الاثنين 21 ابريل 2025
الرئيسية - كتابات - ثورة ٢٦ سبتمبر بين نظام الإمام الملكي ونظام السيد الجمهوري
ثورة ٢٦ سبتمبر بين نظام الإمام الملكي ونظام السيد الجمهوري
الساعة 07:37 مساءً

✒ محمد عبدالله القادري

♦ عندما نقارن بين عهد الإمامة في اليمن المتمثل بحكم آل حميدالدين  الذي قامت عليه ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة ، وبين عهد الإنقلاب الحوثي الذي يتزعمه السيد عبدالملك الحوثي اليوم سنجد هناك الكثير من نقاط الإتفاق والإفتراق ولكننا سنصل من خلال الواقع الى نتيجة نهائية مفادها أن عهد الإمامة السئ الذي قامت عليه ثورة سبتمبر هو أهون وأفضل من عهد الحوثي الحالي الذي قضى في إنقلابه على ثورة اليمن السبتمبرية.



♦ من حيث النظر إلى أهداف ثورة ٢٦ سبتمبر سنجد هناك نقطة إتفاق بين عهد ماقبل الثورة وعهد الحوثي اليوم ، فالأهداف التي لم تكن موجودة في عهد الإمامة و قامت الثورة لتحقيقها هي نفسها لم تكن موجودة في عهد الحوثية الذي قام إنقلابه للقضاء عليها ، ولكن هناك تفاوت واختلاف في نسبة قياس حالة المجتمع اليمني وواقعه المعيشي الذي يوضح لنا أن هناك فرق بين النظام الإمامي بالأمس والنظام الحوثي اليوم .

♦ إذا عقدنا مقارنة من خلال قراءتنا للتأريخ اليمني ومشاهدتنا للواقع اليوم ، سنجد أن إمامة الأمس كانت افضل من حوثية اليوم ، وأن آل حميد الدين هم أفضل من آل بدر الدين ، فإذا كان ماضي حكم السلالة في اليمن سئ وخطير وشديد  فإن حاضر حكم السلالة أسوء وأخطر وأشد ، وذلك يظهر واضحاً من خلال مقارنتنا في جميع الجوانب.

♦ من حيث الجانب العقائدي والفكري سنجد عهد الإمامة كان يعتنق فكر مذهبي كرس في اليمن الخلاف المذهبي الزيدي والشافعي ولكن الحوثي اليوم يعتنق عقيدة شيعية رافضية أثناعشرية تكرس في اليمن الطائفية التي ستجعل الشعب اليمني بين السني والشيعي ، ورغم رفضنا للمذهبية والطائفية إلا أننا سنقول أن مذهبية الإمامة أهون من طائفية الحوثي فالمذهب الزيدي ليس خطيراً على الدين الإسلامي كخطر الأعتقاد الشيعي و المنهج الزيدي يعتبر معتدل ولم يقتضي سب الصحابة وزوجات النبي عليه الصلاة والسلام وغيرها من المعتقدات الباطلة التي يمارسها الفكر الطائفي ومنهجه الشيعي ، وهنا نستطيع أن نقول مذهبية الإمام أهون من طائفية الحوثي . وأن من قامت عليه ثورة سبتمبر التي تحارب المذهبية ، هو أهون من الذي الحوثي الذي أنقلب عليها ليكرس الطائفية .

♦ من حيث نظام الحكم سنجد هناك الإتفاق والإفتراق بين نظام الإمامة الملكي ونظام السيد الجمهوري ، فنظام الحكم الذي قامت عليه ثورة سبتمبر كان نظام حكم سلالياً وراثياً خاصاً بمن يسمون أنفسهم آل حميد الدين الذين يزعمون أنتسابهم لآل البيت ، ولكن النظام الإنقلابي الحوثي الذي قضى على ثورة سبتمبر يعتبر نظام جمهوري ثوري يمارس الملكية بطريقة أخرى بأعتباره سلالي شيعي عنصري يدعي أحقية بالحكم بشريعة إلاهية ، وهذا مايجعلنا نقول أن نظام الإمامة الملكي أفضل من نظام السيد الجمهوري ، وأن المملكة المتوكلية اليمنية خير من الجمهورية الإسلامية اليمنية الإيرانية الحوثية .

♦ من حيث القومية العربية سنجد عهد الإمامة الملكي لم يشكل خطراً على الأمن القومي العربي بأعتباره نظاماً مشابه لبعض الأنظمة العربية كالسعودية والأردن والمغرب وغيرها ، ولكن نظام الإنقلاب الحوثي يشكل خطراً على القومية العربية وأمن العرب القومي باعتبار ذلك النظام نسخة من النظام الإيراني الذي سيجعل اليمن ضمن امبراطورية فارس وعبرها ستكون نقطة إنطلاقة لتوسع نفوذ إيران في المنطقة العربية

♦ من حيث جانب التعامل مع الشعب اليمني سنجد أن تعامل الحوثيون هو أسوأ من تعامل الإمامة بالأمس فالحوثي اليوم يفجر المنازل ، ويقتل الأسرى ويبطش وينهب ويحارب كل من يختلف معه فكرياً ، ولكن عهد الإمامة لم يفجر منزلاً ولم يأسر الذين يختلفون معاهم فكرياً كالشوافع ولم يتم التعامل مع المواطنين بهذه الدموية والحقد الدفين والنظرة البغيضة ، وهنا سنقول اذا كان عهد الإمامة ظالم فإن الحوثية أظلم واذا كان خبيث فإن الحوثية أخبث .

♦ من حيث تطبيق الشريعة الإسلامية سنجد أن عهد الإمامة كان الأفضل من عهد الحوثية اليوم ، ففي عهد الإمام كان اذا قتل شخص يرتج لجريمة قتله المجتمع وهو بالعكس اليوم الذي جعل الحوثي عهده أو عهد سفك الدماء والقتل والتنكيل بأبناء الشعب اليمني إذ ينظر الحوثية إلى جريمة القتل كجريمة سهل يتقنها جيداً وينفذها بدون رادع خوف أو ضمير تأنيب ، فعهد الحوثي يعتبر أكثر عهداً قتل فيه اليمنيون . وكما نعلم أنه في عهد الإمامة تم ربط شجرة لأنهم وجدوا مقتولاً بجانبها لم يعرفوا من هو الذي قتله فأمرهم الإمام بربط الشجرة حتى ظهر القاتل، ولكن اليوم الحوثي يطلق القتلة المجرمون من السجون ويلحقهم بلجانه الشعبية ليمارسوا جرائمهم في قتل أبناء الشعب اليمني .

♦ من حيث التعليم سنجد أن عهد الإمامه أفضل من خلال التعليم الديني والمعارفي فالذين درسوا في ( المعلامة) يعتبروا فقهاء نابغين في التربية الإسلامية والتجويد والفقه واللغه العربية ،،، ولكن الحوثي يهدف إلى توسيع مراكزه التي يعلم فيها ملازم حسين بدر الدين الحوثي التي تنشر العقيدة الطائفية والثقافة العنصرية ،،، واذا كان في عهد الإمامة هناك قلة من أبناء اليمن بعثهم إلى مصر فإن الحوثي اليوم يبعث أبناء اليمن إلى إيران .

♦  لست مدافعاً عن عهد الإمامة رغم أعتقادي أن البيئة التي كانت تعتنق المذهب الزيدي هي البيئة التي أصبحت اليوم بيئة خصبة لسيطرة التوجه الطائفي الشيعي ولكني أقول أن الحوثية اليوم أسوء من إمامة الأمس وأن السلالة التي أنقلبت على ثورة سبتمبر هي أسوء وأخطر من السلالة التي قامت عليها ثورة سبتمبر المجيدة .

♦ بكل أختصار أقول أن الجرائم التي أرتكبتها الإمامة خلال حكمها لليمن لن توازي أو تعادل ربع ماأقترفه الحوثي من جرائم في الشعب اليمني خلال واحد وعندما نقارن بين عهد الحوثي وعهد الإمامة سنقول سلام الله على الإمام أحمد وسلام الله على الإمام يحيى.

♦ أخيراً أقول أن نظام الحوثي هو نظام ( التقية ) التي يظهر فيها عكس مايبطن وهذا النظام هو نفس النظام الإيراني ،،، فالحوثي قضى على الجمهورية وهو يهتف جمهورية من قرح يقرح ، والحوثي قضى على ثورة سبتمبر وهاهو يوقد الشعلة في ليلة ذكراها ويتغنى بها وكأن السيد عبدالملك الحوثي هو الذي فجر تلك الثورة في عام ١٩٦٢ من كهوف مران .


آخر الأخبار