الجمعة 19 ابريل 2024
الرئيسية - عربية ودولية - إلغاء صلاة العيد في 10 ساحات بشمال سيناء تفادياً لعمليات إرهابية
إلغاء صلاة العيد في 10 ساحات بشمال سيناء تفادياً لعمليات إرهابية
الساعة 08:29 مساءً (متابعات )

ألغت الجهات الأمنية والدينية المختصة في شمال شبه جزيرة سيناء المصرية، أمس، صلاة العيد في 10 ساحات مفتوحة بمدينة العريش أكبر مدن شمال سيناء، وفتحتها في ساحتين فقط من بين 12 ساحة كانت مقررة للصلاة، في إجراءات وُصفت بالاحترازية تحسباً لاستهداف عناصر إرهابية تجمعات المدنيين المفتوحة. لكنّ تلك الإجراءات لم تعق احتفال الأهالي بالعيد وتحركاتهم، وهو ما اعتبروه تحدياً من جانبهم لكل محاولات إرهابهم.

وتقاتل القوات المصرية منذ سنوات، ضد مجموعات مسلحة في شمال ووسط سيناء، تَدين في معظمها بالولاء لتنظيم «داعش» الإرهابي. وفي فبراير (شباط) 2018 بدأت القوات عملية واسعة النطاق ضد تلك المجموعات. 
وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن «إجراء غلق الساحات جاء لحماية أرواح المدنيين ويأتي في إطار إجراءات بدأت السلطات الأمنية في اتخاذها قبل أسبوع لمنع أي تجمعات بشرية بعد أن وصلت معلومات تفيد باعتزام عناصر إرهابية استهداف هذه التجمعات».



وأشار المصدر إلى أن الساحات التي أُغلقت هي في مدينة العريش، وتم الإبقاء على ساحتين رئيسيتين تم تشديد الحراسة حولهما واتخاذ إجراءات الدخول إليهما بعد المرور عبر أجهزة الكشف عن المفرقعات.

وأعلنت أوقاف شمال سيناء، في بيان لها، أنها فتحت فقط ساحتي مركز شباب العريش، وساحة نادي أبو صقل، إضافة إلى المساجد للصلاة. وسبق وأغلقت السلطات المصرية، الخميس الماضي 8 أغسطس (آب) الجاري، «سوق الخميس» الشعبية وسط مدينة العريش شمال شبه جزيرة سيناء وهي ثاني سوق شعبية تُغلق في غضون أسبوع بعد إغلاق «سوق الثلاثاء» في مدينة الشيخ زويد بشكل مفاجئ، قبلها بـ3 أيام، وهو إجراء وصفه التجار والأهالي بأنه «جديد من نوعه»، وأعلنت الجهات الأمنية بسيناء أنه تحسباً لاختراق عناصر إرهابية وتنفيذ عملية داخلها.

كانت العريش قد شهدت في 27 يونيو (حزيران) الماضي، إحباط قوات الشرطة محاولات عناصر إرهابية استهداف حواجز في منطقة «المساعيد». 

وحسب مصادر أمنية وقتها أفادت بأنه تم رصد تحركات لعناصر إرهابية بمحيط حاجز أمني على مدخل منطقة المساعيد (غرب العريش)، وحاجز أمني آخر لتأمين كنيسة مار مينا والبابا كيرلس بالمنطقة، تم استهداف العناصر وإحباط محاولة استهداف الأكمنة. سبقه بـ24 ساعة إعلان الداخلية المصرية مقتل ضابط و6 مجندين، ومقتل 4 من العناصر الإرهابية، خلال مواجهات بمدينة العريش.

إجراءات قوات الأمن صبيحة يوم عيد الأضحى في شمال سيناء، اعتبرها الأهالي تكملة لاحتفالهم بالعيد وتحديهم للإرهاب، حسب وصف محمد الشريف، أحد شباب مدينة العريش.

يقول الشريف لـ«الشرق الأوسط»، إنه حضر لأداء صلاة العيد في الساحة الشعبية بمركز شباب العريش، وكان مفترضاً يؤديها في ساحة مركز شباب 6 أكتوبر إلا أن إغلاقها أمنياً جعله يصر و4 من أصدقائه على السير لمسافة طويلة ليصلي العيد بجانب الآلاف من الأهالي، تحدياً للإرهاب.

وأضاف أن «قرار غلق الساحات التي يُخشى تسلل عناصر إرهابية إليها يعدّونه إجراءً مناسباً لحمايتهم يؤكد يقظة قوات الأمن في إحباط أي محاولات لاستهداف مدنيين»، وتابع قائلاً إنهم في العريش يحتفلون بالعيد، وبعد أداء الصلاة قام بزيارة عماته وخالاته وتناول في بيوتهن إفطار لحوم الأضاحي.

مظاهر الاحتفال بالعيد لم تغب حتى عن القرى التي شهدت موجات نزوح خلال السنوات الماضية هرباً من أجواء الحرب على الإرهاب.

وقال خالد سواركة، موظف حكومي، من قرية الجورة جنوب الشيخ زويد، إن الأهالي في قريتَي الظهير والجورة الكائنتين جنوب مدينة الشيخ زويد احتفلوا بالعيد بالتنقل ومعايدة بعضهم البعض سيراً على الأقدام وباستخدام عربات كارو تجرها الخيول نظراً، إلى توقف حركة سير المركبات في هذه المناطق.

وأضاف أنه عاد إلى هذه القرى عدد من الأهالي الذين سبق وتركوا قراهم هرباً من الإرهاب لمناطق أمنة.

بدوره قال سليمان علي، مزارع، إنه كان بين من فروا من قراهم وسكن في منطقة بئر العبد الأكثر أماناً، وهو ممن يحمل لقب «نازح»، وجاء إلى قريته لزيارة ذويه في جنوب الشيخ زويد والاحتفال معهم بالعيد، لافتاً إلى أنهم يطلقون على مَن تبقى في هذه القرى ولم يرحلوا عنها «صامدين».

وقال الشيخ عرفات خضر، أحد رموز منطقة الشيخ زويد القبلية، إن ديوان قرية الجورة الكائن وسط القرية، استقبل الأهالي المهنئين بالعيد والزائرين، لافتاً إلى أن تقليد كل عيد أن يحضر الكبار مع أبنائهم، لتهنئة رموزهم بالعيد وقضاء أجواء احتفالية وتناول غداء الأضاحي معاً.

وتراجعت وتيرة الهجمات الإرهابية ضد قوات الأمن خلال الفترة الماضية، بينما أقدمت السلطات، قبل شهور، على إجراءات لتخفيف القيود المتعلقة بالسفر ونقل البضائع وتوفير الوقود في سيناء، والتي كانت تخضع لترتيبات صارمة لمنع وصولها إلى العناصر «الإرهابية» أو لمنع تسلل آخرين إلى المنطقة.

 

المصدر: الشرق الأوسط


آخر الأخبار