يوجه نشطاء يمنيون اتهامات بالتواطؤ إلى الأمم المتحدة ومنظماتها التي تعمل في مجال الإغاثة، التي وقفت عاجزة عن إدخال المساعدات إلى تعز اليمنية، المحاصرة منذ أكثر من ثمانية أشهر من قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ومليشيا الحوثيين المتمردة.
ويرى النشطاء أن الأكثر غرابة وإثارة للتساؤلات والشكوك، هو تسليم برنامج الغذاء العالمي قوافل الإغاثة إلى يد مليشيا الحوثيين، كان آخرها تسليم 30 قاطرة محملة بمساعدات إنسانية، سيرها برنامج الغذاء العالمي، إلى نقاط تمركز مليشيا الحوثيين بمحيط تعز، الأسبوع الماضي.
- تكرار الخطأ
وكشف الناشط محمد السامعي، من ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز، في تصريحات صحفية، أنها ليست المرة الأولى ولا الثانية التي يتعمد فيها برنامج الغذاء العالمي إيصال قوافل الإغاثة للحوثيين بالرغم من المطالبات المتكررة لهم من أجل إدخالها عن طريق (عدن - لحج طور الباحة) لتصل إلى مدينة التربة، ومن ثم إلى منطقة النشمة، بحيث توزع على المستحقين والنازحين والمتضررين من الحرب.
وأشار السامعي إلى أن المنظمات كافة بما فيهم الائتلاف الذي يعمل به، وكذلك رئيس الإغاثة اليمنية، طالب برنامج الغذاء العالمي وغيرها من المنظمات الأممية بمذكرة رسمية، "ولكن للأسف دون جدوى، بتغيير مسار قوافل المساعدات وعدم تسليمها لمليشيا الحوثي وصالح، لكنهم يكررون الخطأ ويتعمدون دعم مليشيا الانقلاب على مرأى ومسمع من العالم".
يشار هنا إلى أن المساعدات التي يسيرها برنامج الغذاء العالمي تأتي من مركز الملك سلمان للإغاثة الانسانية، من أجل إيصالها للمتضررين، حيث وقع معهم مركز الملك سلمان اتفاقية بقيمة (125.248.945 دولاراً).
- دور مشبوه
من جانبه يؤكد رشاد الشرعبي، المسؤول الإعلامي بمجلس تنسيق المقاومة في تعز، أن "الأمم المتحدة عبر مبعوثها الدولي السابق جمال بنعمر، كان لها دور سلبي شرعن للمليشيات الحوثية تحركاتها المتمردة، منذ نقل السلطة للرئيس هادي وبدء الحوار الوطني، ووفر لها الغطاء للوصول إلى الانقلاب على الشرعية واختطاف الدولة".
وقال الشرعبي في حديث لـ"الخليج أونلاين" إن الأمم المتحدة تقوم حالياً بدور مشبوه تحاول من خلاله الالتفاف على قرار مجلس الأمن (2216) وتجر الأطراف السياسية إلى مفاوضات في جنيف، بعيداً عن القرار الأممي، الذي ينص على انسحاب مسلحي الحوثيين من المدن ووقف أعمال العنف وتسليم السلاح إلى الدولة.
ورأى الشرعبي أن "هناك إصراراً من الأمم المتحدة على إيصال المساعدات الإغاثية للمليشيا الحوثية الانقلابية، وليس إلى المحتاجين لها في مدينة تعز، وكانت الحكومة والمقاومة قد أبلغتها أكثر من مرة أن الطريق الآمن الوحيد لإيصال المساعدات هو طريق (عدن – التربة - وادي الضباب) لكنها ترسل المساعدات بشكل يبعث على الاستغراب عبر الطريق الخاضع لسيطرة المليشيا الحوثية، لتصادرها وتبيعها في السوق السوداء.
ويعتقد الشرعبي أن "هناك إصراراً على أن يموت الناس جوعاً وعطشاً ومرضاً في تعز، واستسلام المدينة المحاصرة والمعتدى عليها، وكسر صمودها الأسطوري في مواجهة المعتدين الحوثيين، الذين نهبوا أسلحة ومعسكرات الجيش وأموال الدولة".