2015/06/13
هل يصبح اليمن "فيتنام" السعودية؟
بوابتي تقارير
عشية محادثات جنيف بين الأطراف اليمنية، تبدو الصورة على الأرض متناقضة ومضطربة للغاية، ولا توحي بأن الأطراف التي من المفترض أن تلتقي على ضفاف بحيرة "ليمان"، قادرة أو راغبة في إسكات المدافع.
ضربات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن تنتقل إلى مرحلة جديدة، مع قصف مدينة صنعاء القديمة، المدرجة على لائحة التراث العالمي، قبل أيام من محادثات جنيف التي تجمع الأطراف المتحاربة.
ولكن الملاحظة الميدانية الرئيسية، هي أن شهرين ونصف من غارات التحالف ضد الحوثيين لم تمنعهم من الاحتفاظ بمواقعهم بل وقصف مدن سعودية حدودية.
إلا أن الملاحظة الميدانية الأخرى تتعلق بعمليات القصف في اليمن والتي يقوم بها طرفان، من المفترض أنهما حليفان في هذه المواجهة، فبينما تقصف السعودية الحوثيين، تواصل الطائرات الأمريكية بدون طيار قصفها لتنظيم "القاعدة"، عدو الحوثيين اللدود.
نحن بالتالي، أمام حربين في اليمن، والأمر يعكس خيارات إستراتيجية متباينة، إن لم نقل متعارضة، حيث تنظر الرياض إلى سيطرة الحوثيين، وبالتالي إيران، على اليمن، كخطر مصيري على المملكة، أما واشنطن فإنها مستمرة في اعتبار تنظيم "القاعدة" عدوا رئيسيا، أضف إلى ذلك أن التقارب الأمريكي مع الجمهورية الإسلامية يستدعي غض الطرف عن صعود حلفاء طهران في بعض البلدان.
التباين في وجهات نظر الحلفاء لم يقتصر على الرياض وواشنطن فقط، ذلك إن المملكة لم تتمكن من بناء تحالف حقيقي يتجاوز حدود مجلس التعاون الخليجي، بين باكستان التي رفضت المشاركة صراحة ومصر التي رفضتها ضمنا، بينما تنشغل تركيا، الحليف المحتمل، بعلاقاتها مع روسيا وخط الأنابيب الذي سينقل الغاز الروسي عبر الأراضي التركية.
في الإطار ذاته، تحولت الولايات المتحدة من اكبر مستهلك للنفط في العالم ليتجاوز إنتاجها السعودية، ليزيد العرض في السوق بينما ينخفض الطلب بسبب الأزمة الاقتصادية، مما يؤثر سلبا على مصدر النفوذ الرئيسي للمملكة على الساحة الإقليمية والدولية.
وفي سلسلة التغييرات المتلاحقة، ما يحدث داخل القصر الملكي مع عودة الرياض إلى دعم الإسلام السياسي في المنطقة، مما ينعكس مباشرة على مواقف قوى أساسية في إطار معركة السعودية في اليمن، وينعكس أيضا في الأزمات الأخرى المتفجرة في سوريا والعراق، حيث تحولت المواجهة السياسية إلى حروب طائفية واضحة، إلا أن التباينات الطائفية في اليمن غير محسوسة، كما هو الحال في هذه البلدان، واستمرار الحرب هناك لا يمكن أن يعتمد على التناقضات الداخلية وحدها.
المؤكد هو أن السعودية لا تستطيع وقف حملتها العسكرية الآن، لان ذلك سيعني انتصارا للفريق الآخر، ويجب أن تستمر في هذه الحرب في ظل عزوف حلفائها الدوليين والإقليميين، والآثار السلبية على صورتها وبالتالي على موقعها الإقليمي فهل يصبح اليمن "فيتنام" السعودية ؟
المصدر وكالات
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com -
رابط الخبر: https://bawabatii.com/news6606.html