آخر الأخبار


الثلاثاء 8 ابريل 2025
بقلم: كريس أوزبورن- من الصعب أن ينسى أحد النقاشات الحماسية التي دارت حول قرار سلاح الجو الأمريكي البدء في تقاعد أو التخلص من أسطوله من طائرات A-10 "دبابة الطيران"، لصالح منصات دعم جوي قريبة أكثر حداثة مثل طائرات F-35 وF-22 أو النسخ المطورة من F-16.
الجدل لا يزال مستمراً، فعلى الرغم من القرار الرسمي لسلاح الجو بتقاعد طائرات A-10، إلا أن قادة المهام القتالية يواصلون طلبها ونشرها في مناطق ساخنة حرجة حول العالم.
في ديسمبر 2024، تم نشر طائرات A-10 في الفلبين دعماً لتدريبات جوية قتالية ثنائية مع القوات الفلبينية.
ومؤخراً، تم نشر طائرات A-10 مجدداً في الشرق الأوسط لدعم مهام القيادة المركزية الأمريكية ومجال مسؤوليتها.
وبالنظر إلى عدة جوانب رئيسية، فإن هناك إجماعاً على أن طائرات A-10 يمكن أن تكون فعالة للغاية في عدد من السيناريوهات في المنطقة، نظراً لكون العديد من الخصوم المحتملين لا يمتلكون أنظمة دفاع جوي متقدمة قد تجعل من A-10 طائرة غير فعالة.
بناءً على ذلك، إذا قررت الولايات المتحدة توسيع أو تكثيف هجماتها على أهداف حوثية—مثل مجموعات المقاتلين المنتشرين على الأرض—فقد تكون منصات هجومية منخفضة التحليق مثل A-10 فعالة جداً.
تتمتع طائرة A-10 بمدفع قوي من عيار 30 ملم تحت هيكلها، يطلق من مقدمة الطائرة مباشرة، وهو سلاح قادر على قصف مناطق الأعداء بوابل ناري فتاك وواسع التأثير مقارنة بالأسلحة الخفيفة التقليدية.
وقد يكون من الصعب استهداف مجموعات الحوثيين المتنقلة من قبل مقاتلات عالية التحليق، حيث قد لا تكون الصواريخ والقذائف الجوية الموجهة فعالة ضد تشكيلات المقاتلين السريعة والمبعثرة.
لكن مدفع الـ30 ملم المثبت على A-10 يمكن أن يتابع هذه التشكيلات ويتعقبها ويقصفها بدقة من الجو. ومن هذا المنطلق، فإن طائرة مثل A-10 قد تكون أكثر فاعلية عندما تواجه المقاتلات الأسرع تحديات في تحديد أهداف أرضية متحركة.
القدرة على التحمل والمناورة
مزودة بهيكل من التيتانيوم، تتمتع A-10 بمرونة وقدرة على التحليق المنخفض والبطيء فوق مناطق العدو، ما يسمح لها بامتصاص كميات كبيرة من نيران الأسلحة الخفيفة. وتتيح هذه القدرة للطيارين إعادة تموضع الطائرة لمهاجمة مجموعات المقاتلين المتحركة على الأرض. وبفضل نظامها الداخلي المصمم لتكرار الوظائف، تستطيع A-10 مواصلة القتال حتى لو تعرضت بعض أنظمتها أو مكوناتها لأضرار أو تعطل.
طيار A-10 يتحدث
قبل عدة سنوات، تحدث أحد طياري A-10 إلى مجلة "واريور" عن قدرات الطائرة في الاستمرار بالقتال رغم تعطل بعض الأنظمة.
قال المقدم الطيار "رايان هادن"، نائب قائد مجموعة المقاتلات 23 في قاعدة "مودي" الجوية:
"عندما أفقد كل الحواسيب والحسابات، والبود الاستهدافي، وشاشة العرض الأمامية، لا تزال هناك إمكانية لتوجيه الطائرة باستخدام نظام متدهور وإطلاق النار. نحن نتدرب فعلياً على ذلك."
وأضاف:
"المدفع ذو 7 سبطانات متموضع بطريقة يتطابق فيها خط الإطلاق مع خط الطيران. يمكنك ببساطة توجيه الطائرة نحو الهدف وإطلاق النار. لقد صُممت للهجوم الأرضي المباشر."
ويحمل المدفع 1,150 طلقة، ويستطيع إطلاق 70 طلقة في الثانية.
تسليح A-10
تحمل طائرة A-10 ترسانة كاملة من الأسلحة، بما في ذلك القنابل الموجهة بنظام GPS المعروفة باسم JDAM، وتشمل GBU-38 وGBU-31 وGBU-54، بالإضافة إلى القنابل التقليدية مثل Mk 82 وMk 84، وصواريخ AGM-65، وصواريخ جو-جو AIM-9 سايدويندر، وصواريخ موجهة، بالإضافة إلى قنابل الإنارة، وأنظمة التشويش، ووسائل حماية إلكترونية أخرى.
وتستطيع الطائرة حمل ما يصل إلى 16,000 رطل من الذخائر المتنوعة، موزعة على ثمانية نقاط تعليق تحت الأجنحة وثلاثة تحت البدن.
أما فيما يخص أنظمة التوجيه والملاحة والدقة، فقد تساهم التحسينات في الحوسبة القتالية في تعزيز أداء الطائرة عبر تمكينها من استخدام أنظمة أسلحة جديدة.
فعالية A-10 في الشرق الأوسط
يمكن تطبيق هذا السيناريو المحتمل مع الحوثيين في العديد من المناطق الأخرى في الشرق الأوسط، خاصة في ظل قدرة القوات الأمريكية على فرض التفوق الجوي أو تحقيقه بسرعة في هذه المناطق.
ورغم أن طائرة A-10 قد تظل عرضة لبعض الأسلحة مثل RPGs أو القذائف المحمولة على الكتف، فإنها تبدو خياراً ذا قيمة مضافة في كثير من العمليات، خاصة في الظروف التي تكون فيها الطائرات النفاثة عالية السرعة أقل فاعلية ضد تهديدات معينة.
عن الكاتب: كريس أوزبورن
كريس أوزبورن هو محرر تكنولوجيا الدفاع ورئيس تحرير موقع Warrior Maven – Center for Military Modernization. عمل سابقاً في البنتاغون كخبير مؤهل في مكتب مساعد وزير الجيش لشؤون الاستحواذ والخدمات اللوجستية والتقنية. كما عمل كمذيع ومحلل عسكري على الهواء في شبكات تلفزيونية وطنية، وظهر كخبير عسكري ضيف على قنوات Fox News وMSNBC وThe Military Channel وThe History Channel. وهو حاصل على درجة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة كولومبيا.