2016/04/13
الطريق الى مفاوضات الكويت مليء بالألغام
بقلم/ باسم الحكيمي ما أشبه يوميات ولد الشيخ الراهنة باليوميات الاخيرة لسلفه بن عمر قبيل اجتياح صنعاء ومفاوضاته بين صعدة وصنعاء. وضع يبعث البؤس ويكيل المخاوف كيلا. بن عمر أفزع الجميع هدد وتوعد ومهد الطريق لاغتيال مشروع التغيير. وولد الشيخ لا ندري ان كان نسبه سيصنع اثقالا وقيودا ع محاولات استعادة اليمن او انه سيجنح الى تفكيك البيئة المناهضة لحوثنة السلطة تمهيدا لحوثنة البلد. امريكا لن تنفك تسعى لفرض اجندتها في اليمن: تمكين اتباع ايران المتلبسين داء التشييع. قطار التمكين يمضي للاسف ويجتاز في كل فترة محطة جديدة في الطريق الى غايته. ورغم الامال التي ضربها اليمنيون وعقدتها قواهم الفاعلة ع التحرك السعودي لكن النتائج حتى اللحظة مخيبة للامال. ويمكنني استقراء ثلاثة مسارات لإنتاج بيئة هشة غير قادرة ع مواجهة حوثنة اليمن. فبطريقة او باخرى جرى تسخين ملفات صراع قديمة في البيئة السنية وإذكاء الخلافات الحزبية والمناطقية وكل أشكال الصراع. ٢/ خلق الظروف المواتية لظهور تشكيلات متباينة المنهج والاهداف كمجموعات مقاومة بصورة منعت توحيد الجبهة الداخلية وعطلت القدرة ع ادارة معركة شاملة خاضعة لغرفة عمليات عسكرية وسياسية موحدة. وذلك بخلاف ما كان مفترضا في ظل وجود سلطة يعترف بها الداخل والخارج ( رىيس وحكومة ) وجيش. وعلاوة ع الانطباع السيء لدى الخارج ع وجود تكتلات وتجمعات مليشاوية لا هوية واضحة لها ولا أهداف معلومة… الخ ، فإن تفكيك بنية المقاومة الى أوصال يدب بينها الخلاف وربما المواجهة المسلحة كما حدث في عدن يضيف الى رصيد الانقلاب نقاط قوة ويهديه فرصا لاختراق صفوف المقاومة. في هذا الوقت كان الانقلابيون يعملون في فريق واحد بقيادة موحدة وعملية منسقة. ورغم تواتر اسباب الخلاف بين صالح والحوثي وبروز مظاهر التوتر بين الفريقين لكن ادارة المعركة ميدانيا تخضع لقيادة مشتركة. هذا الوضع لم ينتج فقط فاعلية ومرونة في الميدان واستجابة سريعة للمتغيرات، بل ايضا قدم صورة مغايرة تماما للانفلات في جبهة الشرعية وخاطب الخارج بروح رجال دولة واصحاب مشروع راسخ ودراية وقدرة. ثالثا: اعادة انتاج /(وتوظيف) ملف الاٍرهاب؛ انه يسيطر ع مدن وموانىء وسواحل طويلة، ويتحرك زاحفا نحو أهداف ومناطق إضافية. السلطة الشرعية لم تستطع ان تتجاوز قصر المعاشيق وربما بعض الشوارع في حواري عدن وهي محاصرة من الشمال بعناصر القاعدة في لحج ومن الشرق مجموعات مسلحة بينها القاعدة واُخرى ع شكل عصابات تكسب قوتها من ضعف السلطة. اما في المكلا وما جاورها فالأوضاع تحت سيطرة مجاميع القاعدة التي باتت سلطة الامر الواقع. وفي حضرموت الصحراء وشبوة فالوضع ليس بافضل عما هو في ابين. كل هذا التداخل والغموض في البيئة السنية يقابله تماسك في جبهة الانقلاب. فليس لديهم ارهابيون وليس هناك مجموعات تحمل توجهات متصادمة. كما ولديهم الاستعداد للعب دور في اللعبة الدولية والإقليمية في اليمن. وتاتي مفاوضات الكويت في هذا السياق الزمني والعملياتي اللذين لا يخدمان المعركة الوطنية استنادا الى جغرافية رخوة تقف عليها قوى الشرعية ويجعلها غير قادرة ع التعاطي الجاد والمسؤول مع الضغوط الأميركية والإقليمية كما كانت ع مدى عام غير قادرة ع حسم المعركة داخليا وغير قادرة ع توحيد الجبهة الداخلية تحت رأية واحدة. فماذا لدى المفاوض الحكومي غير ورقة التدخل السعودي والقرار الدولي ليضغط بها في الكويت؟ هل هناك أوراق اخرى (ربما)، لكن مؤسف ان نكتشف بعد عام من المصابرة ع القتل والتدمير اننا في طريق لا يفضي الى الخلاص من محنة الانقلاب وتداعياته. لمتابعة أخبار “بوابتي” أول باول إشترك عبر قناة بوابتي تليجرام اضغط ( هنــــا )
تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.com/news51987.html