الثلاثاء 19 مارس 2024
الرئيسية - إقتصاد - في اكتتاب أرامكو... توقعات بارتفاع توزيعات الشركة السنوية إلى 4.7%
في اكتتاب أرامكو... توقعات بارتفاع توزيعات الشركة السنوية إلى 4.7%
الساعة 09:59 مساءً (الاندبندنت)

بعد ترقب طويل لما اُصطلح على تسميته بـ"اكتتاب القرن"، بدأت اليوم فترة تقديم الطلبات وعملية الاكتتاب للأفراد والمؤسسات على أسهم شركة أرامكو، التي تنتهي بالنسبة إلى الأفراد في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، تزامناً مع بدء فترة تقديم الطلبات وأوامر عملية بناء سجل الأوامر للمؤسسات والشركات، على أن يمتد الاكتتاب بالنسبة إلى المؤسسات إلى الرابع من ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه.

 



الاكتتاب الذي يستهدف، حسب أرامكو، بيع 5.0% من أسهمها لمستثمرين أفراد في الطرح العام الأولي كحد أعلى، بينما سيتم تخصيص ما نسبته 1% من الأسهم إلى المؤسسات الراغبة في الاكتتاب.

 

وتراوح النطاق السعري، وفق نشرة الإصدار المنتظر، الذي على أساسه تتم عملية الاكتتاب بين 30 إلى 32 ريالاً (8 إلى 8.53 دولار) للسهم، على أن يتم تحديد سعر الطرح النهائي في نهاية فترة بناء سجل الأوامر في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وسيكون اكتتاب شريحة الأفراد على الحد الأعلى للنطاق السعري المتمثل في 32 ريالاً (8.53 دولار) للسهم الواحد.

 

ويعلق محلل الأسواق المالية د. سعود المطير حول عملية تحديد النطاق السعري في هذا المتوسط، "أرباح أرامكو في 2017 بلغت 284.6 مليار ريال (75.89 مليار دولار)، أي 1.42 ريال للسهم بمكرر أرباح 17 مرة، وهو ما يعطي قيمة 24 ريالاً (6.40 دولار) للسهم، أمَّا في 2018 فبلغت الأرباح 416.5 مليار ريال (111.06 مليار دولار)، أي 2.08 ريال للسهم بمكرر أرباح 17 مرة، ما يعطي قيمة 35.6 ريال (9.49 دولار) للسهم، وفي 2019 يتوقع أن تصل الأرباح إلى 340 مليار ريال (90 مليار دولار) بحيث تكون ربحية السهم 1.7 ريال للسهم بمكرر أرباح 17 مرة، وهو ما يعطي قيمة 29 ريالاً (7.73 دولار) للسهم"، وبناء على متوسط مكرر أرباح الثلاث سنوات المذكورة "بناءً على ذلك فالسعر العادل لسهم شركة أرامكو هو 30 ريالاً، لذا يكون النطاق السعري المحددة في النشرة بين 30 إلى 32 (8 إلى 8.53 دولار) هو نطاق عادل جداً"، وهو ما يجعل الاكتتاب قادراً على حصد 96 مليار ريال (25.6 مليار دولار) وفق السعر المحدد، وهو ما يجعله الأكبر على مستوى العالم.

 

ويضيف المحلل المالي محمد بن فريحان، "الحد الأعلى لم يكن مفاجئاً، بل قريب جداً من التوقعات، لكن المفاجأة كانت في الحد الأدنى الذي كان من المتوقع أن يلامس الـ28 ريالاً (7.47 دولار) تقريباً، إلا أن النطاق إيجابي بالعموم".

 

إلا أن الأكثر إيجابيةً من وجهة نظر فريحان هو نسبة التخصيص "ما جعل الاكتتاب مرغوباً هو تقليص نسبة الطرح إلى 1.5% بدلاً عن الإعلان النسب الكبيرة التي كانت تطرح منذ الإعلان الأول، وهي نسبة أكبر من قدرة السوق المحلية ذات السيولة المحدودة على استيعابها، مع إمكانية توسيع النسبة فيما لو حصلت تغطية كبيرة للاكتتاب".

 

وفي ذات الموضوع يقول المحلل الاقتصادي يحيى السليمان "النطاق السعري الذي حددته الشركة يضمن توزيعاً سنوياً بنسبة من 4.4 إلى 4.7% للسهم، وهذا أفضل من سعر الودائع بكثير، وبالتالي فالاكتتاب سيسمح بتوزيعات سنوية مضمونة لخمس سنوات بحد أدنى".

 

حصر الاكتتاب على المؤسسات المحلية

وبالتزامن مع إطلاق الاكتتاب نشرت أرامكو تعديلاً على نشرة الإصدار الأولى تضمنت هذه التعديلات "حذف أي إشارات إلى توزيع نشرة الإصدار خارج السعودية لمستثمرين أجانب"، وحصرت المشاركة الأجنبية في الاكتتاب بالمؤسسات الأجنبية المؤهلة QFI، ما يعني الحد من مشاركة أي مؤسسة لا تنطبق عليها معايير التأهيل QFI، وهو ما أتى مخالفاً للمتوقع من الدفع نحو مشاركة مفتوحة للمؤسسات الأجنبية.

 

ويشرح السليمان مبررات هذا الحد "هذا الطرح الذي يبلغ 1.5% من أسهم الشركة للسوق المحلية يسمح بسرعة الطرح، وفي الوقت ذاته يحمي الشركة قانونياً من تبعات الانخراط بأسواق لديها شروط قانونية وتخضع لسلطات عدلية ليس للشركة قدرة على التعامل معها بشكل آمن، إضافة إلى أن التقييم لم يصل إلى ما تراه الشركة سعراً مفضلاً لأسهمها، وبالتالي رغبت في أن يستفيد المساهم المحلي من ارتفاع متوقع للسعر قبل أن تذهب إلى الأسواق العالمية".

 

أما المطير فيرى بهذا الخصوص، "بالنسبة إلى المؤسسات الأجنبية، فالفرصة متاحة لهم عند الطرح العالمي بشكل أكبر، فنسبة 1.5% قليلة بالنسبة للمؤسسات الوطنية والخليجية، فضلاً عن المؤسسات الأجنبية".

 

سوق الأسهم تتفاعل بالتراجع

وتفاعلت سوق الأسهم السعودية مع الطرح بشكل واضح، إذ افتتحت الأسهم السعودية جلسة اليوم على تراجع بنحو 15 نقطة أو ما يعادل 0.2%، إذ تداولت السوق الرئيسية عند 7907 نقاط، فيما تراجعت السوق الموازية "نمو" بنحو 4.9% لتواصل تراجعها الحاد للجلسة الثالثة.

 

وكانت حركة الأسهم خلال بداية التعاملات بنحو 42 شركة باللون الأخضر و115 شركة باللون الأحمر، فيما تتداول 37 شركة على ثبات.

 

وهو الأمر الذي يصفه فريحان بالطبيعي، "هي ردة فعل طبيعية وسيتراجع السوق أكثر خلال الأسبوعين المقبلين فترة اكتتاب الأفراد، بعد اقتناع الأفراد العازفين عن الاكتتاب"، إلا أنه تراجع محدود حسب رأي المطير "ستعود سوق الأسهم السعودية إلى الإيجابية سريعاً، بسبب تقليل نسبة الطرح من شركة أرامكو من 3 أو 2% إلى 1.5%، بينما السوق احتسبت توقعات أكبر من هذه النسبة سابقاً".


آخر الأخبار