في شهادة مؤلمة تكشف جانباً من فصول الانتهاكات التي تطال المدنيين، كشفت "فاطمة المسوري" أرملة الشيخ صالح علي حنتوس، تفاصيل الهجوم المسلح الذي شنّته ميليشيات الحوثي على منزلهم في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، شمال غرب اليمن، والذي أسفر عن مقتل زوجها وإصابتها بجروح خطيرة.

وفي أول ظهور إعلامي لها من مستشفى بمدينة تعز، حيث تتلقى العلاج، قالت المسوري إن مسلحي الجماعة حاصروا منزلهم لأكثر من 13 ساعة، وأمطروه بوابل من القذائف والأسلحة الثقيلة، رغم أنه لم يكن يضم سوى شيخ سبعيني وامرأتين أعزلتين.

وأضافت المسوري في لقاء مع قناة "يمن شباب" أن القصف كان مركزاً وممنهجاً، ووقع دون أي مبرر، مؤكدة أن زوجها ظل ينزف حتى فارق الحياة، في حين منعت المليشيا دخول أي سيارة إسعاف أو تقديم أي مساعدة طبية.

وقالت بصوت متهدج: "أُصبت وأنا أحاول إنقاذ زوجي... كانوا يريدون قتلي أيضاً، لكنني نجوت بمعجزة"، مشيرة إلى أن المسلحين حاولوا لاحقاً الادعاء بأنها حاولت الانتحار، وهو ما قابلته بالقول: "أنا لا أنتحر... أنتم من يحاول قتلي".

ووصفت فاطمة الهجوم بأنه عملية "إعدام متعمد لصوت قرآني لا يتوقف"، في إشارة إلى الدور الدعوي والتعليمي الذي كان يقوم به زوجها في المنطقة.

كما كشفت أن الحوثيين أجبروا الأسرة على دفن جثمان الشيخ ليلاً تحت التهديد، ثم واصلوا قصف المنزل حتى بعد استشهاده، مستهدفين الخزانات ومحيط المنزل، في مشهد قالت إنه "يعكس انتقاماً أعمى وسلوكاً خارج كل القوانين والأعراف".

وأكدت أنها رفضت تلقي العلاج في مناطق سيطرة الحوثيين خوفاً من تصفيتها، واختارت أن تنقل إلى تعز حيث تجد الأمان والعلاج، رغم وعورة الطريق وصعوبة النزوح.