الجمعة 19 ابريل 2024
الرئيسية - عربية ودولية - روحاني يقدم خطة تهدئة إقليمية... وظريف يحذر من "حرب غير محدودة"
روحاني يقدم خطة تهدئة إقليمية... وظريف يحذر من "حرب غير محدودة"
الساعة 08:14 صباحاً (الشرق الأوسط)



�بل مغادرته للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، إن بلاده «مستعدة لتجاوز أخطاء جيرانها في المنطقة»، مشيراً إلى أنه سيقدم خطة للأمم المتحدة حول ضمان إيران لـ«أمن المياه الإقليمية»، بالتعاون مع دول المنطقة، وفي المقابل طالب القوات الأجنبية بمغادرة الخليج، موجهاً أصابع الاتهام إليها بـ«تقويض أمن المنطقة».
وخاطب روحاني جيران بلاده، بعد مضي أسبوع على الهجوم على منشآت أرامكو في شمال السعودية. وقال: «نعلن لجميع الجيران أننا مستعدون لمد يد الصداقة ومستعدون لتجاوز الأخطاء السابقة في المنطقة»، وفق ما نقلت وكالات أنباء إيرانية.
وكشف روحاني، في كلمته خلال الاستعراض العسكري السنوي بمناسبة ذكرى الخليج الأولى في طهران، أن بلاده ستقدم خطة في الأيام المقبلة في الأمم المتحدة بشأن تحقيق الأمن في الخليج العربي وخليج عمان ومضيق هرمز بمشاركة دول المنطقة، لافتاً إلى أنه سيحمل خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة شعار «ائتلاف الأمل وهرمز، السلام للمنطقة».
وقال روحاني أيضاً: «سنقدم طرحاً في الأمم المتحدة أمام العالم أن إيران ستعمل على أمن المنطقة والخليج وخليج عمان ومضيق هرمز بالتعاون مع دول المنطقة»، لافتاً إلى أنه ينوي التأكيد على أن حضور القوات الأجنبية «سبب المشكلات والمخاطر في الممرات الدولية والمنطقة وأمن الملاحة والنفط». وزاد: «مسيرنا وطريقنا التوصل إلى الوحدة والتنسيق مع دول المنطقة». وأضاف: «لسنا الذين ينتهكون حدود الآخرين ولن نسمح كذلك لأحد بانتهاك حدودنا». قبل أن يدفع باتجاه التقليل من قدرة الولايات المتحدة على شن ضربة عسكرية ضد بلاده، مشدداً بالقول إنها «لم ولن تجرؤ على اتخاذ القرار مقابل قواتنا المسلحة».
و رفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، استبعاد إمكانية اندلاع حرب في الشرق الأوسط، بعدما أرسلت الولايات المتحدة مزيداً من القوات والأسلحة للسعودية، رداً على الهجوم الذي استهدف منشأتين لشركة «أرامكو».
وقال ظريف في مقابلة مع برنامج «واجه الأمة» الذي تذيعه شبكة «سي بي إس» الأميركية: «أنا لست واثقاً من أن نستطيع تفادي حرب. أنا واثق من أننا لن نبدأها؛ لكني واثق من أن الطرف الذي سيبدأها لن يكون الطرف الذي سينهيها»، موضحاً أن «هذا يعني أنها لن تكون حرباً محدودة»، حسبما نقلت وكالة «بلومبرغ».
وخلال الشهور الماضية، سعى ظريف وراء ما اعتبرته طهران «اتفاقية عدم الاعتداء مع دول الجوار»، وذلك بموازاة أحداث شهدتها المياه الإقليمية وتعرضت لها سفن وناقلات نفط أجنبية، ما أدى إلى إرسال الولايات المتحدة وبريطانيا قوات وقطعاً حربية إلى المنطقة.
وقبل روحاني بيومين، خاطب رحيم صفوي مستشار المرشد في الشؤون العسكرية من وصفهم بـ«الأعداء الإقليميين وغير الإقليميين»، قائلاً: «إيران لا تنوي الغزو لكنها ستدافع عن حقوق الشعوب الإسلامية». واعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي «ليس القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية»، وإنما «المدافع عن فلسطين والعراق وسوريا واليمن»، وفي تفسير عباراته أشار إلى أن النهج الذي يتبناه المرشد الحالي في المنطقة «سيمهد لظهور المهدي المنتظر».
ودعت الولايات المتحدة الدول الحليفة إلى تشكيل تحالف بحري لضمان أمن المنطقة والممرات الاستراتيجية في ظل التوتر المتصاعد بين طهران وواشنطن. فيما تناقش الدول الأوروبية سبل حماية سفنها في مياه الشرق الأوسط عبر تشكيل قوة أمنية مشتركة من دون أن تنخرط في سياسة الضغط الأقصى التي تمارسها واشنطن لتعديل سلوك إيران على المستويين الإقليمي وملف الصواريخ الباليستية.
وتفاقمت حدة التوتر بين طهران وواشنطن بعد تشديد العقوبات النفطية على صادرات النفط الإيرانية.
وتمسك روحاني في الوقت نفسه بدور إيران الإقليمي عندما قارنه بدور القوات الأجنبية، وقال: «دور الأعداء سلب الأمن في المنطقة وبسببه انعدم الأمن في أفغانستان والعراق وسوريا والخليج»، مضيفاً: «أينما وجدت قواتنا المسلحة لعبت دوراً في استقرار الأمن وجلبت الأمن إلى دول المنطقة بما في ذلك العراق وسوريا وفلسطين ولبنان».
وفي إشارة إلى الإدارة الأميركية، قال روحاني: «يريدون أن ينسبوا الأحداث في المنطقة إلينا»، وأضاف: «إذا أرادوا أمن المنطقة عليهم ألا يرسلوا كل هذه الأسلحة إلى المنطقة»، متهماً الإدارة الأميركية بإطلاق «سباق تسلح»، وقال: «إن كانوا يريدون الأمن للمنطقة عليهم مغادرتها لأن حضورهم بلاء وكارثة، كلما زادت المسافة من هذه المنطقة، زاد أمن المنطقة».
واستعرضت الوحدة الصاروخية التابعة لـ«الحرس الثوري» أمس، في شوارع طهران 18 صاروخاً باليستياً من طراز «قدر وعماد وسجيل وخرمشهر وقيام» التي يتراوح مداها بين 1500 كلم و2000 كيلومتر، إضافة إلى منظومة «باور» الصاروخية محلية الصنع.
وحذر قائد الحرس الثوري حسين سلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران، السبت، من أن أي دولة تهاجم إيران ستصبح «ساحة المعركة الرئيسية» في النزاع. وقال: «من يريد أن تكون أراضيه الساحة الرئيسية للمعركة فنحن مستعدون لها». وأضاف: «لن نسمح مطلقاً بجر الحرب إلى أراضينا». وتابع: «نأمل ألا يرتكبوا خطأً استراتيجياً»، كما فعلوا في السابق، قبل أن يعدد ما وصفه بـ«المغامرات» العسكرية الأميركية ضد إيران.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن روحاني قوله في بداية العرض العسكري في طهران، إن المنطقة تمر «بمرحلة حساسة ترتدي أهمية تاريخية»، بينما تتهم واشنطن والرياض، طهران، بالوقوف وراء هجمات استهدفت منشأتين نفطيتين سعوديتين في 14 سبتمبر (أيلول).
وتنفي إيران أي تورط لها في هذه الهجمات الجوية التي أعلن المتمردون الحوثيون اليمنيون مسؤوليتهم عنها. لكن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الذي دان «تصعيداً كبيراً للعدوان الإيراني»، أعلن الجمعة نشر قوات أميركية جديدة في الخليج، مؤكداً أن «طبيعتها دفاعية». وبعدما تحدث عن رد عسكري، قامت إدارة الرئيس دونالد ترمب بتهدئة الوضع وفضلت «ضبط النفس» وأعلنت فرض عقوبات اقتصادية جديدة على طهران.
وعاد روحاني من جديد للقول إن «مقاومة ووحدة» الشعب الإيراني سيسمحان بالقضاء على «الإرهاب الاقتصادي»، لافتاً إلى أن واشنطن «اختارت الحرب الاقتصادية بدلاً من الحرب العسكرية».
ويتوجه اليوم روحاني إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن المقرر أن يلقي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء. وأفادت وكالة «إيسنا» الحكومية بأن الإدارة الأميركية فرضت قيوداً على زيارة روحاني «خشية تأثير خطاباته ومقابلات صحافية وبرامج على الرأي العام العالمي، إضافة إلى الأنشطة الإعلامية لوزير الخارجية».
ونقلت الوكالة من دون أن تذكر مصادر أن الإدارة الأميركية رفضت منح عدد من مسؤولي مكتب الرئيس الإيراني تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة بما فيهم الفريق الإعلامي في مكتبه. وأشارت إلى أن روحاني سيجري لقاءات مكثفة مع رؤساء دول بسبب الفترة المحدودة للتأشيرة.
وفي الوقت نفسه، نظمت قوات البحرية في الجيش الإيراني والقوات الموازية التابعة لـ«الحرس الثوري» مناورات بحرية للزوارق السريعة قبالة شواطئ ميناء بندر عباس قرب مضيق هرمز. ومن هناك، قال علي فدوي نائب قائد «الحرس الثوري»، إن «ضبط النفس الإيراني مقابل الإجراءات الأميركية المعادية سببه احترام الإسلام». وأضاف: «عندما يعلن الأميركيون عجزاً مقابل قدراتنا، لا نعير اهتماماً لتهديدات الآخرين ونتجاهلها».
وأشار فدوي مرة أخرى إلى إسقاط درون أميركية في يونيو (حزيران)، مضيفاً أنها «أسقطت في المياه الإيرانية». وقال: «على دول العالم أن تعلم في حال كررت هذا العمل سيؤدي إلى الدرون مؤكداً».


آخر الأخبار