2025/06/21
تصعيد إسرائيلي-إيراني يهدد بإشعال حرب إقليمية تبتلع اليمن والخليج.. وصراع يهدد استقرار المنطقة بأكملها


حذرت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية من أن التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران على خلفية الغارات الجوية الإسرائيلية على المنشآت النووية والصناعية الإيرانية، وردود إيران الصاروخية، قد يشعل حربًا إقليمية شاملة تمتد إلى الخليج واليمن. وتشير المجلة إلى أن تدخل الولايات المتحدة عسكرياً لدعم إسرائيل قد يدفع إيران إلى الرد عبر أذرعها في المنطقة، لا سيما الحوثيين في اليمن، مما يجعل الصراع هناك نقطة تفجير خطيرة تهدد أمن الملاحة الدولية واستقرار الدول المجاورة.

يعتبر اليمن، الذي يعاني من حرب مستمرة منذ سنوات، نقطة التقاء للصراع الإقليمي بين القوى الكبرى، حيث يستخدم الحوثيون كسلاح إيراني لزعزعة استقرار المنطقة. في ظل التوتر الحالي، من المتوقع أن تتصاعد هجمات الحوثيين على دول الخليج والملاحة في البحر الأحمر، مما يزيد من معاناة اليمنيين ويهدد بإعادة البلاد إلى دائرة المواجهات المفتوحة.

على الرغم من خطورة الوضع، تؤكد خبيرة الشرق الأوسط سنام فاكيل على وجود فرصة أخيرة لاحتواء الأزمة من خلال مبادرة وساطة إقليمية تقودها دول عربية وتركيا، تستهدف وقف إطلاق النار وإطلاق حوار مباشر وغير مباشر بين الأطراف المتصارعة، والحفاظ على البنية التحتية الحيوية للطاقة والممرات البحرية. وترى أن دعم الإدارة الأميركية الجديدة، التي تبنت خطابًا أكثر براغماتية وتركيزًا على السلام، قد يشكل عاملًا مساعدًا لإنجاح هذه المبادرة.

لكن غياب التحرك الجاد وامتناع الأطراف عن الحوار قد يقود المنطقة إلى حرب مدمرة لن تقتصر على اليمن والخليج، بل ستشمل دولاً عربية أخرى، مع تداعيات اقتصادية خطيرة ستضرب استقرار المنطقة بالكامل. في ظل هذه المعطيات، تظل اليمن على وجه الخصوص قلب الصراع، حيث قد تتحول إلى ساحة معركة مفتوحة تبتلعها وتبتلع معها آمال ملايين المدنيين في السلام والأمن.

يأتي هذا في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن الصراع الإيراني الإسرائيلي قد يؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز، وهو شريان الحياة للاقتصاد العالمي، مما يهدد أسواق النفط ويدفع الأسعار إلى ارتفاعات قياسية، ويعطل خطط التنمية الاقتصادية في دول الخليج، ويزيد من تفاقم الأزمات الإنسانية في اليمن ودول الجوار.

الفرصة لا تزال قائمة، لكن الوقت ينفد، والحاجة أصبحت ماسة لتضافر جهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لمنع المنطقة من الانهيار في نفق حرب قد تمتد لسنوات، وتترك خلفها دمارًا لا يمكن تعويضه.

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.com/news331546.html