الخميس 25 ابريل 2024
الرئيسية - تقارير وحوارات - رمضان في الخليج.. نكهة خاصة وتقاليد مشتركة
رمضان في الخليج.. نكهة خاصة وتقاليد مشتركة
رمضان في الخليج.
الساعة 10:06 صباحاً
لا تختلف شعوب بلدان الخليج العربي كثيراً في عاداتها وتقاليدها وهي تستقبل شهر رمضان الفضيل، فجميعها تجتمع بحسب تقارب الجغرافيا والطبائع والتقاليد، بعادات رمضانية متشابهة، لكن يبقى لكل بلد منها نكهة خاصة، وعلامة تميزه قليلاً عن البلد الآخر. ويجتمع سكان دول الخليج على عادات الألفة والمحبة والتزاور والتحابب، ونبذ الخلافات، قبل قدوم الشهر الكريم، وأيضاً يقتربون في تقاليد تهيئة المنازل والدواوين؛ لاستقبال الضيوف على موائد الإفطار، وأيضاً لقضاء الأماسي الرمضانية. وتبقى المملكة العربية السعودية الأبرز في عاداتها وتقاليدها في رمضان؛ إذ إنها تحوي أكثر الأماكن الإسلامية تقديساً في العالم؛ مكة والمدينة، وعليه يحرص كثير من السعوديين على أن يفدوا إليهما من جميع مدن المملكة؛ لقضاء ليالي رمضان كلها، أو بعض منها، فالأجواء الإيمانية لا تشابهها أجواء في هاتين البقعتين من الأرض. الكويت، الدولة التي تغفو على شمال الخليج العربي، معروفة بدواوينها التي تستعد مبكراً لرمضان، فالرجال من كبار السن، والشباب، ومن يستمتع بإجازة من عمله، لا بد أن يكون حاضراً في ديوان ما. فالدواوين عند الكويتيين مدارس الرجال حسب عاداتهم، وفي رمضان تتحول إلى مجالس للوعظ والنصح والإرشاد، وقص سير الأنبياء والصحابة والتابعين. القطريون لهم في "الغبقة" باع طويل، فالجيران والأقارب والأصدقاء يلتقون ليلاً في بيت يدعون إليه من بيوت الجيران، أو الأقارب، أو الأصدقاء. والغبقة- وهي الوليمة- اسم الدعوة، ويشيع بين الحضور روح المحبة والألفة والصفاء، التي تجمع الناس في تلك الليالي، وقتها يشعر الجميع أن لا فرق بينهم، وأن لا شيء أكبر من حب بعضهم لبعض وقربهم وتآخيهم، وتلك فضيلة يدعو لها الدين الإسلامي الحنيف تتحقق في رمضان. أما سلطنة عمان فلأسواقها بشهر رمضان نكهة خاصة؛ حيث لا يستطيع المرء عند دخوله السوق أن يسيطر على بصره، الذي يبقى يتقلب بين الأرض والسقوف والجدران والرفوف والمعروضات. ففي أسواق السلطنة بريق ألوان البضائع الرمضانية يجذب الانتباه، والزينة تخلب الألباب، والمواد الأساسية الطبيعية لعمل العصائر والحلوى القادمة من بلدان الهند وإيران والباكستان والصين، تنتشر هنا وهناك، وبائعو الزينة الرمضانية يُرغبون الزائرين. كل ذلك يشد العُمانيين إلى زيارة أسواقهم التي صارت عادة رمضانية، ولا بد أن يكون بين مشتريات زائر السوق حلوى عُمانية، فغالبية الناس في السلطنة يزورون أسواقهم لشرائها. الإفطار في البر بدولة الإمارات له طابع خاص في رمضان، كثيرة هي الخيم والعربات المقطورة التي تنتشر في البر، وعلى سواحل البحر أيضاً. وجرت العادة على أن يتبادل الناس فيما بينهم مما لديهم من طعام الإفطار، وهناك على البر أو الساحل تختلف الأكلات بأنواعها وأصنافها، فالجميع يبادل الآخرين صحون الطعام، حتى لكأن الناس تربطهم علاقات صداقة قديمة ولم يتعارفوا للتو، لتولد بذلك علاقات طيبة وصادقة سببها العادات الرمضانية. ألا يشعر الفقير بفرق بينه وبين الغني، تلك ميزة عرفت بها الخيم الرمضانية التي يقيمها البحرينيون. يجتمع أبناء الحي الواحد بالبحرين في خيم أعدت للإفطار الرمضاني، تزداد الألفة والمحبة، وتزال الخلافات والضغائن، ولا يشعر الفقير بفرق عن الغني؛ فجميعهم يجلسون متجاورين، يتناولون من الطعام ذاته. أما الأطفال في البحرين فتولد النكهة الرمضانية والشعور برمزية الشهر الفضيل من خلال ما تنطقه أفواههم، حين يخرجون كل يوم ينشدون الأهازيج الشعبية الرمضانية في الأزقة القديمة، التي ما زالت تحافظ على تراث الأجداد.

آخر الأخبار