آخر الأخبار


الخميس 8 مايو 2025
بعد سنوات من رفع شعار "الموت لأمريكا" و"القدس أقرب"، ها هو الحوثي يمد يده لأمريكا، ليس بدافع السلام ولا رحمةً بالشعب اليمني، بل بأوامر مباشرة من طهران، التي استكملت دورها التخريبي في اليمن، فقررت تحويله من ذراع للقتال إلى ورقة تفاوض.
هذا الاستسلام ليس مفاجئًا لمن قرأ حقيقة المشروع الحوثي منذ البداية، فالميليشيا لم تكن يومًا قوة وطنية مستقلة، بل أداة في يد المشروع الإيراني التوسعي، تنفذ أجندته في اليمن والمنطقة، وتستخدم الشعارات الدينية والقومية لتمويه دورها الحقيقي.
رفع الحوثيون لسنوات شعار "نصرة فلسطين" و"العداء لأمريكا"، لكنهم لم يقتلوا إسرائيلياً واحد، بينما أغرقوا اليمن بالصواريخ والألغام والدمار؛ وتحت لافتة "تحرير القدس"، دمروا صنعاء، وجوّعوا الحديدة، وقصفوا مأرب، وشرّدوا ملايين اليمنيين.
أما فلسطين، فقد كانت مجرد شعار يستخدم في الخُطب واللافتات، لا في المواقف الحقيقية، عندما قُصفت غزة وارتُكبت المجازر بحق المدنيين، لاذ الحوثي بالصمت، لأنه لا يجرؤ على اتخاذ موقف لا توافق عليه إيران؛ أما اليوم وقد اختارت طهران التفاوض مع أمريكا، فإن الحوثي يسير في نفس الطريق، منصاعًا لا شريكًا، تابعًا لا مقرّرًا.
الحوثي استسلم، لكنه استسلم بعد أن دمّر اليمن بكل مكوناته، ودمّر الاقتصاد، ومزّق المجتمع، وأنهك مؤسسات الدولة، وحوّل اليمن من دولة ذات سيادة إلى منطقة نفوذ إيراني؛ وحين أُغلقت أبواب الحرب، عاد ليرتمي في أحضان من كان يهددهم كل يوم، ليس لأنه غيّر موقفه، بل لأن من يحركه غيّر التعليمات.
أما الشعب اليمني، فهو الخاسر الأكبر، فبعد سنوات من الجوع والخوف والحرب، يكتشف اليمنيون أن كل ما قيل عن المقاومة والممانعة، لم يكن سوى كذبة كبيرة استخدمتهم وقودًا لأجندة غير يمنية، ولا عربية، ولا إسلامية.
إن استسلام الحوثي لأمريكا بأوامر إيرانية ليس نهاية دور هذه الجماعة، بل هو بداية مرحلة جديدة من الخداع السياسي، الذي يجب أن يُكشف، حتى لا يُعاد استخدام القضية الفلسطينية غطاءً لمزيد من الجرائم في اليمن والمنطقة.
لحم اليمن الحي
مسرح العبث
قصة النملة التي اريشت
وهم النصر الحوثي
الحوثيون واستهداف ما تبقى من السيادة الجوية