آخر الأخبار


الجمعة 27 يونيو 2025
منذ الحرب مع العراق (1980-1988) لم تخض إيران حربا بالأصالة، بمستوى هذه الحرب التي خاضتها مع إسرائيل. وكان طبيعياً أن يؤيد إيرانَ جيرانُها العرب الذين خاضوا صراعات وحروب مع إسرائيل، وما يزال العداء مع إسرائيل مستحكماً والصراع مستمراً، تؤججه الطبيعة العدوانية لإسرائيل، ويصعده ما يحدث في غزة من بطش وتجويع ودمار شامل.
لكن كثيراً من العرب، وخاصة في البلدان التي عانت من تدخلات إيران، لم يكونوا مع إيران في هذه الحرب وإنما ضدها، وهم ليسوا مع إسرائيل بطبيعة الحال، وربما كان يرغب كثيرون بأن يخسر الطرفان معاً!
يدرك العرب عداء أمثال نتنياهو للعرب وعجرفته وغروره، ويعرفون حقيقة عقيدته تجاه العرب؛ الذين لا يعرفون - وفقاً لعقيدته- إلا القوة فقط، وصرح قبل أيام : القوة أولاً، وتالياً السلام!
وعقيدة بنيامين مطابقة لعقيدة والده شديد التطرف، السكرتير الشخصي للصهيوني المتطرف جابونتسكي، وأستاذ التاريخ بن صهيون نتنياهو ، الذي وصف العرب بأنهم "عدو بطبعه" وأن لا سبيل سوى القوة والقمع معهم حسب الإندبندنت البريطانية، في 03 مايو 2012، التي تحدثت عن تأثير نتنياهو الأب على الإبن، ومما يراه البرفسور الأب أن قطع الماء والكهرباء والتجويع وسائل مهمة، تسهل طرد العرب! وهذا مما يطبقه الإبن، رئيس الوزراء، في غزة.
ومع تصلب بنيامين الواضح وعجرفته ومغالاته، لكن والده لا يعده أحياناً، صهيونياً صارماً، بما فيه الكفاية!
في اليمن تبنت إيران الحوثي، عنصر الخراب والدمار، والمتسبب في نكبة اليمن ومأساتها ومعاناتها، واحتفت بغزوه صنعاء، وقالوا : هانحن نسيطر على العاصمة العربية الرابعة! وكان من الطبيعي أن ينظر اليمنيون إلى من تسبب مباشرة في مأساتهم ونكبتهم وتشردهم، إيران والحوثي، كعدو أول، على الرغم من موقفهم الثابت والدائم مع فلسطين، وقضية شعبها العادلة ومأساتها المستمرة.
ما الذي ستتعلمه إيران من نتائج هذه الحرب، وقد لاحظَت أن كثيراً من مشاعر العرب ومواقفهم ليست معها، على الرغم من موقفهم من إسرائيل؟ وهل ستراجع أجندتها تجاه جيرانها العرب، وتجاه أذرعها ، وخاصة في اليمن؟
عقيدة حليف إيران في اليمن؛ الحوثي، مثل نتنياهو، وهي فرض أجندته، بما في ذلك مزاعم الإصطفاء الزائف والحق الإلهي المزعوم، على اليمنيين بالقوة وبالبطش.
وللأسف؛ فإن الحوثي بغير القوة لن يفهم أو يتراجع، ومع ذلك فإن أمره في اليمن، لم يكن صعباً، لولا "السياسيون الأغبياء" وخاصةً عشية سقوط العاصمة صنعاء، ورغبة بعض العرب في التحالف العربي، أثناء ذلك، وبعد ذلك، والآن، في سيطرة الحوثي على جزء من اليمن، وبقائه، لتمرير مشاريع تجزئة اليمن وتقزيمها.
وفي مأساة اليمن؛ فإن سوى الروم خلفك روم، وعرب أيضاً!
إمامة السّر!
موت الإله أم موت الإنسان؟
لماذا ينقسم الشارع العربي حول إيران؟