تتواتر المؤشرات على قرب إعادة إطلاق مسار الحلّ السياسي للأزمة اليمنية، بفعل ما يبديه الحوثيون من استجابة متزايدة لدعوات التفاوض والحوار، يربطها متابعون للشأن اليمني بالوضع الميداني الآخذ في التطوّر بسرعة لمصلحة السلطات الشرعية المدعومة من التحالف العربي على حساب جماعة أنصارالله الحوثية المتحالفة مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والتي وصلت إلى طريق مسدود وغدت عاجزة عن مواصلة الحرب بفعل الدمار الكبير الذي لحق بآلتها العسكرية، وانقطاع الإمداد الإيراني وتفكّك التحالف الذي أقامته مع الرئيس السابق.
وزار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، الأحد، العاصمة صنعاء، وقال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن “أجواء الاجتماع مع ممثلي أنصارالله والمؤتمر الشعبي العام إيجابية وبناءة والتحضيرات جارية للدورة المقبلة من محادثات السلام لليمن”.
ومن جهتهم أبلغ الحوثيون المبعوث الأممي موافقتهم على المشاركة في جولة جديدة من التفاوض مع الحكومة اليمنية بدولة الكويت، وذلك وفق مصادر نقلت عنها وكالة الأناضول متوقّعة “أن يتم عقد تلك المفاوضات في مارس الجاري، أو مطلع أبريل القادم”.
وتعليقا على إمكانية انعقاد الجولة القادمة من المشاورات في دولة الكويت، قال السكرتير الصحافي في مكتب الرئاسة اليمنية مختار الرحبي، في تصريح لـ”العرب”، إنه لم يتم تحديد الأمر بشكل نهائي، مستدركا بأن الجانب الحكومي ليس لدية مشكلة في مكان وزمان المشاورات.
وبالتزامن مع هذه التطورات السياسية تجري تطورات كبيرة على الأرض لمصلحة السلطات الشرعية، وباتجاه حصر سيطرة الحوثيين وقوات صالح على المناطق في حدودها الدنيا بما يجعل الموقف التفاوضي للشرعية قويا، فيما بدأ الحوثيون يكتفون بالركون إلى تكتيكات سياسية يصفها مراقبون بالدفاعية، ويقولون إن هدفها الخروج بأخف الأضرار وذلك بمحاولة الحصول على ضمانات بعدم المساس بسلطتهم على معقلهم الأصلي؛ محافظة صعدة في شمال اليمن، وبالحفاظ على موقع لهم في المسار السياسي في مرحلة ما بعد الانقلاب.
وفي نطاق تقدّمها في استعادة مناطق البلاد من سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح، سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، الأحد، بالكامل على مديرية حريب، في محافظة مأرب القريبة من العاصمة صنعاء، حيث سجل انتشار القوات الموالية للشرعية في المديرية وشروعها في تسيير الشؤون العامة هناك.
وقال الناشط الإعلامي عبدالوهاب بحيبح في اتصال هاتفي مع “العرب” من منطقة حريب، إن قوات من اللواء 26 مشاة والمقاومة الشعبية تمكنت، من خلال عملية خاطفة من تحرير المديرية المذكورة بالكامل وأجزاء من مديرية عين في محافظة شبوة، كما تقدمت القوات إلى نجد مرقد والساق والجفجف بمديرية بيحان.
وتعد هذه الخطوة وفقا لبحيبح بمثابة حصار لبقايا ميليشيات الحوثي وصالح، حيث سيتم قطع أهم خط إمداد لها والذي يمر عبر القنذع والسواحل الجنوبية لحضرموت وشبوة.
وفي محافظة تعز حققت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدما كبيرا في منطقة الوازعية.
وقال الناشط الإعلامي نوح الجاري لـ”العرب” إن قوات اللواء 17 مشاة والمقاومة الشعبية من قبائل الوازعية والصبيحة تمكنت من السيطرة على العديد من المواقع المهمة للحوثيين مثل موقع السدرة والشعيرا وجبل الراجلة الاستراتيجي الذي يطل على مديريتي الوازعية وموزع .
لمتابعتنا اخبار “بوابتي” أول باول إشترك عبر قناة بوابتي تليجرام اضغط هنـــــا