شهدت قناة السويس تراجعاً حاداً في إيراداتها خلال عام 2024، متأثرةً بتصاعد التوترات الأمنية في البحر الأحمر نتيجة الهجمات المتكررة التي تشنها جماعة الحوثي على السفن التجارية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على حركة الملاحة في أحد أهم الشرايين البحرية العالمية.

وكشف رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، خلال افتتاح عدد من الخدمات البحرية أمس الأربعاء، أن إيرادات القناة انخفضت من 10.25 مليار دولار في عام 2023 إلى 3.991 مليار دولار في عام 2024، بتراجع نسبته 61%، نتيجة الأوضاع المضطربة في المنطقة.

وأوضح ربيع أن أعداد السفن التي عبرت القناة تراجعت إلى النصف تقريباً، حيث بلغت 13,213 سفينة في 2024 مقارنة بـ 26,434 سفينة في العام السابق. كما انخفضت الحمولات الصافية بنسبة 66.5%، لتسجل 525 مليون طن، بعد أن كانت 1.568 مليار طن في عام 2023.

ورغم هذا التراجع الكبير، أشار الفريق ربيع إلى بوادر تحسن خلال شهر مارس 2025، حيث سجلت مؤشرات الملاحة ارتفاعاً طفيفاً مقارنة بشهر يناير، بزيادة 2.4% في أعداد السفن، و7.1% في الحمولات، إلى جانب نمو الإيرادات بنسبة 8.8%.

ولفت رئيس الهيئة إلى جهود حثيثة تبذلها القناة لاستعادة ثقة شركات الشحن العالمية، مشيراً إلى أن 264 سفينة غيّرت مسارها مؤخراً من رأس الرجاء الصالح إلى قناة السويس، منذ بداية فبراير الماضي.

من جانبه، أكد جاي بلاتن، الأمين العام لغرفة الملاحة الدولية، أهمية القناة الاستراتيجية رغم التحديات التي تواجهها، قائلاً: "قناة السويس لا تزال واحدة من أكثر الممرات المائية حيوية في العالم"، معرباً عن أمله في انتهاء الأزمة الراهنة في البحر الأحمر، ومشدداً على أن "أرواح البحارة لا يجب أن تكون ثمناً لهذه الصراعات".

يُذكر أن الهجمات الحوثية المتكررة منذ نوفمبر 2023 استهدفت سفن شحن في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، تحت ذريعة "نصرة غزة"، مما دفع العديد من شركات الشحن إلى تغيير مساراتها، وهو ما ألحق أضراراً كبيرة بسلاسل الإمداد والتجارة العالمية، كما أثّر بشكل خاص على الاقتصاد المصري.