الجمعة 26 ابريل 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - المعلم الحِصن المستهدف من ميليشيا الحوثي
المعلم الحِصن المستهدف من ميليشيا الحوثي
الساعة 02:28 مساءً (خاص)

ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على الشرعية عام 2014 كانت تدرك أنها غير مقبولة مجتمعيًّا، وأن الشعب لن يقبل بها، وهذا الأمر ولّد عندها الخوف، وجعلها تنتهج سياسة القمع والإرهاب المتوارث في فكرها التدميري العدائي، لكن أكثر ما كان يهددها وما يزال هم المعلمون؛ ولهذا شنّت حربًا شاملة على العملية التعليمية، وبدأت باستهداف الكوادر التربوية في مختلف المستويات.

وبعد فترة قصير من انقلابها أقصت جميع الكوادر الإدارية في كامل السلّم الوظيفي بوزارة التربية والتعليم، قبل أن توسّع الحملة لتشمل مدراء المدارس الحكومية وصولًا إلى فصل المعلمين واستبدالهم بآخرين من أتباعها.



ومع بداية العام 2019، بلغت حملة حوثنة العملية التعليمية ذروتها، حيث تداولت وسائل الإعلام المحلّية كشوفات تتضمن قرارات فصل جماعية أصدرتها ميليشيا الحوثي بحق مدراء مدارس ومعلمين في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وآخر هذه المجازر الجماعية إقدام الميليشيا الحوثية على فصل 788 معلمًا ومعلمة من مختلف مديريات محافظة إب، واستبعدتهم من كشوفات نصف الراتب لشهر ديسمبر 2017م والمقرر صرفه الأيام القادمة" وفقًا لما نقله موقع "المصدر أونلاين".

وبحسب إحصائيات لنقابة المعلمين اليمنيين فإن ميليشيا الحوثي فصلت ما يقارب من 4 آلاف معلم يمني من وظائفهم، واستبدلتهم بعناصر من أتباعها، بعض تلك العناصر متورطة بجرائم وأعمال عنف، وبعضها لا علاقة لهم بالعملية التعليمية، وأن استقدامهم إلى المدارس فقط بناءً على انتمائهم العقائدي وصلتهم المزعومة بسلالة النبي محمد (ص).

ولم تتوقف حملة الميليشيا الحوثية عند فصل المعلمين واستبدالهم بأتباعها، بل تجاوزتها إلى أبعد من ذلك، حيث كشفت النقابة في تصريحات صحفية على لسان مسؤولها الإعلامي يحيى اليناعي، أن "أكثر من 1500 معلم ومعلمة قتلوا على يد ميليشيا الحوثي خلال 4 سنوات، وأن قرابة 2400 من العاملين في القطاع التعليمي تعرّضوا لإصابات نارية مختلفة، نتج عن بعضها إعاقات مستديمة".

وأضاف اليناعي، أن "أكثر من 300 معلم تعرضوا للاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب في سجون جماعة الحوثي، منذ بداية الانقلاب في سبتمبر 2014"، مؤكًدًا "وفاة 7 تربويين تحت التعذيب"، مشيرًا إلى تعمّدها تعريض المعتقلين للاعتداءات والترويع، وللمعاملة اللاإنسانية والمهينة".

وفي سياق حربها الإرهابية ضد المعلم اليمني، أقدمت ميليشيا الحوثي على "هدم 44 منزلًا من منازل المعلّمين وسوّتها بالأرض باستخدام الألغام"، وأجبرت حوالي 20 ألف معلم على النزوح من المحافظات الخاضعة لسيطرتها على مدى الأربعة الأعوام الفائتة، وفقًا لـ"اليناعي".

ومنذ أكتوبر 2016، أوقفت ميليشيا الحوثي مرتّبات ومستحقّات المعلّمين، وحرمتهم من المساعدات الإغاثية، وتسببت بتدهور أوضاعهم المعيشية إلى أدنى مستوياتها، وتهدف من خلالها إلى إذلالهم وإخضاعهم لسلطتها وتوجهاتها الطائفية.

وتسعى من خلال سيطرتها على العملية التعليمية إلى استخدام المدارس في تعبئة ملايين الطلاب وإقناعهم بمعتقداتها وأفكارها الطائفية، واتخاذها كميادين لاستقطاب الطلاب وتجنيدهم لتحقيق مشروعها السلالي الإرهابي العابر للحدود.

ويرى مراقبون أن الميليشيا الحوثية ترى في المعلم الخطر الحقيقي أمام مخططها لتجريف العملية التعليمية وغسل أدمغة الطلاب وتحويلهم إلى قنابل موقوتة، تستغلّهم في قتل من يقف في طريقها، وفي حماية عناصر سلالية تدّعي أحقيتها بحكم الشعوب والتفرّد بثرواتها.


آخر الأخبار