آخر الأخبار


الأحد 18 مايو 2025
ماذا حدث؟ مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية المهمة في مجال الذكاء الاصطناعي، تجاوزت قيمتها الإجمالية 100 مليار دولار. وتأتي هذه التحركات في وقت تتسابق فيه الدول للاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتوسيع قدراتها في تقنيات المستقبل، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح يمثل أحد أبرز أدوات النمو الاقتصادي العالمي.
أبرز هذه الاتفاقيات كانت بين شركة إنفيديا الأميركية، الرائدة في مجال رقاقات الذكاء الاصطناعي، والشركة السعودية الناشئة “Humain” التي أُطلقت بدعم مباشر من صندوق الاستثمارات العامة. في المرحلة الأولى من الاتفاق، ستشتري السعودية 18,000 وحدة من رقاقات Blackwell B200، وهي أحدث ما أنتجته إنفيديا، بقيمة تُقدّر بما بين 630 و720 مليون دولار. ويُتوقع أن ترتفع الكمية إلى مئات الآلاف من الوحدات خلال الأعوام المقبلة، في صفقة قد تصل قيمتها إلى عشرات المليارات من الدولارات، ما يجعلها واحدة من أكبر وأهم صفقات الذكاء الاصطناعي في العالم حتى الآن.
السعودية تعتزم استخدام هذه الرقاقات لبناء مراكز بيانات ضخمة، تُعرف بـ “مصانع الذكاء الاصطناعي وبقدرة 500 ميجاوات”، ستكون الأساس لتطوير نماذج لغوية متقدمة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وحلول التحليل الضخم للبيانات. هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية المملكة لتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، وترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للابتكار والتقنية.
أهمية صفقة إنفيديا لا تنبع فقط من حجمها المالي أو التقني، بل من كونها تعكس تحوّلًا استراتيجيًا في التوجه الاستثماري الخليجي نحو امتلاك أدوات الإنتاج التكنولوجي، وليس فقط استهلاكها. كما أنها تؤكد استعداد الشركات الأميركية الكبرى لعقد شراكات طويلة المدى مع مؤسسات ناشئة مدعومة حكوميًا في الخليج، ما يعكس ثقة متبادلة في النمو المشترك.
إلى جانب هذه الصفقة، أعلنت شركات مثل غوغل وأوراكل وسيلزفورس وAMD وأوبر عن نيتها استثمار 80 مليار دولار في مشاريع مشتركة مع السعودية، تشمل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وتطوير البرمجيات. من جهتها، أعلنت شركة DataVolt السعودية عن استثمار 20 مليار دولار في إنشاء مراكز بيانات تعمل بالذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة، في خطوة تعزز الترابط الاقتصادي في الاتجاهين.
أما في الإمارات، فهناك أخبار تشير إلى اتفاقية بين شركة سيسكو الأميركية وشركة G42 الإماراتية للتعاون في مجالات الأمن السيبراني وبنية مراكز البيانات. وذكرت تقارير أن صفقة مرتقبة مع إنفيديا قد تشمل تزويد الإمارات بأكثر من مليون رقاقة بحلول 2027، منها 200,000 رقاقة مخصصة لـ G42 خلال السنوات القادمة، ما يعكس مستوى غير مسبوق من التوسع في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في المنطقة.
كل هذه المؤشرات تدل على أن دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، تسعى بجدية إلى بناء قاعدة اقتصادية جديدة قائمة على المعرفة والبيانات. ويبدو أن الذكاء الاصطناعي سيكون الأداة المحورية في هذا التحول. ومن الجانب الأميركي، فإن هذه الشراكات تمثل فرصة لتعزيز الصادرات التكنولوجية، وخلق أسواق جديدة في بيئة جيوسياسية موثوقة ومستقرة.
التحولات الجارية تشير إلى أن السنوات المقبلة قد تشهد ظهور مراكز إنتاج إقليمي للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، وليس فقط استهلاك هذه التقنيات. وإذا ما استمرت هذه الاستثمارات في النمو بهذا الشكل، فقد تصبح المنطقة خلال عقد واحد لاعبًا محوريًا في اقتصاد الذكاء العالمي، بشراكة استراتيجية مع عمالقة التقنية في وادي السيليكون.
بين بغداد وصنعاء.. شجاعة الدولة في وجه السرديات المريضة
من الرابح ؟
الرئيس اليمني في بغداد.. الرسالة وصلت
تغطية الفشل ببروباغندا إعلامية
جريمة على مرأى ومسمع العالم