آخر الأخبار


الأحد 20 ابريل 2025
شريف عبدالغني
قبل نحو عشر سنوات ظهر «الشاويش» علي عبدالله صالح على شاشة «الجزيرة» في حوار مع أحمد منصور، قال فيه: «من يحكم اليمن كمن يحكم رؤوس ثعابين»!
ورغم ذلك التعبير وتلك المعاناة، فإن الواضح أن «حضرة الشاويش» لا يطيق البعد عن «الثعابين». لا يتحمل الحياة بدون سمومها. ظل 33 عاماً وسط تلك الثعابين، ولم يملّ أو يرد الراحة، في الوقت الذي ملت منه الثعابين نفسها، وأرادت الطلاق من عشرته، بعدما تغير خلال سنوات حكمه وتحكمه اسم اليمن في السجلات الرسمية من «السعيد» إلى «التعيس».
(2)
أثناء الثورة عليه ظن اليمنيون أنهم نجحوا في تطفيش «عاشق الثعابين» بذهابه للعلاج في الخارج، نتيجة انتفاضة محملة بأصوات القصف ورائحة البارود. راحوا يرقصون ويهللون فرحاً بخلاصهم، لكن «الشاويش» صمم على العودة بعد إجرائه عملية تجميل لإخفاء حروق المعركة، وسبق أن فعل أثناء «المبادرة الخليجية» مثل أي زوج عديم الكرامة طلبت زوجته الطلاق زهقاً من الحياة معه، حيث رهن «تطليقه» للشعب بشروط أهمها عدم ملاحقته قضائياً، وأقسم على عدم دفع نفقة أو مؤخر صداق أو تعويضات لضحايا عهده!
(3)
المفارقة أنه رغم مضي 6 سنوات على خلع صالح من «قصر الحكم»، وعلى الرغم من تعقد المشاكل بين الشاويش والشعب – الذي يعتبره حفنة ثعابين- ووجود «دم» بين الطرفين ممثلاً في شهداء الثورة ثم ضحايا الحرب الحالية، وإصرار اليمنيين على الطلاق البائن من هذا القدر الأسود، فإن الشاويش يقابل هذا الإصرار الجماهيري بإصرار مضاعف على التمسك بـ»سلطة البيت اليمني»، حتى لو كان خارج قصر الرئاسة.
إنه يريد أن يكون الحاكم بأمره، والمرجع، وأن يكون أي رئيس بعده هو مجرد سكرتير له. لذلك تحالف مع جماعة «البلاطجة الحوثيين» لفرض الطاعة على الشعب بالقوة.
لكل هذا يصعب على أي محكمة -حتى لو كانت محكمة العدل الدولية- أن تحل هذا المشكل، كما لن تفلح أي وساطات في خلق حالة «كيمياء» بين صالح والشعب تجعلهما يتحملان بعضهما اعتماداً على حكمة «ضل الشاويش علي ولا ضل حيطة».
(4)
إزاء هذا الحال، فلا حل لإنقاذ «الثعابين» من الشاويش، غير الجلسات العُرفية العربية. ومن سابق خبراتي بهذه الجلسات التوافقية، فإنني أطمئن «الشاويش» واليمنيين، على أن الجلسة العُرفية ستنتهي بحكم يرضي جميع الأطراف، فطالما أن صالح يرى أن لا أحد غيره يصلح لحكم البلد، وما دام الشعب ملّ الشاويش ولا يطيق استمرار الحياة معه ساعة زمن، فالمتوقع أن يسير الحكم على قاعدة عدم الجمع مطلقاً بين علي عبدالله صالح والشعب في الدولة لتفادي أي صدام متوقع، فيتم تكرار ما حدث خلال الثورة وفترة عملية التجميل من الحروق: صالح يخرج من الدولة أسبوعين أو ثلاثة يرقص خلالها الشعب ويهلل، ثم يتكرر الأمر بشكل عكسي، فيخرج الشعب لنفس الفترة يعود خلالها الرئيس حاكماً على نفسه فقط. وهكذا يتبادل الطرفان الخروج والعودة مرتين كل شهر.
لكن المشكلة في هذا الحل، هي عدم وفاء صالح للعهود، وأن ينتهز فرصة خروج اليمنيين إلى جيبوتي والصومال وإريتريا وباقي الدول المجاورة خلال فترة الأسبوعين، فيستدعي أولاده وأقاربه الذين ما زالوا يسيطرون على مفاصل الدولة، ويسدون منافذ البلاد منعاً لعودة «الثعابين»!!;
لنجعل العاصمة سقطرى: لا صنعاء ولا عدن
تغيرات ترامب والحوثي … هل هو النزال الأخير؟
معادلة النار
الصوفية لصالح الزيدية: دروشة بنكهة عمامة سوداء!