الخميس 28 مارس 2024
الرئيسية - تقارير وحوارات - سؤال ملك أعاده للواجھة من جديد.. 4 أشھر لافتتاح مستشفى عدن
سؤال ملك أعاده للواجھة من جديد.. 4 أشھر لافتتاح مستشفى عدن
الساعة 07:12 مساءً (متابعات)


تقریر/ عبدالقادر باراس - وئام نجیب

مستشفى عدن العام، كان اسمه مستشفى الملك فھد عند انشاءه عام 1994م، بامر كریم من الملك فھد بن عبدالعزیز، رحمه الله، ونتیجة لخلاف مع الرئیس السابق صالح تم تغیر اسم المستشفى بأوامر رئاسیة شفویة مباشرة قبل اسبوع من افتتاحھه ثم تم اھماله بشكل ممنھج ومتعمد حتى اصبح اثراً بعد عین.



 في بدایة العام 2018 سئل خادم الحرمین الشریفین الملك سلمان بن عبد العزیز المسؤولین السعودیین، ماذا حدث لمستشفى أخي في عدن؟.. ومن تلك النقطه بدء مشروع إعادة تأھیل المستشفى الذي أھملته الحكومات الیمنیة المتعاقبة بعد أن كان صرحاً كبیراً عند افتتاحه في قلب عدن.

بحسب مسؤولي البرنامج السعودي لإعادة الإعمار فقد تم تجاوز العدید من العقبات سریعاً لتأمین تمویل كاف لإعادة تأھیل المستشفى بالكامل خصوصاً بعد اكتشاف حجم الدمار الھائل داخل المستشفى واكمل المستشفى لافتتاحه خلال الربعة اشھر المتبقیة من العام.

وكان السفیر السعودي ،محمد آل جابر، قد زار المستشفى في العام 2018 ،في اطار زیارته لعدن لفھم احتیاجات المواطنین، و رفع تقریر عقب الزیارة بحالة المباني والتجھیزات ضمن تقریره عن المحافظة بالكامل الخطط والأعمال الجاریة ستوسع المستشفى الى 270 سریر ناھیك عن مركز القلب حیث ستتم فیه عملیات القلب المفتوح كما ھو مخطط لھ في عدن ولن یضطر المرضى للسفر بعد ذلك.

یتھیأ مستشفى عدن العام الذي من المتوقع إنھاء أعمال تأھیله ومعاودة نشاطه في مطلع العام القادم بعد توقف دام 18عاماً بعد أن تحول ھذا الصرح الطبي الكبیر إلى مكان مھجور أشبه بالخرابة وملاذ للطیور والفئران، وكان بإمكانه أن یخفف الكثیر

عن المواطنین من اللجوء إلى المستشفیات الخاصة وتحمل أعباء التكالیف الباھظة، وأحدث إغلاقه فراغاً في القطاع الصحي بالمدینة، ما أثار ذلك عدة تساؤلات تبحث عن إجابات شافیة.

وطوال سنوات إغلاقه تناول عنه الكثیر في تقاریر صحافیة عدة نتیجة تعرضه للإھمال لكونه، لكنه ھُمش فغیبت خدماته، وغابت الحقوق الصحیة للأھالي في ھذه المدینة مرفقاً خدمیاً ھاماً التي عانى ویعاني أبناؤھا الفقر وانتشار الأمراض والأوبئة.

ویشھد المستشفى منذ بدایة العام 2019م أعمالاً تأھیلیة لإعادة تشغیله مجدداً بفضل حرص الأشقاء السعودیین، ممثلةً بالصندوق السعودي للتنمیة الذي حرص على إعادة إحیائه لیعود ویقدم خدماته، ولتأھیله وتطویره وبناء مركز للقلب بكلفة إجمالیة (43 (ملیون دولار، خاصة مع افتقار العاصمة عدن إلى مستشفى كبیر بعد مستشفى الجمھوریة، وھو یمثل حاجة مھمة للمواطنین.

 

من جانبه قال مدير مشروع إعادة تأھیل المستشفى المهندس عصام حیدر الذي أكد ان نسبة الانجاز في المشروع بلغت 70 ،% مشددا على أھمیة استكمال تأھیله، بما في ذلك التجھیزات كونه أحد المشاریع الھامة في القطاع الصحي، وحاجته الضروریة للارتقاء بنشاطه الذي سیستفید المواطنون منه.

وتحدث حيدر عن الصعوبات التي تواجه المشروع.

وكانت فترة إغلاقه قد طالت خاصة عند اندلاع حرب 2015 ،ولأكثر من مرة فإن مشروع إعادة تأھیلخ قد تعثر، وبحسب تصریح م. عصام حیدر مدیر مشروع مستشفى عدن العام، بدایةً توقف المستشفى عن العمل بسبب توقف التكییف فیه 2005 ،و 2006 تم إغلاقه ومر مشروع اعادة تشغیله بمرحلتین، حیث بدأت المرحلة الأولى في العام 2007 وتوقفت في 2012 ،وكان التوقف نتیجة خلافات كبیرة حدثت بین المقاول والاستشاري. وذلك كان له تأثیر كبیر على سیر العمل،

مما أدى توقفه لفترة، وكانت المشكلة الرئیسیة تتمثل في أن المقاول لم یكن لدیه الاستعداد المالي اللازم لتنفیذ المشروع، وكان یتوقع من الصندوق أن یقدم له الدعم كي یعمل، وھذا یعد من الأسباب الرئیسیة السابقة المؤدیة للتوقف".

وأشار بالقول إلى أن "بعد ذلك توصل الصندوق السعودي لقناعة إلى تغییر كلا من المقاول والاستشاري، والإتیان بالبدیل عنھما، ومن ثم أتت حرب 2015 ،وفي عام 2018 تواصل الصندوق السعودي مع وزارة الصحة على أن یتم البَدء بالمشروع وإجراء مناقصة جدیدة باستشاري ومقاول جدیدین، وبالفعل بدأ العمل في المرحلة الثانیة في ینایر 2019 ووقع الاختیار على شركة (زیناك) من قبل الصندوق السعودي، على أساس أن یتم استكمال مشروع مستشفى عدن، لكننا رأینا أن المستشفى منھار نتیجة المعارك التي حدثت في الحرب، وقصف الطیران

تسبب بانھیار البنى التحتیة للأسقف والشبكات والخطوط والصرف الصحي ومنظومة الحریق وتدمیر للبنى التحتیة، مما تسبب بانتھاء الإصلاحات كافة التي كانت قد جرت في المرحلة الأولى، وتحولت المرحلة الثانیة من استكمال بناء المستشفى إلى إعادة تأھیل".

ونوه بأن "ظروف البلد تنعكس على المجالات كافة، ونتیجة ذلك اضطروا للتوقف عن العمل، وكان المقرر انتھاء المرحلة الثانیة بحسب ما قُررت بالسابق أن یكون استكمال البناء فقط في ، وأفاد أن الموضوع لیس مطلع ینایر العام2020 ،لكن كان قد قدم الاستشاري تصوراً جدیداً باستكمال وإنما بإعادة تأھیل نتیجة لانھیار البنى التحتیة، وبالفعل تم تغییر كل شيء، وقاموا بإعادة تأھیل البنى التحتیة بشكل كامل وأدخلوا إضافات، ومھمتھم الآن تقتضي في إیصال المشروع إلى بر الأمان، ویعود المستشفى إلى العمل لخدمة المواطنین في المدینة والمناطق المجاورة".

وعن عملیة إعادة تأھیل المستشفى لأحیائه بعد إنجاز الكثیر من بنیته التحتیة أوضح م. عصام بقوله: "بعد إرساء المناقصة على شركة زیناك للھندسة والمشاریع المحدودة، وجد المقاول بعد استلامه موقع المشروع أن البنیة التحتیة السابقة منھارة بشكل كامل والمنظومات والشبكات وأعمال التمدیدات المختلفة خارج الخدمة تعرضت لأضرار بالغة بسبب الحرب والتوقف ، إضافة إلى أن موقع المستشفى المطل على البحر، الطویل، وكذلك بسبب أن المكان كان مغلقاً فتأثرت المعدات والأجھزة بشدة بالملوحة والرطوبة وحرارة الجو".

وأضاف: "بعد أن وجد المقاول معظم مرافق المستشفى خاربة قدم تصوراً بإعادة تأھیل المستشفى بدلاً من استكمال ما تم إنجازه سابقاً منذ ما قبل عام 2012م، على أن العمل لن یكون مجرد استكمال، وإنما تأھیلاً كاملاً مثل: منظومة الكھرباء - الغازات الطبیة - شبكة كابلات الحاسوب - المیاه والصرف الصحي - نظام مكافحة الحریق ..إلخ. وجدناھا مھملة ومفتتة بفعل ، كما لا ننسى فترة حرب تحریر عدن من الحوثیین الظروف المناخیة المشار إلیھا سابقاً والانفجارات التي حدثت في المباني المحیطة بالمستشفى مثل عدن مول والمحكمة، وأثرت بشكل مباشر على أعمال الألمونیوم والزجاج والواجھات وأعمال دیكورات السقوف وكثیر من

التمدیدات المعلقة، وبعد كل تلك التغییرات التي تمت یعتبر المستشفى حالیاً قائماً وفق بنیة تحتیة سلیمة ومواكبة للتطور بطریقة صحیحة كشبكات الكھرباء وشبكة المیاه والصرف الصحي وغیرھا".

وأشار إلى ما تم استحداثه في المشروع قائلاً: "كذلك قمنا بأعمال واستحداثات جدیدة، متعددة، فمثلاً محطة التكییف المركزي المسماة بـ (الشیلرات)، والتي تقوم بعملیة تبرید المیاه وھي عبارة عن مكثفات لتبرید المیاه كانت 4 شلیرات صغیرة قدرتھا التبریدیة في السابق (600 طن)، أما ) لأجل أن یكون مواكباً وملائماً لعملیة التوسع التي الآن فقد ضاعفنا قدرة التبرید إلى (1150 طناً أجریت للمستشفى مع إضافة مركز القلب، وجعلناه بقدرة أكبر كاحتیاط خلال الضرورة حتى نتمكن من القیام بأعمال الصیانة مستقبلاً، وھذا یترتب علیھ تكبیر مضخات التكییف المركزیة

أكثر لأن لدینا مركز القلب وھو الذي یتغذى من تلك المنظومة".

وتابع: "قمنا باستحداث محولات كھربائیة لزیادة الأحمال عند تأھیلنا للمنظومة الكھربائیة بإضافة محولات كھربائیة جدیدة قوة 1600 ك. ف، ومحول آخر بنفس القوة لمركز القلب لكي یستوعب الأعمال الذي قمنا بھا. طبعاً كل ھذه الاستحداثات سترفع من الأحمال الكھربائیة، وزودنا قدرة المولدات الكھربائیة. وبعد أن كان في السابق مولد واحد قدرة (ألف كیلو وات) الآن لدینا 4 مولدات بأربعة آلاف كیلو وات، كما زودنا السعة التخزینیة للوقود من 30 ألف لتر في السابق إلى 60 ألف لتر. كل تلك التوسعات بالإضافة إلى تأسیس أقسام جدیدة للأشعة المقطعیة والرنین

المغناطیسي تسبب في زیادة الأحمال الكھربائیة، مما اضطررنا لوضع المعالجات الفنیة المناسبة بالتنسیق مع مؤسسة الكھرباء بعدن، كما عملنا على إنشاء منظومة التخلص من النفایات الطبیة بدلاً من إحراقھا داخل ما یسمى (محرقة النفایات) كما ھو سائد في كثیر من المستشفیات، ومیزته بأنه نظام متكامل یعمل بشكل آمن، حیث یقوم بالتخلص وحرق النفایات الطبیة والمواد العضویة من دون تلویث البیئة أو نقل العدوى. أیضاً حرصنا إلى إدخال نظام الغازات الطبیة لكل الغرف والأقسام التي تتوزع فیھا أقسام الرقود بالطبع إلى غرف العملیات والطوارئ والعنایة المركزة".

حول ارتباط الخدمات في كل من المستشفى ومركز القلب أوضح م. عصام أن مركز القلب مرتبط بكل الخدمات المرافقة والمتصلة بمنظومة المستشفى، حیث إن المستشفى القائم مكون من ، ومركز القلب سیتم تجھیزه ، فیما مركز القلب فیھ 50 سریراً بإجمالي 270 سریراً 220 سریراً بأحدث المواصفات العالمیة مواكبة للتطور مثل أجھزة القسطرة وعملیات القلب المفتوح وغیره من الأجھزة، لكي یصبح المركز متكاملاً بأحدث الأجھزة.

وننتظر حالیاً وصول الأسرة الطبیة من كندا حیث سیزود المستشفى بأحدث التقنیات المتوفرة حالیاً وفیما یتعلق بتكلفة المشروع ونسبة إنجازه قال: "الآن نسبة الإنجاز حوالي 73 % فیما یخص بتكلفة الإجمالیة لمشروع إعادة تأھیل مستشفى عدن العام، وإنشاء مركز القلب بـ (43 (ملیون دولار، ومن المفترض إنھائه مع نھایة ھذا العام".

وبشأن العراقیل والمصاعب التي واجھھا المشروع قال المهندس عصام: "ھناك بعض الصعوبات التي نواجھھا مثل تأخر الإفراج عن الحاویات والمعدات والأجھزة التي تصلنا من الخارج عبر المنافذ الحدودیة، وبسبب ذلك تتوقف فترات عمل كثیرة تكون مرتبطة بوصول تلك المواد، وھذا التأخیر یزید من بطء أعمالنا. كما تواجھنا صعوبات في التعاقد مع الشركات الأجنبیة لتورید المعدات والأجھزة للمشروع بسبب الظروف الاستثنائیة التي تمر بھا بلادنا. مع ذلك استطعنا التغلب على كثیر من الإشكالیات، ومنھا ما یخص العمالة الوافدة من خلال الاستعانة بالعمالة المحلیة الماھرة، وھذا یتطلب وقتاً حتى تتم المفاضلة والاختیار مما أخر عملنا بعض الشيء. وقبل أیام قام بزیارتنا سیادة محافظ عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، وقام بتسھیل كثیر من أمورنا ووعدنا بتقدیم ما یمكن لإعادة افتتاح المستشفى في أقرب وقت، ولا بد من التنویھ بدور وزارتي الصحة والتخطیط التان تقدمان كل ما یمكن من دعم لتسھیل مھامنا، وحل أي مشاكل قد تعترض سیر العمل بالمشروع ".

وشكر في ختام حدیثه كلاً من "الصندوق السعودي للتنمیة" و "البرنامج السعودي لتنمیة وإعمار الیمن" على دعمھم المستمر وتلبیة متطلبات العمل بالمشروع للإسھام في تطویر القطاع الصحي بعدن.

أثناء زیارتنا الى المستشفى للوقوف على أعمال إعادة التأھیل لمسنا المتابعة الحثیثة والیومیة لرئیس البرنامج السعودي لأعاده إعمار الیمن السفیر محمد آل جابر شخصیاً الذي اتصل بأحد مھندسي المشروع أثناء زیارتنا وابلغنا المھندس الذي أجاب على المكالمة انھ یتلقى العدید من الاتصالات منھ ومن مسؤولي البرنامج بشكل یومي.. وان ھناك رقابة متواصلھ على مستویات التنفیذ للمشروع.

*نقلا عن صحيفة الأيام


آخر الأخبار