وسط تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية تفيد بأن إيران رفعت مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% من 274.8 كيلوغرامًا في فبراير إلى 408.6 كيلوغرامًا بنهاية مايو، وهو ما يمكنها من إنتاج ما يقرب من 10 رؤوس نووية، حسب معايير الوكالة.

كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن إيران باتت قادرة على الوصول إلى تخصيب بنسبة 90% خلال أقل من أسبوعين، ما يشير إلى نية واضحة لاستخدام هذا التطور كورقة ضغط في المفاوضات النووية المتعثرة مع الغرب.

في هذا السياق المعقد، يترقب المجتمع الدولي رد طهران الرسمي على العرض الأمريكي، وسط تحذيرات من انهيار العملية الدبلوماسية وتصاعد احتمالات المواجهة المفتوحة، خاصة مع التوترات المتزايدة في المنطقة والتهديدات المتبادلة بين الأطراف المتصارعة بخيارات بديلة في حال فشلت الدبلوماسية.


آخر الأخبار