رصد مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح (ACLED) تراجعاً ملحوظاً في نشاط جماعة الحوثيين خلال الحرب الإيرانية-الإسرائيلية في يونيو 2025، في مؤشر على التزام الجماعة بموقف أكثر حذراً خلال التصعيد الإقليمي الأخير.

ووفقاً لتقرير صادر عن المشروع، سجّل شهر يونيو انخفاضاً بنسبة 31% في الهجمات الحوثية التي استهدفت إسرائيل مقارنة بشهر مايو، مع تسجيل 15 حادثة فقط، وهو أدنى عدد شهري منذ مارس الماضي. كما لم تُسجّل أي هجمات جديدة ضد السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر للشهر الثاني على التوالي، ما يعكس استمرار الالتزام بالهدنة غير الرسمية التي تم إعلانها بين الولايات المتحدة والحوثيين في 6 مايو الماضي.

وأشار التقرير إلى أنه ورغم هذا التراجع، نفّذت إسرائيل ضربتين محدودتين ضد أهداف حوثية خلال يونيو. ففي 10 يونيو، قصفت البحرية الإسرائيلية ميناء الحديدة في أول عملية بحرية معلنة داخل اليمن، تلتها غارة جوية في 14 يونيو على العاصمة صنعاء أسفرت عن إصابة رئيس هيئة الأركان الحوثية، محمد الغماري، الذي يُعد أرفع قيادي حوثي يُستهدف من قبل إسرائيل حتى الآن.

ويرى التقرير أن هذا التراجع في الهجمات يعود إلى أسباب عسكرية واستراتيجية، أبرزها تأثير الغارات الجوية الأمريكية المستمرة منذ مطلع 2024، والتي أضعفت بشكل كبير من بنية الحوثيين الصاروخية وقدراتهم القيادية.

كما رجّح التقرير أن الحوثيين فضلوا الحفاظ على مواردهم ومكانتهم الرمزية ضمن ما يسمى بـ"محور المقاومة"، عبر تجنب التصعيد في مرحلة لا تخدم أهدافهم السياسية والعسكرية.