تسير الميليشيا الحوثية الانقلابية على نهج التنظيمات الإرهابية الإيرانية في امتهان وإذلال الشعب اليمني، طمعًا في السلطة وتمكينًا للمشروع الإيراني التوسعي في المنطقة، فمنذ انقلابها على الحكومة اليمنية عام 2014م وحتى الآن؛ حولت الميليشيا الساحة اليمنية إلى فوضى وعطلت المسار السياسي بعد احتلالها على المدن اليمنية واستيلائها على مقدرات الدولة ومؤسساتها، غير آبهة بمصالح الشعب اليمني.

تختلف المسميات والإرهاب واحد، فالممارسات التي تقوم بها الميليشيا الحوثية ضد الشعب اليمني هي ذاتها التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية والمرتبطة بالنظام الإيراني على وجه الخصوص، جميعها تنتهج ذات النهج القائم على العنف والإرهاب وزرع الكراهية وإلحاق الضرر بالأوطان والمواطنين، بدايةً من استيلائها على الدولة ووصولًا لتهديدها خطوط الملاحة الدولية وأمن الطاقة العالمي وقتل المواطنين وتدمير البنى التحتية في اليمن ونهايةً بتبنيها للعمليات الإرهابية تجاه الدول المجاورة والصديقة.

أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في وقت سابق من الشهر الحالي، عزمها إدراج جماعة ميليشيا الحوثي باليمن المدعومة من إيران كمنظمة إرهابية، فيما أوضح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لوسائل الإعلام الأمريكية بأنه "يريد تسريع هذه الخطوة" التي يراها انتصاراً آخر في استراتيجية الولايات المتحدة المناهضة لإيران، كما أشار عدد من المسؤولين الأمريكيين إلى عدة خيارات مطروحة لتصنيف قادة الحوثيين بشكل خاص كـ"إرهابيين عالميين".

وذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم السبت 21 نوفمبر 2020م بأن وزير الخارجية مايك بومبيو عازم على المضي قدمًا في تصنيف الميليشيا الحوثية كمجموعة إرهابية رسمية مع موعد نهائي في الأول من ديسمبر 2020م.

وفي خضم ما يدور من مساعٍ أمريكية لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، قامت الميليشيا الحوثية بالإعلان عن تبنيها لعملية إرهابية استهدفت أحد محطات توزيع النفط التابعة لشركة آرامكو بمدينة جدة يوم الاثنين 23 نوفمبر 2020م، وجاء ذلك على لسان متحدث الميليشيا الحوثية المدعو "يحيى سريع" عبر حسابه على تويتر يروي به تفاصيل تلك العملية واستخدامهم لصاروخ إيراني مجنح من نوع "قدس 2".

استفز الهجوم الإرهابي الحوثي على المنشآت الحيوية النفطية المجتمع الدولي مما دعا عدة دولٍ ومنظمات إلى إصدار بيانات تشجب فيه هذا العمل الجبان، كالإمارات العربية المتحدة والكويت ومصر والأردن وباكستان، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج.

من جانبها، أدانت السعودية بشدة ھذا الاعتداء واصفةً إياه بالجبان، ومؤكدةً على أن ھذه الأعمال الإرھابية والتخريبية التي تُرتكب ضد المنشآت الحيوية تستھدف أمن واستقرار امدادات الطاقة للعالم، وكذلك الاقتصاد العالمي، ومنها ما حدث مؤخراً في جازان بالقرب من منصة التفريغ العائمة التابعة لمحطة توزيع المنتجات البترولية، وما سبقه من اعتداء إرھابي على المنشآت النفطية في بقيق وخريص.

وأكّدت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن على لسان المتحدث الرسمي العميد تركي المالكي أن قيادة القوات المشتركة تتخذ الإجراءات العملياتية اللازمة لحماية المدنيين والأعيان المدنية، وبأنها ستحاسب العناصر الإرهابية المخططة والمنفذة للعمليات العدائية والإرهابية ضد المدنيين والأعيان المدنية بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية