آخر الأخبار


الثلاثاء 1 يوليو 2025
لا يمكن أن تجدوا شعبا مثاليا.
الشعوب مزيج من كل شيء.. خير وشر، عدل وظلم، رحمة وقسوة، عقلانية واندفاع.
أقول هذا بعدما وجدت من يستغرب من اساءات وشماتة طالت الأموات بسبب خلافات سياسية.
لا يكاد يرحل سياسي في بلادنا إلا ويُنال منه بعد وفاته من قبل بعض خصومه أو من اختلفوا معه في حياته. حتى ثوار 26 سبتمبر لم يسلموا من النقد والتجريح بعد موتهم. وهذه -للأسف- سنة الحياة، في اليمن وفي كل بقاع الأرض.. فالشعوب ليست مثالية.
سبق وشاهدنا وسمعنا من شمت بموت شخصيات يمنية مثل جار الله عمر وعبد المجيد الزنداني وياسر العواضي، وفؤاد الحميري رحمهم الله جميعا. وغدا سيستمر هذا السلوك. ستجدون من يشمت بوفاة خصمه، وربما أنا نفسي -عندما أموت- تجدون من يسيء إلي ويشمت بي، رغم أني لم أتورط في دم أو مال أحد. كل ما فعلته أني وقفت ضد عنصرية يرفضها كل إنسان سوي. ومع ذلك، لن أسلم من ألسنة البعض.
سبق وشاهدنا من شمت باستشهاد الرئيس علي عبدالله صالح -رحمه الله- في منزله وهو يقاتل مليشيات الإمامة العنصرية. فقد ظهرت بعض الأصوات الشامتة، لكنها بقيت محدودة وفردية، ولا تعبر عن الغالبية ممن اختلفوا معه في حياته.
اليوم، تعجب البعض ممن أظهروا شماتتهم بوفاة فؤاد الحميري رحمه الله. وأحيانا يكون هذا التعجب نابعا من ألم حقيقي وصدمة أمام تجاهل حرمة الموت، وعدم الاتعاظ بمهابته. لكن في أحيان أخرى، يظهر هذا التعجب لتشويه وتحريض ممنهج ضد فئة بأكملها والحرص على تقديمها على أنها بلا قيم.
بمعنى استغلال وفاة شخص ما للتحريض ضد جهة سياسية أو اجتماعية بأكملها، وهنا يظهر دور "المستثمرين" في الخلافات والتباينات، أولئك الذين يقتاتون على الأحقاد ويستمدون قوتهم من تفكك الصف الوطني واقصد هنا العصابة السلالية التي تجيد إشعال النيران.
(مع العلم أن بعض المواقف مثل هذه قد تكون بدوافع شخصية، أو لطبيعة نفسية في طريقة تقدير الأمور، ولا يمكن دائما اتهام أصحابها بأنهم أدوات لخدمة الخصوم).
للأسف، حتى هذه التفاصيل الإنسانية يتم استثمارها في الصراعات السياسية والخلافات الاجتماعية. وهذا -مرة أخرى- جزء من الطبيعة البشرية ومن الصعب تغييرها.
لكن الأهم، ألا نسمح لهذه الطبيعة البشرية أن تؤثر على قراراتنا ومواقفنا الجمعية والاستراتيجية.
لا تسمحوا لهذه المواقف أن تفتت وحدة الصف في مواجهة العنصرية والطائفية.
وعندما نسمع أو نقرأ شماتة أو إساءة، علينا أن ندرك أن هذه الأصوات لا تمثل إلا نفسها وبغض النظر عن دوافعها ومبرراتها. في نهاية الامر لا أحد يستطيع أن يتحكم بمشاعر كل الناس.
بهذا الوعي.. نحافظ على تماسك المجتمع.
شماتة إيرانيّة بلبنان!
عن الشماتة بالأموات
الكتابة التي تختبر إنسانيتنا
العرب وإيران: غياب المشروع وضرورات اليقظة
الحقيقة واضحة
الدغشي: باحث بدرجة خادم للمشروع الإمامي