تداول نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا ادعاءات مثيرة حول امتلاك اليمن لاحتياطي نفطي يفوق احتياطيات دول الخليج مجتمعة، مستندين إلى ما قيل إنه تقرير صادر عن وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA).

لكن، ووفقًا لتحقق أجرته منصة "صدق" المتخصصة في كشف الأخبار المضللة، فإن هذا الادعاء لا يستند إلى أي مصادر موثوقة، وهو في الأصل منسوب إلى تقرير قديم نشرته صحيفة "الثورة" الخاضعة لسيطرة الحوثيين في مارس 2017. التقرير نقل تصريحًا منسوبًا إلى شخص يُدعى "علي حسن السناري"، ثم تناقلته لاحقًا بعض المواقع الإعلامية مثل "طهران تايمز" و"يمن إكسترا"، دون دعم من أي وثائق رسمية أو مصادر دولية معتمدة.

وبمراجعة السجلات الرسمية، تبيّن أن وكالة الاستخبارات الأمريكية نشرت بالفعل في عام 1988 ورقة بحثية بعنوان "موارد جنوب اليمن النفطية: وهم الثروة"، أشارت فيها إلى وجود مؤشرات على اكتشافات نفطية آنذاك، لكنها لم تذكر أبدًا أن اليمن يمتلك احتياطيًا يتجاوز احتياطي دول الخليج، بل قدرت تلك الموارد بنحو 5 مليارات برميل فقط، وهو ما يعادل احتياطي دول مثل مصر، وليس مئات المليارات كما يُشاع.

وأضافت "صدق" أن مقطع الفيديو المرافق لبعض المنشورات، الذي بثته قناة RT America عام 2019، أعاد تدوير هذه التصريحات دون تدقيق، وخلط بين فرضيات سياسية واقتصادية دون الرجوع إلى بيانات رسمية دقيقة.

وبحسب وزارة النفط والمعادن اليمنية، فإن الاحتياطي المؤكد لليمن لا يتجاوز 9.1 مليار برميل، بينما تشير تقديرات مؤسسات دولية إلى أن الرقم الفعلي يتراوح بين 3 إلى 4 مليارات برميل. في المقابل، يبلغ احتياطي دول الخليج العربي مجتمعة نحو 511.9 مليار برميل، بحسب أحدث الإحصائيات.

وتؤكد المنصة أن المعلومات المتداولة تدخل ضمن إطار التضليل الإعلامي، داعية إلى ضرورة التحقق من صحة الأرقام والادعاءات قبل تداولها، لا سيما تلك التي ترتبط بثروات الشعوب وسيادة الدول.