كشفت وسائل إعلام عبرية أن الولايات المتحدة أرسلت سراً مئات من صواريخ "هيلفاير" إلى إسرائيل قبل ثلاثة أيام من الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران، كما قدمت واشنطن دعماً لوجستياً وعسكرياً لإسرائيل في اعتراض الهجمات الإيرانية المضادة.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بـ 300 صاروخ جو-أرض من طراز AGM-114 Hellfire في شحنة سرية نُقلت يوم الثلاثاء الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الشحنة كانت جزءاً من صفقة أسلحة أقرها الكونغرس الأمريكي في فبراير الماضي بقيمة 7.4 مليار دولار، ما جعلها لا تتطلب أي إخطار جديد.
دعم نوعي للهجمات الإسرائيلية
ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي أمريكي قوله إن صواريخ "هيلفاير"، الموجهة بالليزر والمصممة للهجمات الدقيقة ضد الأفراد ومراكز القيادة، لعبت دوراً مهماً في العمليات الإسرائيلية. وأضاف أن سلاح الجو الإسرائيلي استخدم أكثر من 100 طائرة لاستهداف كبار قادة الحرس الثوري الإيراني وعلماء نوويين ومراكز قيادة في طهران وأصفهان.
وأوضحت الصحيفة أن واشنطن كانت على علم مسبق بالخطة الإسرائيلية لاستهداف مواقع نووية وعسكرية إيرانية منذ وقت مبكر من يوم الجمعة، وأكدت أن منظومات الدفاع الجوي الأمريكية ساعدت إسرائيل في اعتراض أكثر من 150 صاروخاً باليستياً أطلقتها إيران رداً على الهجوم.
خسائر متبادلة
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية أن حصيلة الضحايا جراء الغارات الإسرائيلية بلغت 78 قتيلاً وأكثر من 320 جريحاً، بينما أفاد جيش الدفاع الإسرائيلي بمقتل 3 أشخاص وإصابة نحو 40 آخرين نتيجة سقوط صواريخ إيرانية على منطقة تل أبيب الكبرى.
دعم أمريكي استخباراتي وميداني
وذكرت الصحيفة نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع أن قوات من كوماندوز الموساد نفذت عمليات اختراق داخل العمق الإيراني لتعطيل منظومات الدفاع الجوي قبيل الهجوم، كجزء من خطة خداع تضمنت مؤتمرًا صحفيًا زائفًا للتضليل حول توقيت الضربة.
كما أشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى أن إدارته كانت على علم بكافة تفاصيل العملية لكنها التزمت بالصمت العلني لإبقاء "فرصة أخيرة" للحلول الدبلوماسية.
توقف محادثات الاتفاق النووي
وعلى خلفية هذه التطورات، أعلنت طهران تجميد المحادثات النووية التي كان من المقرر أن تُعقد في سلطنة عمان، متهمةً الولايات المتحدة بتمكين إسرائيل من تنفيذ الهجوم.
مصير الحرب الحالية يتعلق بتوافر موارد القتال وهي جميعا لا تعتمد على مقاتلين على الأرض. إسرائيل تتفوق في هذا الجانب لأن امدادها بالسلاح مفتوح من أميركا، وبسبب قوتها الجوية المتفوقة بشكل مطلق، أما إيران فتعتمد على صواريخ ومسيّرات مهمة ومؤثرة وضخمة، لكنها مع ذلك تبقى محدودة. ويمكن أن تستنفذ لو طالت الحرب.
هذا الفارق سيجعل الحرب الطويلة لصالح إسرائيل، لكن سيعتمد الأمر على قدرة إيران في منع إسرائيل من إطالة الحرب، بالتسبب في خسائر ضخمة لها تتجاوز الفوائد التي تسعى إليها.
مازالت الحرب في بداياتها، والقدرة على المطاولة لن تتضح قبل مرور بعض الوقت.