محميات طبية لعلاج الأسر الهاشمية .. والشعب يواجه خطر الوباء
br />
وجد ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي أنفسهم فجأة وجهًا لوجه مع فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بعد أن مارس الحوثيون أساليب التضليل والخداع والكذب ونفي وجود الوباء، وتكتمهم على انتشاره، وعدم كشف حقيقة الوضع للمواطنين حتى يتخذوا الاحتياطات اللازمة للوقاية منه، خصوصًا وأن هذه الميليشيا دمرت القطاع الصحي، ولم تقدّم لهم أي خدمة لمواجهة الوباء، وما يهمها عند تفشي الأوبئة هو نهب المساعدات والمتاجرة بمعاناة المواطنين.
بالرغم من تفشي الوباء بسرعة منذ مارس 2020م، وتسببه في وفاة مئات اليمنيين من مختلف التخصصات والمهن، إلا أن الميليشيا الحوثية لم تعلن حتى الآن سوى عن 4 حالات إصابة فقط، قبل أن تعترف نهاية مايو الماضي بتفشّي الوباء في مناطق سيطرتها، مبررة تكتّمها بأنه من الحفاظ على الروح المعنوية لدى المواطنين.
هذا الاعتراف المتأخر أثار غضب السكّان في تلك المناطق، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات غاضبة للحوثيين، تحملهم مسؤولية الكارثة، وتطالبهم بإتاحة الخدمات الصحية لجميع أبناء الشعب، والتوقف عن احتكارها وتخصيصها للمنتمين للأسر الهاشمية فقط.
في هذا السياق، أكد وزير الإعلام معمر الإرياني أن ميليشيا الحوثي "خصصت فندق (موفنبيك) كمحجر صحي لقياداتها وعناصرها المصابة والمشتبه إصابتها بفيروس كورونا، وجهّزتها بأجهزة التنفس والكوادر الصحية والتجهيزات الطبية"، فيما تركت آلاف المواطنين في صراع مع هذا الوباء، واضطرّتهم لتجنب الذهاب حتى إلى المستشفيات الخاصة، والبقاء في منازلهم خشية تصفيتهم بما بات يعرف بـ"حُقن الرحمة" الحوثية، معتبراً ذلك "جرائم ضد الانسانية.
اعتبر الوزير الإرياني، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، أن ما يحدث في صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيا الحوثية "هي جرائم إبادة جماعية لليمنيين"، مؤكداً أن "المئات من اليمنيين يموتون يوميًا بصمت".
من جانبه، أكّد الكاتب الصحفي الدكتور مروان الغفوري، في مقال مطوّل نشره بصفحته على "فيس بوك"، أن الحوثيين "خصصوا لهم فندق موفنبيك كمستشفى ميداني، نقلوا إليه الأطباء والتكنولوجيا والمعامل ومشاغل الطعام الشهي!".
وطالب الغفوري، وهو طبيب قلب يمني مقيم بألمانيا، الحوثيين بأن يفعلوا "مع الشعب اليمني كما فعلوا للهاشميين"، وأن يقوموا بتجهير مستشفيات ومحاجر صحية لهم كما خصصوا موفنبيك للمرضى المنتمين للأسر السلالية، وقال: "ليستفد الحوثيون، وهم السلطة، من تجربتهم الميدانية في الحفاظ على أرواح الهاشميين، وليفعلوا شيئًا مشابهًا من أجل حياة أهل تلك البلاد".
وأشار الغفوري إلى أن "معدلات الوفاة داخل المرضى الهاشميين، في مشافيهم الخاصة، أقل بكثير من معدلات وفاة اليمنيين، ولم تسجل حتى الآن حالة واحدة لهاشمي مات في الطوارئ، فاضت روحه وأهله يبحثون له عن مطرح، أو مات مختنقًا بين أهل عاجزين ومكروبين".
وأضاف: "لا يحدث مثل هذا للهاشميين، ولا توجد إشارة تقول إنهم يموتون منكوبون، يموتون، نعم، بهدوء وبعد أن تقدم لهم خدمة طبية عالية، يموتون بأعداد قليلة داخل محمياتهم الطبية". وقال الغفوري، مخاطباً أبناء الشعب اليمني: "تذكروا فقط شكل موفنبيك، وحدثوا أنفسكم بباقِ الحكاية".
وفي السياق ذاته، قال الناشط الحقوقي رياض الدبعي: إن الحوثيين جهزوا "العديد من الفنادق والفلل الضخمة لأقاربهم وقياداتهم المنتميين لسلالتهم، في حال أصيبوا بفيروس كورونا"، مضيفاً في تغريدة بصفحته على تويتر: "حتى على مستوى أماكن الحجر الصحي في صنعاء يتعامل الحوثيون بدونية وتميز طبقي مع المواطنين في مناطق سيطرتهم".
وفي هذا السياق، طالب وزير الإعلام معمر الإرياني بتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق حول جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها الميليشيا الحوثية بحق المواطنين في مناطق سيطرتها عبر إدارة ملف كورونا على الطريقة الإيرانية.
وقال إن "إدارة الميليشيا الحوثية لملف كورونا كشفت وجهها القبيح، وأكّد ارتباطها الوثيق وانقيادها الكامل خلف إيران، وأثبت عدم اكتراثها بأرواح اليمنيين، ومتاجرتها بمعاناتهم، وقدم نموذجًا واضحًت لعنصريتها وتمييزها بين اليمنيين، ونسف كل ادعاءاتها ومتاجرتها بالملف الإنساني".