يتوجه المسلمون في صلواتهم حول العالم، نحو الكعبة الشريفة، بشكلها المكعب الذي يتوسط المسجد الحرام في مكة المكرمة، إلا أنها عُرفت بشكلها الخارجي المغطى بكسوة خاصة، تغطي بناءً لا يظهر غالباً إلا عند تبديل الكسوة سنوياً، في حين يخفى عن الكثيرين ما تحويه الكعبة من الداخل.
وتحدث الباحث والمفكر الإسلامي، أحمد العمري، عن ما تحويه الكعبة المشرفة في حديث نقلته قناة "الحرة"، وأكد أن الكعبة عبارة عن غرفة ضيقة وصغيرة، ولا يوجد فيها إلا أعمدة وجدران، وفيها باب من ذهب ولها سقف.
وأضاف "العمري" أن الكعبة مبنية من حجر، وهو مبني تقريباً على شكل مكعب ولها باب واحد يفتح سنوياً ثلاث مرات، مشيراً إلى أن "الكثيرين يدخلون إليها، وذلك يأتي حسب أوقات معينة، ومن ثم هي ليست حكراً على أحد معين"، حسب تعبيره.
ويوجد في الكعبة، حسب مصادر أخرى، صندوق في الوسط به دهن العود والورود وأقمشة غسل الكعبة، إضافة إلى بعض الفوانيس والقناديل الأثرية من عصور مختلفة، أهداها الملوك والأمراء للكعبة، معلقة في سقفها إلى جانب باب من الذهب يوجد يمين الداخل إلى الكعبة، يدعى باب التوبة، يؤدي إلى سلم حلزوني للصعود إلى سطح الكعبة.
ويوجد ثلاثة أعمدة خشبية داخل الكعبة يرتكز عليها سقف الكعبة. أما الأرضية، فهي مبلطة بالرخام، والحائط مبلط إلى ارتفاع نحو مترين والجزء الباقي مغطى بستارة خضراء، وهو ما يوضحه الرسم التوضيحي الآتي:
كما قام شخص ممن سمح لهم بالدخول للكعبة، بتصويرها بمقطع صغير أعطى فكرة عما يضم البناء.
وفي التاسع من ذي الحجة الموافق ليوم عرفة، يقوم أفراد من مصنع كسوة الكعبة، بنزع إحرامها القديم، وإلباسها كسوة العام الجديد المصنوعة من الحرير الخالص، على يد أمهر النساجين والخطاطين، وتتزين بالذهب والفضة، بالإضافة إلى حزام عليه بعض الآيات القرآنية، كما يبيّن المقطع التالي:
غسل الكعبة
وفي غرة شهر شعبان من كل عام، تغسل الكعبة المشرفة بماء زمزم المخلوط بأنفس أنواع العطور المعتقة، ويتقدم المراسم ملك المملكة العربية السعودية، أو من ينيبه، يرافقه السادن.
وتبدأ مراسم الغسل في الصباح، يفتح السادن باب الكعبة المصنوع من الذهب الخالص، إيذاناً ببدء المراسم.
ولأن الكعبة كلها قبلة في داخلها، يصلي الجميع تجاه الأركان الأربعة. وبعد انقضاء الصلاة يشمر ملك السعودية أو نائبه عن ساعديه، متناولاً أقمشة بيضاء مبللة بماء زمزم المخلوط بالورد الطائفي الأغلى في العالم.
وبعد انتهاء عملية الغسل، تبدأ عملية التجفيف، والتعطير الذي يتم بالورد والمسك، وأفخر أنواع العود المعتق.
وفي المقطع التالي مشاهد من آخر عملية غسل للكعبة المشرفة: