في أخطر المعتقلات.. ميليشيات تمارس أبشع الجرائم ضد المدنيين
بوابتي زكريا السيد
تبدو سجون ميليشيات الحوثي والمخلوع "صالح" أخطر أماكن الاعتقال وأكثرها انتهاكاً لحقوق الإنسان على مر مراحل التأريخ اليمني ، إذ يتعرض المتختطفين يومياً لأشد أنواع التعذيب النفسي والانتهاك الجسدي ، مروراً بطريقة الاخفاء القسري الذي يمتد لعدة أشهر وتعريض حياة الكثير من الأسر لتبعات تلك الاختطافات ، ناهيك عن ما يتعرض له المختطف من تعذيب جسدي ونفسي طيلة احتجازه في سجون تلك الميليشيات ، وتشير تقارير منظمات عدة الى ان أكثر من عشرة آلاف مختطف في سجون ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح معظمهم من الشباب ، وان تلك المليشيا تقوم بتعذيب عدد من السجناء بطريقة بشعة ، وتقوم بتفتيش الجوالات واستخدامها في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين المحلية والدولية ، المركز العربي لحقوق الإنسان ومناهضة الإرهاب” آشا ” بدوره أشار الى أن عدد القابعين والمختطفين لدى سجون مليشيا الحوثي فاق 10 ألاف شخص معظمهم من الشباب ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والصحفيين.
رابطة الاعلاميين اليمنيين بدورها أطلقت حملة واسعة لنصرة المختطفين في سجون ميليشيات الحوثي وصالح ، من خلال كشف جرائم وانتهاكات صارخة لحقوق الانسان ، واعتبرت قيادة الرابطة ان الحملة التي تستمر لمدة ثلاثة أيام تسلط فيها جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية لتلك الجرائم التي ترتكب ضد المختطفين ، وأكدت "الرابطة" ان جميع منتسبيها يقع على عاتقهم كشف الجرائم التي ترتكبها الميليشيات وان استمرار الحملة لن يقتصر على زمن معين بل ان نضالها ضد أعداء الحياة والحرية ستسمر طالما واصلت تلك الميليشيات أعمالها الاجرامية بحق ابناء الشعب ، وتعهدت رابطة الاعلاميين اليمنيين بمواصلة نصرة المختطفين حتى تحرير آخر مختطف لدى ميليشيات الاجرام وتحرير كافة المدن اليمنية .
صناعة المعتقلات
تستغل ميليشيا الحوثي كل المرافق الحكومية والخاصة التي باتت تسيطر عليها بعد اقتحام العاصمة صنعاء لإغراض الاعتقالات والقمع الذي يمارس بشكل يومي ، ابتداء من العاصمة التي تضم مئات المعتقلات ، انتقالا الى مدينة صعدة معقل التمرد الحوثي الذي تستغلها الميليشيا وتتخذ منها أكثر من 90 معتقل ، يليها مدينة حجة وعمران التي تضما أكثر من 20 معتقل ، تأتي مدينة ذمار التي تفرض ميليشا الحوثي سيطرتها على مقرات المدينة ضمن سلسلة طوية من المعتقلات التي أنشأتها في معسكرات ومنازل ودوائر حكومية تستخدم معضمها المعتقلين كدروع بشرية في أماكن القصف ، وفي المدينة السياحية إب تستغل ميليشيا الحوثي معضم المرافق السياحية الخاصة التي سيطرت عليها وحولتها الى مستودعات أسلحة وزنازين لأبناء المدينة كما يحدث منتجع بن لادن السياحي الذي يعد أكبر مشروع إستثماري سياحي في المدينة ، وسبق ان حولت ميليشيا الحوثي معسكر العند الى معتقل كبير قبل أن تدحرها القوات الشرعية مسنودة بقوات التحالف العربي ، اذ تحدث عدد من المعتقلين في قاعدة العند بعد تحريرهم عن مئات المعتقلين الذين نجو بأعجوبة من قصف صاروخي على قاعدة العند بعد أن تركتهم الميليشيا ليكونوا دروع بشرية لذلك القصف .
إنقلاب وتمرد
يعد تحالف المخلوع صالح وميليشيا الحوثي المشروع الأول في الإنتقام ضد الخصوم إذ بات المخلوع يستخدم كل أذرعته للانتقام ممن خرجوا ضده في العام 2011م ، ما شكل تحالف الميليشيا معتقل كبير في تحالف أعداء الوطن ضد أبناء الشعب ككل ، ابتداء من اختطاف مدير مكتب رئيس الجمهورية أحمد عوض بن مبارك وصولاً الى محاصرة الرئيس والحكومة في منازلهم ، حينها كانت الميليشيا ترصد وتختطف الكثير من السياسيين والصحفيين وإيداعهم معتقلات سرية ، رافق ذلك اغتيالات طالت العديد من ضحايا الإرهاب الحوثي في شوارع العاصمة صنعاء كطريقة بديلة عن تلك الاختطافات ، عشرات المنازل التي يمتلكها سياسيون في العاصمة صنعاء باتت معتقلات وأطلال بعد عبث تلك الميليشيا بكل محتوياتها .
دروع بشرية
تبقى ميليشيا المخلوع والحوثي رمزاً للإجرام والتجرد الإنساني الذي يجمع بين ظلم السجان وتعذيب المسجون بأبشع الطرق وأقبحها تنكيلا بالأبرياء ، الصحفيين عبدالله قابل ويوسف العيزري مراسلي قناة يمن شباب وسهيل بمحافظة ذمار الذين استشهدا بعد اختطافهما من قبل ميليشيات الحوثي اثر تغطيتهما لفعالية صحفية واقتيادهما الى مركز الرصد الزلزالي في جبل هران الذي تعرض للقصف الجوي اكثر من مرة ، حينها أعتبرت نقابة الصحفيين هذه الجريمة عملا إرهابيا ضد الصحفيين في اليمن معبرة عن حزنها الشديد لان يقتل شهداءنا بدم بارد من قبل ميليشيا الحوثي التي ناصبت الصحفيين العداء ومارست معهم كل اساليب الارهاب والترويع والتحريض والمطاردة والاختطاف بهدف اخراسهم وايقافهم عن اداء مهمتهم في خدمة الرأي العام.
يذكر ان مليشيات الحوثي المسيطره علي السجن المركزي بصنعاء قامت بنقل السجناء الي اماكن غير معروفة لوضعهم دروع بشريه بقصد تفكيك احتجاجات قام بها سجناء علي اثر تهريب الحوثيين السجين ابراهيم عريك المحكوم عليه بالاعدام من النيابة الجزائية المتخصصة بصنعاء والسجين طعيمان لكي يشتركا مع افراد عصابتهم في جبهات القتال بجانب الحوثيين.
القيادي الإصلاحي الشهيد أمين الرجوي استخدمه الانقلابيين كدرع بشري، في أحد مخازن أسلحتهم ، لتودي إحدى غارات التحالف بحياته ، المتحدّث باسم تحالف دعم الشرعية ، والمستشار لدى وزير الدفاع السعودي، العميد ركن أحمد عسيري، أبرز أنَّ “المتمرّدين الحوثيين، يستخدمون المختطفين، من صحافيين وسياسيين، وأطفال ومدنيين، بغية حماية مخازن أسلحتهم، التي يستخدمونها في ضرب المناطق السكنية المدنية اليمنية .
الرجل السبعيني محمد حسن دماج محافظ محافظة عمران السابق قبل أن يتم الافراج عنه تعرضت أسرته طيلة أشهر لضغوط نفسية كبيرة ، على إثر ذلك توفيت زوجة "دماج" في أحد المستشفيات وكانت منظمة العفو الدولية قالت في تقرير سابق إن مليشيا الحوثي نقلت الشيخ محمد حسن دماج– ووضعته مع عدد من السجناء في أحد مخازن السلاح بجبل نقم أماكن القصف المحتمل .
تعذيب حتى الموت
الناشط صالح عوض البشري توفي بعد ثلاثة أيام من اختطافه وتعذيبه الوحشي في معتقلات مليشيات الحوثي ، حيث اختطفته مليشيات الحوثي في المظاهرات التي خرجت لإحياء الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير 2015 م وقامت بتعذيبة بالسجن بطريقة وحشية، وبعد الإفراج عنه بساعات توفي متأثرا بجراح الذي سببه التعذيب في سجون الحوثيين ، وكانت مليشيات الحوثيين قامت منتصف ليل الجمعة تاريخ 13-2-2015م ، برمي الشهيد البشري ، واثنين مختطفين كانوا بصحبته وهم عبدالجليل الصباري وعلي طاهر الفقية في شارع الستين جوار مستشفى الأهلي الحديث، بعد يومين من اختطافهم، والتنكيل بهم .
الاعتقال مع المرض
ولأنها ميليشيات لا تؤمن بأبسط الحقوق للمعتقلين يصارع الكثير منهم المرض في سجونها وتتدهور حالتهم الصحية في ظل وسائل التعذيب والتنكيل والضغط النفسي ، الصحفي أكرم الوليدي المختطف منذ مطلع يونيو الماضي يعاني من سوء وتدهور حالته الصحية والنفسية نتيجة التعذيب الذي تعرض له من قبل الجماعة كما انه يعاني من أمراض وهو بحاجة للعلاج ، غير ان ميليشيات الحوثي لم تعبئ بنداء المنظمات الحقوقية من بينها بيان نقابة الصحفيين اليمنيين التي طالبت النقابة بدورها ميليشيات الحوثي سرعة نقل الصحفي إلى مستشفى للعلاج ، محملة ميليشيا الحوثي مسئولية ما قد يلحق به من ضرر او مخاطر .
الهروب من التنكيل
يقول الناشط أحمد حميد الشامي ان ميليشيات الحوثي مارست ضده كل التهديدات من ضمنها الاعتقال والسجن ولكنه استطاع الهروب خارج صنعاء ، "الشامي" الذي يواجه التحريض ضده عبر أخيه الذي نصبته الميليشيات عضو في اللجنة الشعبية التابعة لها ، ويتابع الشامي قائلاً : هناك تهديدات من قبل أفراد ميليشيات الحوثي بالانتقام مني في حال عودتي الى العاصمة صنعاء وهذه ممارسات ترتكب ضد غيري بشكل يومي فهناك انتهاكات وحشية طالت كل شيء واعتقالات واسعة بحق السياسيين والاعلاميين والناشطين الحقوقيين والمواطنين العاديين وكل فئات المجتمع اليمني, من الذين تشعر بأنهم باتوا خطراً على مشروعها الأحادي والمناقض لمشروع الدولة والجمهورية ، ويضيف "الشامي" ان ميليشيات الانقلاب تمارس انتهاكات ضد حقوق الإنسان، و الحق في الحياة والحق في الحماية من الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب والمعاملة اللاانسانية، وإنكار الحق في حرية التعبير، والتجمع السلمي، بالإضافة إلى الكثير من الانتهاكات الأخرى .
التغاضي عن جرائم الميليشيا
يقول محمد الاحمدي المنسق القانوني لمنظمة الكرامة السويسرية في اليمن : ان قضية المختطفين والمخفيين قسرياً في سجون مليشيات الحوثي وصالح واحدة من أهم القضايا الحقوقية والإنسانية المؤرقة؛ حيث يحتجز الآلاف من المدنيين، معظمهم من المعارضين السياسيين، وبينهم صحافيبن ومحامين وأساتذة جامعات؛ هؤلاء الضحايا محرومون من أبسط حقوقهم؛ ويتعرضون للتنكيل والتعذيب وسوء المعاملة ، وأحيانا يتم استخدامهم كدروع بشرية في مخازن الاسلحة وأماكن احتجاز غير قانونية في مواجهة ضربات التحالف ؛ وذلك من أجل إلصاق تهمة اعدامهم بالتحالف، ناهيك عن حرمانهم من أي اتصال بذويهم او السماح بزيارتهم او معرفة مصيرهم وظروف احتجازهم ، ويضيف الأحمدي قائلاً : المشكلة أن هناك تغاضيا واضحا من طرف الأمم المتحدة إزاء هذه الجرائم؛ في الوقت الذي يفترض ان تكون على رأس أولويات المبعوث الأممي إلى اليمن والهيئات الدولية ، وكشف "الأحمدي" انه حاليا يتم الإعداد لإطلاق حملة حقوقية واسعة من أجل لفت أنظار العالم إلى هذه الجريمة وتشكيل رأي عام محلي ودولي ضاغط باتجاه العمل على إنهاء هذه المأساة والضغط على المليشيات الانقلابية في اليمن من اجل الكف عن استخدام هؤلاء الضحايا كرهائن للمقايضة على حياتهم وحريتهم مقابل تحسين شروط المليشيا التفاوضية مع الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبده ربه منصور هادي .
الصحفي الضحية
تلجأ مليشيا الحوثي إلى مطاردة الصحفيين والتركيز عليهم، في محاولة منهم للتعتيم على جرائمهم التي ارتكبوها ولازالوا يرتكبونها بحق المدنيين من عامة الشعب اليمني، خاصة وأن الصحفيين كان لهم الدور البارز في كشف وفضح جرائم المليشيا عبر وسائل الإعلام المختلفة ، ولهذا ارتفع معدل استهداف الصحفيين في اليمن هذا ماقاله الصحفي فارس الشعري ، ويضيف "الشعري" : ان الصحفيين في عهد المليشيا، يدفعون الثمن غالي ويغامرون بحياتهم لنقل معاناة السكان، وقد نجحوا في ذلك، والحوثيون يواجهون الإعلام لما له من دور فاعل وهام في كشف حقيقة أهدافهم وشعاراتهم الكاذبة التي يتخفون خلفها ويمارسون في الواقع أبشع جرائم الإنسانية ضد أبناء الشعب .
الفيس بوك عدو الميليشيات
هذا ما بدأ به أحد النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي محمد المليكي ، ويعتبر المليكي تلك الميليشيات التي تختطف سالم عياش كبير المفسبكين اليمنيين تهديداً واضحاً لكل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من بينها فيس بوك الذي توليه ميليشيات الحوثي إهتماماً كبيراً من خلال رصد النشطاء ومحاولة إعتقالهم على إثر إنتقاد تصرفات هذه الجماعة الإرهابية ، المليكي قال : ان وضع سالم عياش في خطر وأنه لا يجب الصمت عن هذا الانتهاك الصارخ ضد الحريات ومحاولة تكميم الأفواه من خلال عصابة لا تؤمن بالتعايش وبات الأمر غير مقبول ولا يجب السكوت عنه ، ويضيف قائلاً : لن نخسر في حربنا ضد هذه العصابة ولن تثنينا اعتقالاتهم المتكررة في سبيل تحرير الوطن من هذه الشرذمة التي تسلطت على الشعب واستقوت عليه بأساليب العنف التي تنتهجها .
الحريات في ظل الميليشيا
تسعى منظمات دولية ومحلية عاملة في اليمن الى إدانة بعض الجرائم التي ترتكب بحق المعتقلين عبر بيانات وتصريحات متكررة ، غير ان ميليشيات الحوثي تواصل أعمالها الإرهابية وترتكب جرائمها البشعة بحق الآلاف من المختطفين دون الالتفات لكل تلك البيانات التي تشجب وتندد بإعمال ميليشيات الانقلاب ، منظمة هيومان رايتس ووتش، في تقرير حديث لها قالت ان ميليشيات الحوثي في حالات عديدة أقدمت على وضع المعتقلين السياسيين والناشطين الصحفيين في أماكن يتوقع تعرضها لقصف عسكري، أو في أماكن تشهد أعمالا قتالية على غرار ما فعلت مع الصحفيين عبدالله قابل وحسين العيزري، اللذين فقدا حياتهما بسبب تلك التصرفات .
نقابة الصحفيين اليمنيين هي الأخرى أعلنت من خلال عشرات البيانات ان الحريات الصحفية باتت تحت رحمة المسلحين ودعاة الموت والحروب.. وان حياة الصحفيين امست مهددة تهديدا وجوديا في اليمن منذ اجتياح العاصمة صنعاء ، ودعت النقابة الزملاء والزميلات الى تعزيز جبهتهم بالتضامن والاتحاد لمواجهة ارهاب القتلة والتصدي لكل تحديات مرحلة تفشي سرطان المليشيات المسلحة واختطاف الدولة ، وتوكد النقابة ان وقائع التعذيب التي تعرض لها الصحفيين في المعتقلات يجب ان يتم التحقيق فيها وتقديم المسئولين عنها للقضاء ، وان ذلك هو الضمانة الوحيدة لتوقف الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في اليمن ، منظمة بلا قيود بدورها أستنكرت ما تقوم به مليشيات جماعة الحوثي من التعذيب الممنهج حتى الموت للمعتقلين والتي كان من بينها ماحدث للبشري وقالت المنظمة أنها قامت برصد وتوثيق العديد من حالات التعذيب بحق ناشطين اعتقلتهم مليشيات الحوثي وتبين ان المليشيات مارست أساليب وحشية في تعذيبهم .
إحصائيات حديثة
مؤسسة وثاق للتوجيه المدني العاملة في اليمن كشفت عن قيام ميليشيات الحوثي بالاعتقالات منذ العام 2008م ابتداء من معقلها في مدينة صعدة ، وضمت "وثاق" كشوفات بأسماء مختطفين بلغ إجمالي (2044) بينما بلغ عدد المختطفين والمخفيين في أماكن غير معروفة (1301 ) يليهم (743) مخفيين قسراً .
مؤسسة "وثاق" كشفت عن حجم جرائم تلك الميليشيات من خلال نقل المختطفين من محافظاتهم الى محافظات أخرى وهذا ما يزيد معاناة المختطف وذويه بحيث لا يتمكن احد من أقاربه من زيارته او المتابعة لدى ميليشيات الحوثية من اجل اطلاقة ، وأضافت المؤسسة ان ميليشيات الحوثي تمارس ابتزاز أسر المختطفين وأخذ مبالغ مالية مقابل التصريح لهم بمعلومات عن المختطفين .
- See more at: http://www.saadaonline.net/news.php?id=8972#sthash.Bd3yQDl4.dpuf