السبت 20 ابريل 2024
الرئيسية - أخبار بوابتي - الحرب الحوثية على مأرب.. استهداف ممنهج لأكبر تجمع للنازحين على مستوى البلاد
الحرب الحوثية على مأرب.. استهداف ممنهج لأكبر تجمع للنازحين على مستوى البلاد
الساعة 09:05 مساءً

 

منذ مطلع العام الجاري، تشن ميليشيا الحوثي هجمات مستمرة باتجاه محافظة مأرب، بالتزامن مع قصف عشوائي متواصل تشنّه على الأحياء السكنية والأعيان المدنية فيها بالصواريخ الباليستية وصواريخ الكاتيوشا وبالطائرات المفخخة بدون طيار.



وعلى الرغم من كثافة الهجمات التي تشنّها على المحافظة من ثلاث جهات (شمال، غرب، جنوب)، إلا أنها فشلت في تحقيق التقدم الميداني المطلوب، بل وأن هجماتها انعكست سلباً على حياة السكان من أبناء مأرب عموماً، وعلى النازحين في المحافظة والذين يتجاوز عددهم 2 مليون نازح على وجه الخصوص.

ومنذ انقلاب ميليشيا الحوثي عام 2014، أصبحت محافظة مأرب، وجهة كافة اليمنيين الفارين من بطش الميليشيا وظلمها، وأصبحت مأرب تضم أكثر تجمع بشري للنازحين بنسبة تفوق أكثر من 40% من النازحين في عموم البلاد، يتوّزعون على أكثر من 150 مخيم وتجمّع في مختلف مديريات المحافظة.

وتعد تجمعات النازحين في مديرية مدغل (شمالي غرب مأرب) أكبر المتضررين من الحروب الحوثية الأخيرة على المحافظة، وبحسب تقرير صادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، التابعة لمجلس الوزراء، فإن 1580 أسرة نزحت من مساكنهم ومن مخيمات النزوح في مديرية مدغل، حتى أغسطس الماضي، مشيراً إلى أن "البعض هذه الأسر نزحت للمرة الثانية أو الثالثة".

وتحتضن مدغل وحدها أكثر من 20000 نازح، سبق وأن فرّوا إليها جراء الحرب التي شهدتها مديريتي مجزر ونهم المجاورتين مطلع العام الجاري، وسبق وأن تعرّضت خيامهم وممتلكاتهم لأضرار كبيرة جراء الأمطار والسيول التي شهدتها المحافظة أواخر يوليو ومطلع أغسطس الماضي، لتأتي هذه الحرب الحوثية لتضيف معاناة أخرى إلى معاناتهم.

ولم تكن الأضرار التي تعرّضت لها تجمعات النازحين بشكل عرضي أو عشوائي، بل إن الميليشيا الحوثية تعمّدت استهداف كل مقومات الحياة التي يعتمد عليها السكان والنازحين، وهي أحد أساليب الجماعة في تهجير المدنيين، ففي نهاية أغسطس الماضي، قصفت بالصواريخ بئر المياه الوحيدة الخاص بالنازحين وبأهالي مديرية مدغل، ما أدى إلى تدميره بالكامل.

وقال مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب سيف مثنى، أن هدف الحوثيين من وراء هذا القصف هو قطع المياه عن سكان المديرية وتهجير الأسر النازحة فيها كونهم يعتمدون عليه في الحصول على المياه الصالحة للشرب، إذ أن أغلب مياه الآبار في المديرية مالحة.

وأكد مثنّى في تصريح صحفي عقب حادثة القصف، بأن ذلك تسبب في مفاقمة معاناة النازحين في المديرية وأجبر الكثير من الأسر على النزوح إلى أماكن أخرى في المحافظة.

ومؤخّراً، طالت المعاناة التي خلفتها الحرب الحوثية المستمرة على مأرب، جميع النازحين في المحافظة، وأرهقت حتى مكاتب المنظمات الإغاثية الدولية والسلطة المحلية، إذ أن تدخلاتها الإنسانية أصبحت لا تلبّي الحد الأدنى لتغطية متطلبات النزوح المتواصل، سواء في مجال الغذاء أو الإيواء.

وأكد تقرير حديث صادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب، أن التحديات التي تواجه العمل الإنساني بمأرب تزداد يوماً بعد يوم بسبب التدفق المستمر للنازحين"، مؤكداً أن 2,945 أسرة نزحت مؤخراً من محافظتي الجوف والبيضاء ومدخل مديرية مدغل بمأرب، جراء الحرب والقصف العشوائي الذي تشنّه ميليشيا الحوثي على تلك المناطق.

وأضاف التقرير بأن هؤلاء النازحين، توزّعوا على "ضواحي مدينة مأرب الشمالية والجنوبية ومديريات مدغل والوادي ورحبة وصرواح ورغوان". موضحاً أن الاحتياجات الضرورية تشمل "المواد الإيوائية والغذائية والمياه والإصحاح والعيادات الطبية"، وكذا "متطلبات الحماية والتي تشمل مشاريع مدرة للدخل والنقد مقابل الغذاء والدعم النفسي ومساحات صديقة وآمنة للأطفال والنساء ومعونات نقدية".

وبالتزامن مع تصاعد الهجمات القتالية في أطراف المحافظة، صعّدت الميليشيا الحوثية قصفها الصاروخي على الأحياء الآهلة بالسكان والنازحين في مدينة مأرب والمناطق المجاورة لها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة المفخخة، مخلفة ضحايا في أوساط المدنيين، وأضراراً في المنازل والممتلكات.

وحتى يوليو الماضي، هاجمت الميليشيا الحوثية الأحياء السكنية والأعيان المدنية في مدينة مأرب بـ244 صاروخاً، منها 112 صاروخ باليستي و131 صاروخ كاتيوشا، وصاروخ واحد نوع أورجان، وأسفرت عن استشهاد 251 مدنياً بينهم 25 طفلاً و12 امرأة، وإصابة 438 مدنياً آخرين، بينهم 47 طفلاً و8 نساء واثنين مسنين، وفقاً لإحصائية رسمية.

وقوبلت الهجمات الحوثية العشوائية بالصواريخ والطائرات المفخخة بدون طيار على محافظة مأرب، بإدانات وتنديد واسع، محلياً وإقليمياً ودولياً، حيث نددت بريطانيا ومصر والكويت ودول أخرى، ومنظمات دولية وحقوقية، بتلك الهجمات، وطالبت الميليشيا الحوثية بوقف القتال والانخراط الفوري في عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة.


آخر الأخبار