كشف قائد عسكري أمريكي كبير هذا الأسبوع أن مدمرة تابعة للبحرية الأميركية كانت تعمل في البحر الأحمر العام الماضي استخدمت مدفعها مقاس خمس بوصات لإسقاط طائرة حوثية بدون طيار من السماء.

وقال نائب قائد القيادة المركزية الأميركية، الأدميرال براد كوبر، التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، إن المدمرة الأميركية "يو إس إس ستوكديل" كانت تبحر من البحر الأحمر إلى خليج عدن في نوفمبر عندما وقع الهجوم.

وقال كوبر، الذي كان على متن "ستوكديل" في ذلك الوقت، في مؤتمر ويست 2025 يوم الخميس الماضي: "عندما كنا نتجه جنوبًا، أود أن أقول إننا كنا على وشك خوض معركة، وكان الجميع في الطاقم يعلمون ذلك". وبعد ساعات من الهدوء أطلق الحوثيون فجأة صاروخا باليستيا من اليمن باتجاه "ستوكديل"، ثم أطلقوا صاروخا ثانيا وثالثا ثم رابعا.

وقال كوبر متذكرا: "لقد كان هجوما معقدا ومتطورا ومنسقا".

وتمكن البحارة على متن السفينة من إحباط الهجوم الأوليّ عند منتصف الليل، لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد. فبعد بضع دقائق، أطلق الحوثيون صاروخ كروز مضاد للسفن، لكن مقاتلات من حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" أسقطته.

واستمرت المعركة حتى الليل، وأطلق المتمردون المزيد من الصواريخ والطائرات بدون طيار، التي دمرتها المقاتلات والسفن الحربية الأميركية. وردت البحرية بشن ضربات على اليمن.

وفي حوالي الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي، عبرت طائرة حوثية بدون طيار تحلق على ارتفاع منخفض أمام "ستوكديل"، لكن تم اكتشافها متأخرا. وصدر أمر بقتلها.

وقال كوبر: "بصراحة، كنت أعتقد أنه لا توجد طريقة لضربهم. وبعد ثانيتين، انطلقت المدفع الذي يبلغ قطره خمس بوصات، وبالفعل، أسقطوا ذلك الشيء"، "هذا لا يحدث ببساطة". وقال إن الناس انفجروا بالهتاف لمدة 15 ثانية متواصلة بعد اعتراض الصاروخ.

وقال "إنها لحظة رائعة عندما تسقط صاروخا، ولكن هناك الكثير من لحظات الفرح عندما تسقط سلاحا ناريا، على غرار ما حدث في الحرب العالمية الثانية".

ومدفع MK-45 مقاس خمس بوصات يتم تركيبه على سطح السفينة الحربية. وهو أحد الطرق العديدة التي يمكن أن تحمي بها السفينة نفسها، إلى جانب الصواريخ أرض-جو، التي كانت الأداة المفضلة للولايات المتحدة أثناء الصراع مع الحوثيين. وقد صدت السفينة Stockdale هجمات متعددة في الخريف أثناء نشرها في الشرق الأوسط.

وقال كوبر إن الحوثيين شنوا خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية أكثر من 140 هجوما على السفن التجارية واستهدفوا السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية أكثر من 170 مرة بصواريخ باليستية وصواريخ كروز وطائرات بدون طيار. وأسقطت القوات الأميركية نحو 480 طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين.

وزعم الحوثيون أن هجماتهم على السفن المدنية والتجارية تأتي تضامنا مع الفلسطينيين في غزة. وبعد أن وقعت إسرائيل وحماس اتفاق وقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا الشهر، قال المتمردون إنهم سيحدون من عملياتهم في البحر الأحمر.

وأضاف كوبر أنه إلى جانب هجماتهم على ممرات الشحن، أطلق الحوثيون أيضًا 40 صاروخًا باليستيًا متوسط ​​المدى ونحو 300 طائرة بدون طيار بعيدة المدى على إسرائيل. وقد أسقطت القوات الأميركية والإسرائيلية معظم هذه الصواريخ.

وقد تؤثر إدارة ترمب الجديدة بشكل كبير على نهج الجيش الأميركي تجاه الحوثيين. فبعد وقت قصير من تنصيبه، أعلن البيت الأبيض أنه يعيد تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، عكسًا لقرار اتخذه الرئيس السابق جو بايدن بإزالة المتمردين من تلك القائمة.