الثلاثاء 6 مايو 2025
الرئيسية - أخبار الخليج - تساؤلات عن ولاء النعمان: هل يخدم نائب وزير الخارجية الحوثيين؟
تساؤلات عن ولاء النعمان: هل يخدم نائب وزير الخارجية الحوثيين؟
الساعة 08:55 صباحاً (بوابتي )

أثار نائب وزير الخارجية اليمني، السفير مصطفى النعمان، موجة عارمة من الغضب والسخط بعد تصريحات مثيرة للجدل أطلقها خلال جلسة نقاشية في "معهد الشرق الأوسط"، حذّر فيها من "فراغ أمني" قد يخلفه إضعاف جماعة الحوثي، المصنفة إرهابية، دون وجود بديل قوي، زاعمًا أن هذا الفراغ قد تملأه تنظيمات متطرفة مثل القاعدة أو داعش.

تصريحات النعمان، التي أعادت وزارة الخارجية نشرها عبر موقعها الرسمي، اعتُبرت صادمة ومستفزة من قبل مسؤولين وناشطين يمنيين، إذ بدا وكأنه يروّج لخطاب الجماعة الحوثية نفسها التي طالما ادّعت أنها تحمي اليمن من الإرهاب، وهو ما رفضه قطاع واسع من المتابعين باعتباره ترويجًا مريبًا لمزاعم الميليشيا ومساسًا بكرامة اليمنيين وقدرتهم على حفظ أمن بلادهم.



الدبلوماسي اليمني والسفير لدى اليونسكو، الدكتور محمد جميح، لم يخفِ استغرابه من منطق النعمان، وكتب على منصة "إكس": "ما هذا التصريح؟! هل ضاقت اللغة عن المعنى؟"، معبرًا عن استيائه من الربط المريب بين سقوط الحوثي وصعود القاعدة، متسائلًا بسخرية: "وكأن اليمنيين لا يملكون خيارات أخرى". واعتبر جميح أن هذا الخطاب يصبّ في مصلحة الحوثيين، بدلًا من كشف إرهابهم أمام العالم، محذرًا من أن تجاهل الرد على هذه التصريحات بدافع الدبلوماسية "لم يعد ممكنًا في هذه المرحلة التي لا تحتمل اللغة الضبابية".

أما الكاتب والإعلامي عبدالله إسماعيل، فاعتبر تصريحات النعمان "خطابًا عجيبًا" يسهم في تخويف المجتمع الدولي من تحرير مناطق الحوثيين، بدلًا من طمأنته بقدرة اليمنيين على صناعة الاستقرار بعد سقوط الجماعة. وأكد إسماعيل أن الحديث عن وجود محتمل لداعش والقاعدة "أكذوبة يرددها الحوثيون"، متسائلًا بسخرية عن موقع هذه التنظيمات التي لا تُرى إلا في إعلام الميليشيا.

وسخر إسماعيل من استنتاجات النعمان التي توحي بأن بقاء الحوثي هو صمام أمان ضد الإرهاب، معتبرًا أن هذا الطرح "كارثي وخطير"، مطالبًا المجلس الرئاسي ووزيري الدفاع والخارجية بالتحقيق في هذه التصريحات التي تنسف سنوات من الجهود في تفنيد خطاب الحوثي وتبريراته.

الصحفي عبدالرقيب الهدياني أيضًا عبّر عن ذهوله من هذه التصريحات، وتساءل في تغريدة له: "هل يعقل أن هذا خطاب اليمن للخارج؟!"، مشيرًا إلى أن النعمان تجاهل تضحيات الجيش اليمني الذي يقاتل منذ أكثر من عشر سنوات، والحكومة الشرعية التي تمثل ملايين اليمنيين، لصالح خطاب يشكك في قدرتهم على إدارة بلادهم.

ورغم تحذيرات النعمان من ضعف الاستراتيجية الأمريكية وضرورة توحيد القرار العسكري، فإن فحوى خطابه قوبل بإجماع على أنه يفتقر إلى المسؤولية، ويضرب في صميم مصداقية الحكومة اليمنية، ويبعث برسائل خطيرة قد تُفهم على أنها تبرير ضمني لاستمرار سيطرة الحوثيين.

وفي ظل هذه العاصفة من الانتقادات، تبدو تصريحات النعمان أقرب ما تكون إلى خدمة مجانية للحوثيين، وتشكيكًا مباشرًا في قدرة اليمنيين على بناء دولتهم، ما يستدعي مساءلة واضحة وموقفًا حازمًا من قيادة الدولة تجاه هذا "الانزلاق الدبلوماسي الخطير".


آخر الأخبار