2015/07/02
عاصفة الحزم .... تكشف عوراتنا !!!!
كتب صديقا عزيزا بحرقة ومرارة على صفحته يقول:(عاصفة الحزم) شئنا ام أبينا قد كشفت (عوراتنا) جميعا
ومسحت بكرامة اليمن أرضيات الحمامات الخليجية واليمنية!!
وأجدني أتفق كثيرا معه في قوله ولمزيد من التوضيح أبني على ما توصل إليه السطور التالية فأقول:
حقاً ... (عاصفة الحزم) شئنا ام أبينا قد كشفت (عوراتنا) جميعا، ومسحت بكرامة اليمن أرضيات الحمامات الخليجية واليمنية على حد سواء. !!
تلك حقيقة شئنا أم أبينا.
اتضح جلياً بصرف النظر عما يحدث اليوم، أو من الذي يكون على خطأ أو على صواب؟ أن:
ــــ (عاصفة الحزم) عرت بقوة خطيئة حكم عفاش للبلاد (ثلث) قرن من الزمن لم يعمل فبه شيئا البتة غير التدمير الذي بدأ بتدمير الدولة مرورا بتدمير جيش دولتين كان يفترض أن يطور ويحدث بعد الوحدة، وصولا إلى تدمير بنى القيم الأخلاقية، وكذا تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني.
ــــ (عاصفة الحزم) عرت أيضاً أهداف جماعة الحوثي التي بدلاً من أن تساعد في استعادة ما دمره عفاش خلال حكمه ذهبت تعمق الدمار عبر تحالفها العرفي معه وتقول البلاد على نحو أسرع للذي صرناه ولا نستطيع التكهن ببشاعة النهاية الحتمية.
ــــ (عاصفة الحزم) عرت القوى السياسية وضحالة مستوياتها التأثيرية وضعف قدراتها على خلق الواقع الذي تستطيع منه وفيه حشد جماهير الشعب ــــ على اختلاف فئاته أكانت مؤطرة داخلها (أي الأحزاب) أو غير مؤطرة كالمستقلين ـــــــ للقبول بذلك الواقع وحمايته باعتباره السفينة التي تحمل الجميع فوقها.
تماما عرت (عاصفة الحزم) القوى السياسية حيث اختزلت هذه القوى كل المصالح الوطنية في مصالح خاصة لكائناتها القيادية الشائخة المهترئة.
وإلا ما كان عفاش أولا والحوثي ثانيا أن يتمكنا من تحويل (أحزاب اللقاء المشترك) ذات التاريخ السياسي الطويل من ممثل كبير وفاعل رئيس إلى تأدية دور الكومبارس في المشهد الوطني البالغ التعقيد!!!
ــــ (عاصفة الحزم) عرت مكونات الحراك الجنوبي (المتوحترة) والتي اختفت مسلمة راية الجنوب إلى تنظيم القاعدة الذي بات يسرح ويمرح فوق كل بقعة من مناطق الجنوب بما فيها عدن.........بدليل أن الحشود المليونية التي شهدتها ساحة العروض بعدن اختفت ولم نعد نراها خرجت لحماية عدن وتسجيل مواقف بطولية خصوصا وقد تبين لها هشاشة جيش عفاش، ومليشيات الحوثي البدائية...... فلماذا لم يستغل الحراك كل ما وفرته هذه المتغيرات من فرص لتقرير مصير الجنوب؟
الجواب كما أسلفت: لأن أغلب مكونات الحراك لا تحمل مشروعا وطنيا، بل ولا حتى أخلاقيا.
وأكرر المصطلح الأخير وأقصد به (الغياب الأخلاقي) كون معظم مشاريع تلك المكونات الحراكية ستجدها في الوقت الذي تختلف في أهدافها وغاياتها تتفق في العدائية للتاريخ وللهوية الوطنية اليمنية إلى حد أنها لا تعترف حتى بأقرب تاريخ هو تاريخ النضال ضد الاحتلال البريطاني، وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية فأغلب مكونات الحراك لا تنادي باستعادة جمهورية اليمن الديمقراطية وإنما باستعادة دولة الجنوب العربي التي لا يوجد لها أي أثر في أي صفحة من صفحات التاريخ البشري قاطبة.
ولن أستغرب إذا ما كشف لنا (عاصفة الحزم) أن بعض المكونات في الحراك الجنوبي هي واحدة من منتجات عفاش القاتلة لكل شيء جميل في هذا الوطن.
وعلاوة على الفضائح التي كشفت عُريها (عاصفة الحزم) فإن التعري الأكبر يكمن فينا نحن أقصد مختلف الفئات في هذا الشعب حيث رأينا وعشنا وتجرعنا وحدنا غير ما سبق الاشارة إليه حقائق أخرى جداً مرة:
ـــ حقيقة أن لا كرامة لليمني عند أخيه اليمني غير الحقد المتوغل والناشب مخالبه في القلوب والعقول.... !!!
ـــ حقيقة أن لا قيمة لليمني بعد عاصفة الحزم ستنشأ عند أخيه العربي غير قيمة الازدراء والانتقاص والتحقير .... وعلينا أن نتخيل صورتنا في عيون وعقول اخواننا العرب؟
ـــ حقيقة أنه لم يعد لنا أي وزن لدى شعوب العالم.
فصورتنا الماثلة اليوم هي أننا شعب يصنع ويغذي ويحمي أشكالا مختلفة من الجماعات الإرهابية الدينية المسلحة .... من المجاهدين الافغان إلى تنظيم القاعدة إلى أنصار الشريعة فداعش، ومن جماعة الحوثي إلى أنصار الله ...... وكلها جماعات تحترف القتل، والتدمير، وتهدد بغزو الجيران والعالم ... ذلك هو وزننا في نظر العالم.
حقائق وحقائق لا حصر لها عرتها عاصفة الحزم .... وها نحن قد استفقنا حيث لا جيش، و لا قوى سياسية حية، وباختصار لا وطن ولا إنسان حي !!!
نعم ....... لم يتبقى داخل اليمنيين المتأبطين غريزة القتل حتى بقايا انسان حي.
وإلا ما كان اليمني ليقتل اليمني بالإنابة عن طهران والرياض.
ولا ريب أن نزيف الجثث لن يتوقف من وفي شوارعنا وبوادينا وجبالنا وطرقنا سوى بالتحرر من عبادة الرياض وطهران، وغيرهما.
إن بقاء التبعية حتى الجزئية لأي منهما لا تعني إلا استمرار مرض التبعية، وعدم الاستعداد للتخلص منها، وذلك بدوره سيبقي عوامل العودة واستمرار متواليات التدخلات الخارجية العربية والاسلامية والأجنبية كعقدة يزنية تلازم اليمنيين إلى مالا نهاية ....... علينا أن نتحرر ذاتيا من كل التبعيات إن أردنا الخروج من دائرة حرب اليمنيين والعرب ضد اليمنيين.
لأنا إذا تحررنا من كافة أشكال التبعيات ... سيكون في مقدورنا القبول بقاعدتي (الاختلاف والتعايش) فالاختلاف غالبا ما يتمظهر في (اختلاف الأديان في وطن واحد، واختلاف المذاهب لدين واحد أو لأديان متعددة أيضاً في وطن واحد، وتبعاً لذلك فمن الطبيعي اختلاف الموروث الثقافي كالعادات والتقاليد ) وهذه الاختلافات يمكن أن تتعايش في الوطن الواحد كما هو حاصل في معظم الدول المتقدمة اليوم ، ويكفي الأنموذج الهندي ذو الأديان التي تربوا عن المئات غير أن التعايش يقوم على تقديم الوحدة الوطنية الهندية على التعدديات الدينية ومذاهبها، فالاختلاف لا يعني الخلاف، وإنما التعايش.
وكما قلت بالتحرر من التبعية سنتعايش، وعندما نتعايش سيكون جدير بنا أن ننظر إلى تجارب حولنا قائمة وقعت ضحية الحروب الأهلية والعالمية غير أنها اليوم تتسيد المشهد الاقتصادي العالمي كالولايات المتحدة الأمريكية، واليابان وسويسرا.......... قد يكون ذلك صعباً لكنه ليس مستحيلاً، فمن قعر المآسي تتخلق الأمم من جديد وتنهض الأوطان.
وإذا لم نتعظ نحن اليمنيون من نتائج كارثتنا اليوم وسلسلة كوارثنا التاريخية ونستفيد من تجارب شعوب عاصرت ما نعيشه اليوم فليس علينا سوى استحقاق لعنات العيش في جحيم الحياة ، وحياة الجحيم ،الانحطاط والفناء.
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com -
رابط الخبر: https://bawabatii.com/news9763.html