الفرح.. لغة لا تحتاج لقاموس
2015/07/17
الساعة 09:52 صباحاً
lass="author">أيمـن الـحـمـاد
الفرح جزء من ثقافتنا، رغماً عن أي شيء، فمنطقتنا العربية تبتل بالدموع والدم، بشكل يبعدها منطقاً وعقلاً عن أي مظهر من مظاهر السعادة، إلا أننا اليوم معنيون بأن نمارس في هذا اليوم جزءاً أصيلاً من ثقافتنا، التي نراها تنعكس بشكل واضح على حركة الناس في الأسواق منذ بداية شهر رمضان حيث تزدحم وتكتظ بالمتسوقين وهو أمر حدا ببعض المتاجر أن تعمل على مدار الساعة لاستيعاب حركة التسوق الكثيفة، هذه الحركة هي انعكاس قوي على اطمئنان المواطن واستقراره في محيط إقليمي مضطرب.
الاحتفال بالعيد مطلب ديني ومجتمعي بامتياز، ومحاولة البعض التقليل أو تسطيح المفهوم هو سطحية بحد ذاته، فلكل مجتمع مناسباته، وأعياده، وأفراحه، التي عندما تحِل يكون لها استعداد خاص وتهيئة على المستوى العائلي وصولاً إلى الاستعداد على مستوى الدولة التي تتهيأ للإشراف على مظاهر الفرح في المناطق المعدة للاحتفالات سواءً في إطارها التنظيمي أو الأمني، وهو جهد كبير يتم الإعداد والتجهيز له قبل فترة طويلة، ولا يشعر به إلا المنغمسون والمنهمكون في تحضيراته.
من الجميل والرائع أن يجد المواطن - الذي لن يبرح مكانه دون سفر أو رحلة خارج الوطن - بحوزته دليلاً يرشده إلى أماكن الفرح، حيث يمكنه أن يشعر ببهجة العيد من خلال فعاليات تمتد إلى منتصف الليل ولعدة أيام، يتم ذلك ويحدث بجهد حكومي ومشاركة خجولة من القطاع الخاص.
تغيرت وتحولت ثقافة المواطن في التعبير عن فرحة العيد؛ لاشك في ذلك، فطبيعة التواصل المجتمعي أخذت شكلاً يتناسب مع عصر أصبح متاحاً فيه التواصل البصري والسمعي من خلال الجوال والأجهزة الأخرى، هذا لا يقلل من الفرح بقدر ما يعززه، فعلى الرغم من تواصل الناس المباشر خلال أيام العيد إلا أن استعراض إحصائية عن حركة الرسائل النصية والمكالمات عبر برامج الهواتف المحمولة الصادرة من شركات الاتصالات يجعلنا على قناعة بحاجة الناس إلى الابتهاج، وكم نستطيع أن نصنع من حولنا الفرح؛ فهو اللغة التي يفهمها الجميع، ولا تحتاج لمعاجم أو قواميس.