جاء العيد، ودعنا هذه المرة لا نردد البيت الشهير: "عيد بأية حال عدت يا عيد"، فعلى ما يبدو لا يريد هذا العيد أن يأتي إلا بالحال ذاتها التي تمر فيها الأمة منذ أمد بعيد، ولأجل ذلك؛ فلنتأقلم مع فكرة أن العيد هو استراحة مقاتل، إن لم يكن من معركة حقيقية كالتي تجري في بلدان عدة في سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها في وطننا العربي الكبير، فمن حرب الروتين ومشاق العمل اليومي وضجيج الحياة ومتطلباتها.
كثيراً ما يمر العيد كما الأيام الأخرى، باستثناء أن الأطفال يحظون بالعيدية، والثياب الجديدة، ويأكلون كثيراً من الحلويات، ويذهبون إلى أقرب ملاهٍ في البلدة، وينتهي الأمر هنا.
- مبادئ لعطلة استثنائية
الأفكار كثيرة لعطلة عيد استثنائية، وما نقترحه عليك هنا ينطوي على ثلاثة مبادئ، ندعوك لأن تجعلها نصب عينيك إن أردت قضاء عطة عيد فريدة تعود بها أنت وعائلتك إلى حياتكم بكل نشاط:
الأول: اخرج عن مألوف عاداتك في قضاء عطلة العيد، افعل شيئاً لم يسبق لك أن فعلته من قبل.
الثاني: اجعل عطلة العيد لعائلتك، فهي أهم، وأحق بأن تكون معها ولها خلال العطلة القصيرة؛ اصطحب عائلتك في كل زيارة وإلى أي مكان، تفرغ لهم، سواء كنت أباً أو أماً أو شقيقاً.
الثالث: ابتعد عن البيت، وقلل إلى أقصى ما يمكن وسائل التواصل الإلكتروني، وأعط للتواصل مع الواقع والحياة قيمتها التي تستحق.
أدناه، نقترح على قراء "الخليج أونلاين" 4 فكر مهمة لخلق أجواء جديدة لعطلة عيد استثنائية لأي عائلة مسلمة، يحظى فيها الصغار بالعيدية والحلوى والثياب الجديدة واللعب، لكن مع أشياء مفيدة أخرى تعزز شعورهم بالعالم من حولهم.
1. السفر قريباً
وهو رخيص أيضاً، لا نتحدث هنا عن السفر إلى دول سياحية بعيدة ودفع تكاليف باهظة، فهذا قليل من يستطيعه؛ إن لتكاليفه أو لصعوبته على العائلات التي يوجد فيها أب وأم موظفان، وسيعودان سريعاً إلى العمل بعد انتهاء فترة العيد، بل الخروج من المنزل لاستكشاف المناطق الرائعة في ذات المدينة، أو في مدينة أخرى قريبة، حاولوا أن تمضوا مع العائلة يوماً واحداً على الأقل في مناطق جميلة خارج المنزل خلال فترة العيد.
2. سعادة لكل العالم
العالم مليء بالموجوعين، حيث الحرب تطحن السعادة وتسرق الفرح من وجوه الأطفال، فابحث عن اليتامى حيث لا يوجد من يسعدهم، اذهب في جولة مع عائلتك وأبنائك وقدم الهدايا لأطفال إحدى دور الأيتام في أقرب منطقة إليك، لتشيد في تلك الدار جوّاً من العيد من خلال الهدايا والألعاب.
وهذه المبادرة ستفرح الأطفال اليتامى، وستخلق إحساساً بالمسؤولية والجمال معاً لدى أبنائكم، كما سيعزز لديهم الشعور بالآخرين الموجوعين.
3. التطوّع لأول مرة
سمعة التطوّع في العالم العربي ليست بخير، بالرغم من أن التطوّع يشكل جزءاً من تركيبة نهضة أي مجتمع، كما يعزز التواصل بين أبناء البلد، وعدا عن ذلك يخلق رضى داخلياً عن النفس، ويربي الأرواح على فعل الخير.
تفريغ يوم واحد من أيام العيد ليكون يوماً تطوعياً للأسرة للقيام بعمل صالح لفائدة المجتمع سيعزز أواصر المحبة بين أفراد الأسرة، وينمّي الانتماء لها، وسيكون من الرائع ألا يكون يوماً جديّاً بالمعنى الحاسم للكلمة، إذ يمكن أن يكون يوماً تطوعياً ومرحاً بنفس الوقت بحيث يحبه صغار العائلة.
4. ماذا عن أصدقائك المنسيين؟
العيد هو الفرصة الحقيقية لإعادة التوازن لعلاقاتنا، لإعادة الدفء إلى البارد منها، ووجود العائلة ككل في زيارتنا إلى الأصدقاء القدامى، والذين مضت أشهر طويلة أو حتى سنوات على البعد عنهم، أو انعدام التواصل معهم، سيعطي للتواصل بعداً حميمياً، ويقوي رابطة المحبة والصداقة ويجددها.