2016/04/20
فاصل سلام ونعود للحرب
هاهي اليمن السعيدة تنزع بسمتها وتشق كلمتها بوعود فضفاضة واتفاقيات غيرملزمة بعد أن أشرأبت أعناق الملايين في انتظار سلام من ورق ! فمنذ بزوغ الثورة الشبابية المباركة في الحادي عشر من فبراير المجيد والحبيبة اليمن تتقيأ مافي باطنها من الخبث والفضلات ولاتزال العملية طور التنفيذ . ولاننسى ما قصم ظهرها ودك مفاصلها وشل نهضتها لمدة عقود طويلة من الظلم والضيم والسحق والتهميش لكثير من المحافظات اليمنية الأبية وأبنائها الأحرار، فلاتكاد محافظة إلا وتشتكي من مظلومية الإقصاء السياسي والإداري والعسكري وأيضا الضعف والهزال التنموي والاقتصادي . عمل المخلوع على زرع النبرة المناطقية النتنة وأذكاها بشكل مسعور فمنذ خلعه بعد المبادرة الخليجية عملت أبواقه الإعلامية هزيلة الضمير على شرذمة الشعب اليمني وتفتيت أوصاله وعروقه حتى وصل الحال بالكثيرين من العامة أو المثقفين على حد سواء بالاكتفاء بالاهتمام بحدود منطقته أو محافظته وهكذا يصبح اليمن 22 دولة ، بدلا من ان يصبح الوطن الأم الجامع للهويات المحلية المكونة في مجموعها ليمن الحضارة يمن الوجود الأول للإنسان . تتجه اليمن لحرب نفسية واجتماعية مستقبلية بغيضة تقتات على ظروف الحرب سواء على مستوى الأسر أوالمناطق أوالمذاهب ولم تسلم حتى الأحزاب السياسية أو جبهات المقاومة الشعبية من هذه الحرب القادمة التي لم يعلن صفير إنذارها حتى الساعة! يجدر بالصفوة الإعلامية والسياسية اليوم العمل على لملمة الصفوف وتوحيد الجبهات وحزم الأفكار في بوتقة جميلة وذكية تتسع للجميع اسمها اليمن الكبير! ظهرت الكثير من المسميات الجوفاء التي تشعل النفوس والقلوب والخوف كل الخوف أن تشعل الحروب تلو الحروب في ظل دولة هشة قادمة لم تحزم أمورها القيادة السياسية الانتقالية ! حتى الآن توجد في اليمن خرائط سياسية تتبع لمراكز قوى مازالت تمتلك القدرة على الامتداد الجغرافي والفكري كالحوثيين والفصيل الجنوبي المسلح والقاعدة أنموذجا . إن الطامة الكبرى تكمن في هشاشة دور القيادة الشرعية التي عجزت أن تدير الجبهة السياسية أو العسكرية أو الأمنية أو حتى الاعلامية من ضلوع الباسمة عدن التي أعلنتها عاصمة محررة مؤقتة للبلاد ! ان استمرار الحرب لمايربو عن عام كامل يثير الشكوك حول مصداقية الحسم العسكري أو الحزم السياسي تجاه الجبهات المشتعلة ، فهاهي تعز لم تحرر ولم تحتل وبقيت كقضية تستغل أسوأ الاستغلال سياسيا وعسكريا وإنسانيا ولم يأبه لسيل الدماء البريئة التي تراق على أراضيها أحد ، بل وتتوجه القيادات الشرعية والانقلابية على حد سواء في الأسبوع القادم لعقد جولة مفاوضات في بلد شقيق -الكويت - له ماض مشرق من الخير والعطاء في حنايا اليمن الحبيب فهل ستشرق المفاوضات القادمة بفجر يغير ملامح البؤس الذي ارتسم على وجوه اليمن واليمنيين ، أم أنها فاصل ونعود ! وفاء واصل لمتابعة أخبار “بوابتي” أول باول إشترك عبر قناة بوابتي تليجرام اضغط ( هنــــا )
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.com/news52901.html