تخادم ثلاثي الإرهاب للسيطرة على المحافظات اليمنية ليس بجديد، ويتم ذلك عن طريق افتعال سيناروهات معدة من قبل النظام الإيراني وبإشرافٍ من قيادات الثوري المبتعثين من طهران ليحكموا العاصمة المحتلة صنعاء، فالتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش استقبلت أولى هدايا المهادنة في بدايات الانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية اليمنية.

الإيعاز الإيراني بالإفراج عن المعتقلين في سجون المخابرات اليمنية جاء على مراحل بالتنسيق مع رؤوس التنظيمات الإرهابية الدولية، فرأينا الميليشيا الحوثية تفرج عن جمال محمد البدوي في عام 2018، وهو أحد المدبرين لتفجير المدمرة الأميركية (يو أس أس كول)، وكان برفقته 251 إرهابياً أخرجوا من سجون جهازي الأمن السياسي والأمن القومي.

وسبق عملية الإفراج اتفاق الحوثيين مع التنظيمات على أن يعيش عناصرهم وقياداتهم بحريةٍ وأمان في العاصمة المحتلة صنعاء، وكان شاهدًا على ذلك تواجد 55 إرهابيًا يتبعون تنظيم القاعدة وأبرزهم عوض جاسم مبارك بارفعة والذي يكنى بـ "أبو بكر" و"بكري"، واستمرت فترة بقائهم ما بين 2017م و2020م، وكذلك القيادي الإرهابي هشام باوزير الذي اتخذ من "طارق الحضرمي" اسمًا مستعارًا أثناء إقامته في منطقة شعوب بأمانة العاصمة صنعاء.

وفي سياق الغباء الحوثي المستمر، نقلت قناة المسيرة مباشر المراسم التي أقامتها ميليشيا الحوثي لتشييع جنازتي سعيد عبد الله احمد الخبراني "أبو هايل"، وحميد عبد الله أحمد الخبراني "أبو نواف"، وذلك بعد أن لقيا مصرعهما وهما يقاتلان في صفوف الميليشيات في منتصف أغسطس 2020م، وهما إرهابيين تابعين لتنظيم داعش الإرهابي، مما يؤكد التقارير الاستخباراتية والإعلامية حول التعاون المستمر ما بين التنظيمات الإرهابية في اليمن.

من باع الوطن لا يستغرب منه أن يوزع أراضيه للإرهابين، ففي ديسمبر 2021 كرم الحوثيين القيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي عارف صالح علي مجلي، وعينوه وكيلاً لمحافظة صنعاء وذلك لدوره في عمليات الحشد والتجنيد، مما يؤكد التحالف والتنسيق القائم بين الطرفين.

ختامًا، كل ما تم ذكره سابقًا ليس إلا غيضًا من فيض، وسبق ذكره في مختلف وسائل الإعلام، ولكن تكراره يأتي في سياق أن الشعب اليمني لم ولن ينسى ما فعلتموه بوطنه، وتأكيدًا على أن جرائمكم لن تسقط بالتقادم، وكما سقطت الإمامة سيُسقط الشعب مشروعكم الإيراني، فلسان حال من يقبع في مناطق سيطرة الحوثيين يقول

"َلا بُدَّ لِلَّيلِ أن يَنجَلي ... وَلا بُدَّ للقَيدِ أَنْ يَنْكَسِر"

ستحاكمون وتعدمون وشوارع صنعاء ستكون شاهدًا تاريخيًا لزوال الدنس من اليمن.