في خضم التصعيد المتسارع بين إيران وإسرائيل، برز سؤال شائك في الأوساط الدولية: ما مصير آية الله علي خامنئي، الزعيم الأعلى لإيران؟ وفيما تواصل الطائرات الإسرائيلية ضرب أهداف حساسة داخل إيران، تزايد الحديث عن احتمال توجيه ضربة مباشرة لأعلى رأس في هرم السلطة الإيرانية.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يستبعد استهداف خامنئي، مشيرًا في مقابلة مع قناة ABC إلى أن ذلك "لن يؤدي إلى تصعيد، بل قد ينهي الحرب"، على حد تعبيره. أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فكتب على منصته الاجتماعية: "نعرف تمامًا مكانه… لن نقتله، في الوقت الحالي على الأقل. لكن صبرنا بدأ ينفد"، في تلميح مثير للجدل.
لكن من الناحية القانونية، يُحظر بموجب القانون الأمريكي قتل قادة الدول الأجنبية، ما يجعل مثل هذه التصريحات سابقة خطيرة.
من الثورة إلى القمة:
ولد خامنئي عام 1939 في مدينة مشهد، وبرز مبكرًا كمناهض لنظام الشاه المدعوم أمريكيًا، واعتُقل مرارًا. بعد نجاح الثورة عام 1979، أصبح حليفًا مقربًا لآية الله روح الله الخميني، الذي اختاره لاحقًا ليكون الرئيس، ثم الزعيم الأعلى بعد وفاته في 1989. ومنذ ذلك الحين، رسّخ خامنئي قبضته على النظام، فأصبح صاحب القرار النهائي في شؤون الدولة، بما فيها السياسة الخارجية والملف النووي.
ظلٌ ثقيل في صراع متفجر:
يُعد خامنئي مهندس الإستراتيجية الإقليمية الإيرانية، والتي اعتمدت على دعم جماعات مسلحة في اليمن ولبنان والعراق وسوريا، ضمن سياسة "الحرب بالوكالة" لمواجهة النفوذ الأميركي والإسرائيلي دون حرب مباشرة. لكن تلك الإستراتيجية أصيبت بنكسة كبرى مع الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت نووية وعسكرية، وأسفر عن مقتل عدد من كبار قادة إيران.
رمز تحت الحصار:
تخضع تحركات خامنئي لحماية مشددة. وتشير التقارير إلى نقله مؤخرًا إلى موقع سري لمواصلة إدارة الأزمة بعيدًا عن التهديدات المتزايدة، تكرارًا لسيناريو مشابه العام الماضي بعد اغتيال حسن نصر الله.
إسرائيل، من جهتها، تلمّح إلى أن استهداف رأس النظام الإيراني قد يكون الضربة الحاسمة لإنهاء برنامج طهران النووي ومنظومتها الإقليمية، في حين يرى مراقبون أن ضربة كهذه قد تشعل فتيل حرب شاملة، تمتد من الخليج إلى شرق المتوسط.
فهل يكون خامنئي الورقة الأخيرة؟
أم أن استهدافه سيشعل الشرق الأوسط بأكمله؟