الأحد 20 ابريل 2025
الرئيسية - كتابات - ماذا فعلت إيفانكا؟
ماذا فعلت إيفانكا؟
ايفانكا
الساعة 02:52 مساءً
شجن القحطاني ماذا فعلت ايفانكا ترامب؟.. كانت ضمن وفد رسمي لزيارة المملكة العربية السعودية الزيارة تحمل في طياتها الكثير كونها أول زيارة خارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب .إن اختياره للسعودية كمحطة أولى لزياراته الخارجية دليل على مكانة المملكة وأهميتها في خارطة السياسة الدولية ولكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للسعوديين فقد كان جل اهتمامهم بالزيارة إعجابًا بالسيدة إيفانكا. ايفانكا تلك الفتاة الشقراء المتزوجة برجل أعمال وخريج لجامعة هارفرد خطفت قلوب آلاف السعوديين والخليجيين والعرب فبين من قام بمناشدة الملك لطلب يد إيفانكا ومن أدى العمرة لوالدها المسيحي وبين من قام ببناء مسجد لإيفانكا التي اعتنقت اليهودية من أجل جاريد كوشنر أصبحنا أضحوكة في افتتاحيات الصحف الأمريكية. السعوديون غضبوا على من انتقد طقطقتهم كما يصفونها واعتبروه حاقدا وعدوا ولكن السعوديين نسوا أنهم من أوصل هذه الفكرة إلى الآخرين، والأمر ليس جديدا إطلاقًا، فدائمًا ما يظهر السعوديون وجها سلبيا عن شخصية الإنسان السعودي تحت مسمى (الطقطقة) دون أدنى تفكير عن النتائج لهذه الطقطقة على المدى البعيد وعن تأثيرها في نشأة أجيال ساذجة. حتى مشاهير السوشيال ميديا الأغلبية العظمى منهم كل ما يقدمونه عبارة عن تفاهة وسخافة اعتقادًا منهم أنها كوميديا. إن السبب باعتقادي الشخصي أن هناك خللا في تكوين شخصية الإنسان السعودي فمن خلال متابعة نقاشاتهم وصراعاتهم الفكرية والاجتماعية يتبين لنا أن الإنسان السعودي إنسان لا يتقبل الآخر المختلف معه إطلاقا بل الأمر يتعدى ذلك إلى مهاجمة الآخر والسخرية منه وتجريده من كل شيء فقط لأنه لم يتفق مع قناعاته. أيضا هناك نقص في الثقة في النفس وممارسة جلد الذات واضطهادها عن طريق السخرية من اُسلوب حياة السعودي بمقارنته مع الآخرين تحت مسمى (الطقطقة ) فتجد الصراعات بين الرجل والمرأة وصلت إلى المقارنات مع الجنسيات الاخرى والسخرية من ابن الوطن، ربما ذلك ناتج عن سياسة التعليم والتنشئة التي اعتمدت على التلقين وتكوين أحكام مسبقة لكل شيء وعدم منحهم فرصة التفكير واستفتاء عقولهم. فبدلًا من صناعة إنسان قادر على التأثير والقيادة والتقبل للآخرين بكل اختلافاتهم تم صناعة إنسان عدائي ساخر فاقد الثقة لا يقبل إلا من يتفق معه. طبعًا التعميم مرفوض وأنا لا أعمم ولكن على الأقل هذا أغلب ما وجدته في وسائل التواصل الاجتماعي . لذلك أصبح ضروريًا تركيز التعليم الابتدائي والمتوسط على بناء شخصية الطفل وزرع القيم والأخلاق والثقة في نفوس الطلاب منذ الصغر ومنحه المجال؛ لكي ينشأ بدون تلقين وترسيخ أحكام ومفاهيم ليست من المسلمات.

آخر الأخبار