السبت 19 ابريل 2025
الرئيسية - أخبار الخليج - 35 غارة أميركية على بوابة مأرب.. لماذا تُعد مديرية مجزر هدفًا حوثيًا بالغ الأهمية؟
35 غارة أميركية على بوابة مأرب.. لماذا تُعد مديرية مجزر هدفًا حوثيًا بالغ الأهمية؟
الساعة 01:22 مساءً (بوابتي)

منذ منتصف مارس الماضي، كثّفت القوات الأميركية ضرباتها الجوية على مديرية مجزر التابعة لمحافظة مأرب، مستهدفة مواقع حوثية حساسة ضمن حملة عسكرية بدأت في 15 مارس، وأسفرت حتى الآن عن تنفيذ أكثر من 35 غارة جوية، في مؤشر واضح على الأهمية الاستراتيجية التي تمثلها المنطقة في الصراع اليمني.

تقع مديرية مجزر في شمال غرب محافظة مأرب، وتشكل نقطة التقاء جغرافية بين ثلاث محافظات هي مأرب، الجوف، وصنعاء، وترتبط بثلاث مديريات في الجوف (الحزم، الخلق، الغيل) من الشمال، وبمديرية نهم التابعة لصنعاء غربًا، والتي تُعد من أكبر مديريات العاصمة مساحةً وأحد الممرات الحيوية المؤدية إليها.



وتخترق المديرية عدة طرق رئيسية، أبرزها الطريق الرابط بين صنعاء ومأرب، وآخر يصل صنعاء بالجوف، ويتقاطعان عند مفرق الجوف، وهو موقع استراتيجي يفصل بين الأراضي الصحراوية وسلسلة الجبال الممتدة من نقيل الفرضة إلى جبال نهم وهيلان.

منذ أن فرض الحوثيون سيطرتهم على مجزر في فبراير 2020 بعد معارك ضارية مع القوات الشرعية، تحولت المديرية إلى قاعدة خلفية للجماعة، تستغلها كخط إمداد ومركز لإعادة تموضع قواتها.

تضم المنطقة مواقع عسكرية حساسة، أبرزها معسكر ماس، أحد أكبر معسكرات الجيش اليمني سابقًا، إضافة إلى مناطق جبلية تُستخدم لتحصين الأسلحة ونقل المعدات القتالية، فضلاً عن موقع شركة استخراج الذهب في منطقة صلب.

استهدفت الضربات الأميركية مواقع قيادية ومخازن أسلحة ومخابئ للحوثيين، بينها منشآت قرب مفرق الصلب، شرق الطريق الرئيسي الرابط بين مأرب وصنعاء. كما دمّرت سلسلة الغارات شبكة أنفاق محصنة ومراكز للقيادة والسيطرة، ومعدات نوعية تشمل منصات إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة، إلى جانب أنظمة توجيه واتصالات ورادارات.

ووفق منصة "ديفانس لاين" المتخصصة بالشأن العسكري، فقد استغل الحوثيون المساحات الواسعة والوديان والمغارات التاريخية في مجزر، خصوصًا في محيط قلعة براقش، لتحويلها إلى نقاط تموضع وإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، بعضها استُخدم في هجمات استهدفت البحر الأحمر وإسرائيل منذ أواخر 2023.

تشير المعطيات إلى أن الولايات المتحدة تستهدف من خلال هذا القصف المتواصل تقويض قدرة الحوثيين على استخدام مجزر كنقطة انطلاق نحو مأرب أو باتجاه المحافظات النفطية شرقًا. كما تأتي هذه الضربات في ظل تحركات حوثية مكثفة لتعزيز مواقعها في المديرية، وسط مخاوف من جولة تصعيد جديدة في واحدة من أهم جبهات اليمن.


آخر الأخبار