2016/12/31
هذا ما ينقص الجيش الوطني
رفع المعنوية وشحذ الهمة وتقوية العزيمة وغرس المفهوم وتوجيه الكلمة بإسلوب ذكي وتعميق ثقافة الهوية الوطنية وتغذية الجانب الروحي والفكري بشكل قوي والتدريب القتالي المتقن بطريقة سريعة أمر يحتاج إليه جندي او مقاتل في ساحة المعركة ، ومن وجهة نظري ان الجيش الوطني لديه تقصير في هذا الجانب ، والسبب يعود لعدم وجود اي كوادر تعد خطة متكاملة وشاملة ويتم تنفيذها بشكل دقيق على الواقع ، ولست محتقراً او متجاهلاً لجيشنا الوطني العظيم ، ولكنني منتقداً نقداً بناءً ينطلق من حرصي على تأسيس الجيش تأسيس قوي وإعداده بالشكل المناسب والمستوى المطلوب . سأتحدث عن أربعة جوانب ، وهي الجانب الفكري والروحاني والفني والتدريبي ، ومن خلال مقارنتي في الواقع ، اجد ان جماعة الحوثي تفوقت في إعداد ميليشياتها في تلك الجوانب من خلال التعبئة العامة والدورات الدينية والانتاج الفني الانشادي الحماسي والتدريب القتالي بشكل سريع من خلال استقطاب الفرد وتلقيه دوره تدريبية سريعة على القنص من خلال فريق متخصص في هذا الجانب ثم زجه مباشرةً إلى الجبهات . وجدت أحد اصدقاءي التحق بالمقاومة ذهب إلى مأرب وهناك استلم بندقية ثم أخذها وهرب وعاد إلى إب ، بينما وجدت احد اصدقاءي استقطبته جماعة الحوثي وذهب إلى تعز ثم عاد إلى إب لزيارة اهله فقط وليس هارباً ، وحينما لقيته سألته ماذا غنمت من سلاح فقال لي : حصلت على اسلحة كثيرة اخذتها من الذين قتلوا في الجبهات وهم مقاومة ولكنني اخذتها واعطيتها القائد حقنا لأنها انفال ولا يجوز ان نأخذها ونرجع بها بلادنا ؟؟؟؟ اتصلت بأحد اصدقاءي وهو يشارك مع المقاومة في مأرب وسألته عن حاله فبكى وقال لي : انا طفشان ضابح زاهق ضنك و... و.... الخ . بينما اتصلت بأحد اقاربي المتحوثين وهو يشارك مع ميليشيات الحوثي في الجبهات فقال لي : نحن مرتاحين ونقاتل مع الله ومنذ دخولي الجبهات للجهاد وجدت انتصارات متواصلة وانا اشعر بالسعادة والقوة منذ التحاقي بالمسيرة القرانية وغير ذلك من الكلام الذي قرح قلبي . وهناك شخص اعرفه جيداً كان خجول هادئ طيب لا يحب جماعة الحوثي ، وفجأه استقطبه احد اقرباءه المتأثر فكرياً بالحوثي والحقه في دورة دينية لمدة اسبوع ، وخرج ذلك الشخص وهو فيلسوف بالكلام يتحدث بكل جرأة وقد اذهلني عندما ظل يحدثني اكثر من ساعة عن آمين انها ليست آية في القرآن وان عمر بن الخطاب اخطأ عندما سلم الخلافة لعثمان وكان المفروض ان يسلمها لعلي ، وتغير هذا الشاب كل هذا التغير الكبير خلال دورة لمدة اسبوع والتحق بالجبهة الحوثية للقتال وسمى نفسه "أبو جهاد" ، بينما اجد العديد من الشباب الذين التحقوا بالمقاومة ليس لديهم اي معرفة بخطر فكر الجماعة الحوثية على الدين والمجتمع ولو سألته عن بعض الامور لوجدته لم يعرف شئ . اعرف شخص آخر معرفة تامة ، ولايستطيع ان يمشي بشكل صحيح "اعرج" نتيجة معاناته من اعاقة بسبب مرض الحبل الشوكي الذي تعافى منه ولكنه لا زال معاق اعاقة بسيطة ، هذا الشاب استقطبته جماعة الحوثي وضمته في دورة دينية ثم اخذ دورة تدريبة سريعة في القنص وتوجه للجبهات في تعز ، وهناك تقدم بشكل سريع وهو يجري وهجم على بعض المواقع وسيطر عليها ، وعندما عاد إلى إب في زيارة كان يصيد الطير للسماء والارنب للجبل وبندقيته على صدره ، فسألته عن المهارة السريعة التي اكتسبها فأجابني انه تلقى دورة تدريبية في السلاح لمدة خمسة ايام ، تعلم فيها كيف يمسك البندقية وكيف يصيد بها وهي على صدره او امام عينيه وطريقة القبض وحجم المسافة وغير ذلك من التعليمات . بينما وجدت العديد ممن اعرفهم التحقوا بالمقاومة وهم شباب وعندما وصلوا مباشرة ًاعطوهم السلاح وزجوا بهم للمواجهة فسقطوا شهداء في اسرع وقت وبسهولة امام الميليشيات الاجرامية . اما في الجانب الفني فالزامل الحوثي والاناشيد الحماسية فحدث عنها ولا حرج ، وبالنسبة لاناشيد المقاومة وزواملها فهي ضعيفة امام انتاج الحوثي الفني من حيث الحماسة والاداء وقوة الكلمة ، وهذا ماجعل اكثر منتسبي المقاومة والجيش الوطني يسمعون زوامل الحوثي ، حتى انا لا اخفيكم اني اسمعها اكثر الاحيان واتمنى ان يكون لي اسهام في الرد عليها بمستوى اقوى كوني شاعر وملحن وكنت منشد ايام طفولتي . الحرب والمعركة التي تدور حالياً في يمننا الحبيب بين الشرعية والانقلاب ، هي حرب عقائدية فكرية عسكرية في آن واحد ، تتطلب سلاح فكري وروحاني وعسكري وفني واعلامي ، فالجانب الروحاني : اعتقد ان الجماعة السلفية هي المؤهلة لتغذيته لدى الجيش الوطني من خلال المحاضرات والمواعظ والمنشورات وغيرها ، فنحن نريد جيش وطني متعلق بالله ويعرف دينه وعقيدته وسنة نبيه . والجانب الفكري : اعتقد ان القيادات العسكرية في كل المواقع هي المعنية بذلك ، من خلال التوجيه والتوعية التي تتضمن التغذية الوطنية اليمنية والتغذية القومية العربية ، فنحن نريد جيش وطني يحمي وطنه ويؤمن به ويتبعه ، وليس كذلك الجيش الذي ارتمى باحضان جماعة الحوثي والسبب يعود لأنه يؤمن بالاشخاص والافراد والعائلة . وفي الجانب التدريبي : فلابد من اخذ دورة تدريبية سريعة تلبي طبيعة المرحلة التي تتطلب تدريب سريع وتأهيل اسرع وهذا مافرضه الواقع الحالي . اما الجانب الفني : فحزب الاصلاح كان المعني بهذا الامر ، ولكن المشكلة ان اناشيد حزب الاصلاح قد تميعت ولم تعد كما كانت زمان من حيث الحماسة والروحانية ، الواقع الآن لا يتطلب نكت الاضرعي ولا الالحان الساخرة ، الواقع يتطلب اللحن الحماسي والجهادي والحربي وماشابهه. رجال الجيش الوطني في ميدان المعركة ولم يشاهدوا القنوات الفضائية ويقرأو منشورات الواتس والفيسبوك ، فأرجوا القيادة ان تتنبه لذلك وتهتم بتغذيتهم الروحانية والفكرية والفنية كل إلى موقعه ، نريد جيش وطني حقيقي ولانريد تكرار الاخطاء السابقة كالجيش الذي بناه صالح ونظامه ، وهذا المقال مجرد رأي وصراحة وتحياتي للجيش الوطني الذين اعتبر حذاءهم اشرف واطهر من كل حوثي ومتحوث .
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.com/news98734.html