2016/05/23
التفاوض على "الكعكة" لن يأتي بالسلام
[caption id="" align="alignright" width="206"] محمد عبد الله القادري[/caption] بقلم / محمد عبدالله القادري عم يتفاوضون ؟ وعن أي شئ يتشاورون ؟ هل عن المواطن المسكين ؟ أم عن الوطن المنكوب ؟ ؟؟؟ حقيقة الامر انهم يتفاوضون عن الكعكة "السلطة" ، فعليها اختلفوا وفيها سيتفقوا بعد ان ينال كل طرف منهم جزء من الكعكة التي يرغب كل الرغبة ويسعى كل السعي للاستحواذ عليها كلها ، وهو سبب اختلافهم من قبل ان يتفقوا ، وسيكون ايضاً سبب اختلافهم مستقبلاً بعد الاتفاق . لم يحدث في التأريخ ان هناك ثورات نجحت بمبادرات ، او حروب انتصرت بمفاوضات ، وفي ظل الوطن الواحد فأن الاتفاق بين الاطراف التي كانت سبب الخلاف وكل طرف لديه جيش وسلاح ، فأن الاتفاق بينهم لن يكون الا بمثابة تجزيئ الوطن بينهم مثلما تجزء في حالة اختلافهم ، وهو الحاصل اليوم في اليمن وماسيحصل غداً ان نجحت مفاوضات الكويت وتم التوصل إلى حل . طالما وليس هناك جيش وطني محايد مستقل قوي في اليمن فأن أي شراكة في السلطة بين جميع الاطراف السياسية لن تأتي بالسلام ولن تحقق الاستقرار ولن تكون عامل للتوازن ، بل سيظل الجميع اقوياء وسيجزءون الوطن كما جزءوا السلطة ، وسيظل كل طرف له جزء من الارض يسيطر عليها وجزء من الجيش وجزء من السلطة وجزء من الصلاحيات ، وكل طرف سيكون له خطابه وتحريضه وعناده واهدافه الخاصة وتوجهه الخاص . بعد تحقيق الوحدة كان هناك ثلاثة اطرف قوية في اليمن وهي صالح وحزبه والاصلاح والاشتراكي ، وتحقق التوازن لليمن بعد حرب ٩٤ بعد ان تحالف صالح مع حزب الاصلاح ضد الطرف الثالث الحزب الاشتراكي في الجنوب ، واما اليوم فأن هناك خمسة اطراف قوية وهي صالح وانصاره وهادي وجناحه وحزب الاصلاح وجماعة الحوثي والحراك الجنوبي ، وهذا ماسيجعل عملية تحقيق التوازن في اليمن مستقبلاً تتطلب تحالف ثلاثة اطراف ضد طرفان ، واما في حالة اتفاق وتسوية سياسية بعد نشوب حرب لم ينتصر فيها طرف ، فأن ذلك لن يؤدي إلى تحقيق سلام وعودة الوضع إلى ماكان عليه من قبل . أي حكومة او سلطة يتشارك فيها جميع الاطراف السياسية في اليمن لن تنجح ولو دعمها العالم بكل امكانياته ، فالجميع سيفسد والكل سينهب وكل طرف سيحارب بقية الاطراف ، وسيظل الوضع على ماهو عليه انفلات امني وغلاء ومحسوبيات وخصخصة وسيطرة بالقوة وثورة مؤسسات واغتيالات وغير ذلك ، وستظل الحرب الداخلية مستمرة بطريقة أخرى ، ولن يهدأ للشعب بال ، ولن يقر للوطن قرار . اذا نجحت مفاوضات الكويت فأن شأنها سيكون كشأن المبادرة الخليجية ، وستكون حكومة الشراكة بعد نجاح المفاوضات شبيهه بحكومة الوفاق التي كانت بمثابة حكومة مكايدات بين الاحزاب ، بل ان حكومة الشراكة بعد مفاوضات الكويت ستكون حكومة "مخضرية" اسوء من اي حكومة عرفها اليمن ، كونها مختلطة من الشرعية والانقلاب ، وهي ماسيجعل اليمن بنفس الدوامة وسيصبح الحال ليس إلا مجرد ديمة قلبنا بابها ، فلا الشرعية عادت ولا الانقلاب انتهى ، ولا السلام تحقق ، ولا الخلافات توقفت .
لمتابعة أخبار "بوابتي" أول باول إشترك عبر قناة بوابتي تليجرام اضغط ( هنــــا )
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.com/news57902.html