الاثنين 21 ابريل 2025
الرئيسية - كتابات - مستقبلنا.. مرهون بتماسكنا
مستقبلنا.. مرهون بتماسكنا
فهرس
الساعة 12:18 مساءً



lass="author">هاشم عبده هاشم

    •• يخطئ الذين يعتقدون بأن سلوك إيران في المنطقة سوف يتغير بعد التوقيع على الاتفاق بينها وبين الدول (5+1) حول برنامجها النووي.. كسباً لثقة دول العالم وشعوبه وتأكيداً على مصداقيتها وبالتالي استحقاقها للتعامل معها كقوة إقليمية فاعلة ويعتمد عليها.. •• ذلك أن إيران قامت في الأصل منذ مجيء الخميني وحتى اليوم على مبدأ تصدير الثورة وفرد العضلات.. وصُنع شبكة من العملاء والأدوات في كل مكان.. وإثارة الفتن وتصدر المشهد في النهاية والفوز بلقب القوة الإقليمية الضاربة التي تسعى إليها القوى الكبرى وتعمل على التحالف معها وإدارة شؤون المنطقة من خلالها لصالح القوى الجاهزة لوضع يدها في يدها. •• وهذا هو ما تحقق لها الآن.. وهو أمر ستكون له انعكاسات شديدة التأثير على الإقليم في المدى القصير وليس بالبعيد.. •• ومن أجل ذلك عبرت المملكة بقوة عن موقفها من هذا الاتفاق "الصفقة" وقالت بوضوح: "إن المملكة كانت دائماً مع أهمية وجود اتفاق حيال برنامج إيران النووي يضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي بأي شكل من الأشكال ويشتمل في الوقت ذاته على آلية تفتيش محددة وصارمة ودائمة لكل المواقع بما فيها المواقع العسكرية مع وجود آلية لإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال في حالة انتهاك إيران للاتفاق". •• وهذا لم يتحقق أبداً لا من خلال ما رشح من معلومات رافقت الإعلان عنه.. ولا من خلال تصريحات واتصالات الرئيس الأميركي "باراك أوباما" التي أتت بعد ذلك.. •• وهذا يعني - بكل تأكيد - أن المنطقة متجهة إلى مستويات أعلى من التوتر الشديد في المرحلة المقبلة على عكس ما تحاول الدول (5+1) أن تصوره أو هي تعتقد به. •• ولو سألنا الدول الست مجتمعة أو متفرقة.. هل اقترن الاتفاق الذي يزعمون التوقيع عليه قريباً بإجابات محددة على ملاحظات المملكة ومقترحاتها السابقة لضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني فإننا لن نجد من يرد ب"نعم" على الإطلاق.. ويضع يدنا على تلك الضمانات.. وهذا يعني أن الاتفاق سيذهب بالمنطقة إلى الجحيم.. حتى وإن كسبت الدول الست من ورائه ملايين الصفقات وأضخمها.. •• ولذلك فإن ما نستطيع أن نقوله الآن لشعوبنا وشعوب العالم هو: •• إن على من ساهم في التوصل إلى هذا الاتفاق أو يؤيده أن يدفع الثمن الباهض الذي سيؤدي إليه إن عاجلاً أو آجلاً.. •• أما بالنسبة لدول وشعوب المنطقة العربية فإن عليها هي الأخرى أن تستعد للدخول في مرحلة قاسية من المواجهة مع هذا الوضع المصيري وأن عليها أن تتحمل تبعات ما يتطلبه الموقف من تعبئة للموارد والطاقات في الاتجاه الذي يحافظ على أوطاننا ويجنبنا أي مكروه حتى وإن كان الأمر بالنسبة لنا صعباً وقاسياً لأنه لا بديل أمامنا يحفظ لنا سلامة أوطاننا سوى التضحية بالكثير من مظاهر الرخاء وفرص التنمية الشاملة وحشد جميع الطاقات في هذا الاتجاه لمنع الأخطار عن بلداننا وتمزيق مجتمعاتنا وتهجيرها من أوطانها لا سمح الله.. •• ونحن لا سمح الله وإن كنا ندرك أن هذا التوجه صعب.. إلا أن هذا الاتفاق الخطير فرض علينا ذلك.. ولا خيار لنا سواه.. وأن تحقيقه لن يتم إلا بالمزيد من التلاحم وتراص الصفوف وبالوحدة الوطنية الحقة.. لأن الأمر بالنسبة لنا أصبح هو.. أن نكون أو لا نكون.. لكن بعد أن نستنفد كل جهد سياسي مخلص وبناء لوقف الأخطار المحتملة علينا من وراء هذا الاتفاق. • ضمير مستتر: •• لا وقت للتهاون أو الضعف أو الاستسلام.. الوقت وقت تماسك حقيقي داخل دولنا وبين شعوبنا..

آخر الأخبار