الثلاثاء 6 مايو 2025
الوصول إلى المطلوبين في كهوفهم 
الساعة 10:43 مساءً
د. مصطفى الجبزي د. مصطفى الجبزي

كيف يمكن للصخور أو حبيبات الرمل أن تقود إلى الجاني وتُعزّز من كفاءة البحث الجنائي؟ بل كيف يُمكن توظيف علوم الجيولوجيا عسكريًا واستخباراتيًا للوصول إلى المطلوبين، على غرار أسامة بن لادن؟
صدر مؤخرًا كتاب "الجيولوجيا في خدمة التحقيق الجنائي"، وهو من تأليف أستاذ علوم الطبيعة باتريك دو ويفر (Patrick de Wever)، بالتعاون مع ضابط التحقيق ريشار مارليه (Richard Marlet).
وبمناسبة صدور الكتاب، استضافت إذاعة فرانس إنتر أستاذ علم الطبيعة، الذي تحدث عن مضمون الكتاب والتطورات المتسارعة في توظيف علم الصخور لأغراض أمنية وجنائية، بل وحتى عسكرية واستخباراتية.
وقد ورد في تعريف الكتاب على موقع الإنترنت:
"لقد أتاح بالفعل كلٌ من مقارنة حبيبات الكوارتز، واستخدام رادار الأرض، أو حتى التحليل الزلزالي، الكشف عن عدد كبير من المشتبه بهم. علم الأدلة الجيولوجية هو جانب لا يزال غير مستكشف في عالم الجرائم الحقيقية."
"واستنادًا إلى قضايا حقيقية تم حلها، فرنسية ودولية، يكشف باتريك دو ويفر وريشار مارليه أسرار هذا «علم الحجارة» القادر على إيصال الجناة إلى العدالة."
كما تطرّق باتريك دو ويفر إلى أوجه التعاون بين علماء الجيولوجيا وشرطة الجمارك، لا سيما في فحص بعض السلع مثل خامات الرخام أو البلاط، وكذلك في التحقق من أصالة الأحافير، للكشف عن التزوير أو التهريب في سوق السلع النادرة والقطع الجيولوجية ذات القيمة العالية.
وأشار أيضًا إلى أن مشروع حفر نفق قناة المانش (Tunnel sous la Manche) لم يكن ليُنفذ لولا التعاون الوثيق بين المهندسين المطوّرين والجيولوجيين، الذين كان عليهم تحديد الطبقة الصخرية الأنسب للحفر استنادًا إلى خصائصها الجيولوجية، لا سيما قدرتها على مقاومة تسرب المياه وسهولة حفرها دون انهيار أو تسرّب، مما ساهم في نجاح المشروع من الناحية التقنية والبيئية.
الوصول إلى المطلوبين في كهوفهم 
وقد تحدث باتريك دو ويفر خلال اللقاء عن كيفية استعانة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأمريكية بخبراء الصخور لتحليل أشرطة الفيديو الخاصة بأسامة بن لادن، في محاولة لتحديد الكهف أو المغارة التي قد يكون مختبئًا فيها.
وأوضح أن الأمر يتطلب جمع خرائط جيولوجية وزلزالية وصورًا فضائية ملتقطة بالأقمار الصناعية، بهدف دراسة التجاويف الصخرية، ومعرفة عدد الكهوف والمغارات المحتملة، وتحليل الصخور التي يمكن حفرها لإنشاء كهوف مستحدثة. ثم تُحلل هذه البيانات دون الحاجة إلى انتقال الجيولوجي ميدانيًا، لتتكوَّن لاحقًا صورة تحليلية يمكن من خلالها تحديد الأهداف العسكرية بدقة.
 


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار