توفي الناشط السياسي الجنوبي أنيس الجردمي اليوم، بعد أيام من تلقيه العلاج في العناية المركزة، إثر تدهور صحته جراء ما وُصف بأنه تعذيب تعرض له خلال فترة احتجازه في أحد السجون التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة المؤقتة عدن.
ووفقًا لمصادر حقوقية ومحلية، فإن الجردمي كان قد أُوقف بسبب مواقفه السياسية المعارضة لبعض توجهات المجلس الانتقالي. وقد تدهورت حالته الصحية أثناء احتجازه ليُنقل إلى المستشفى في وقت متأخر، وسط منع تام لأسرته من زيارته أو الحصول على تفاصيل حول وضعه الصحي حتى وفاته.
الحادثة أثارت موجة واسعة من الغضب الشعبي على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث طالب ناشطون وقيادات جنوبية بفتح تحقيق فوري ومستقل لكشف ملابسات الاعتقال وظروف احتجازه، ومحاسبة المسؤولين عن أي تجاوزات حدثت بحقه.
وأشار نشطاء إلى أن الجردمي كان شخصية بارزة عُرفت بمواقفها الواضحة تجاه قضايا الجنوب، وبانتقاداته الجريئة لبعض السياسات الخاطئة داخل المكونات الجنوبية، مؤكدين أن مواقفه الثابتة كانت سببًا رئيسيًا لما تعرض له من مضايقات.
وأعاد نشطاء تداول تسجيل سابق للجردمي كان قد أعرب فيه عن رفضه لما أسماه احتكار مشروع الجنوب لصالح أفراد أو جهات بعينها، داعيًا إلى استعادة القرار الجنوبي المستقل بعيدًا عن المصالح الضيقة، وهو ما اعتبره كثيرون سببًا في استهدافه.
من جانبهم، دعا مقربون من الجردمي ومنظمات حقوقية إلى ضمان حقوق أسرته القانونية، وفتح ملف المعتقلين السياسيين في سجون المجلس الانتقالي، وسط تصاعد الانتقادات للممارسات الأمنية القمعية المنسوبة لتشكيلات موالية للمجلس، المدعوم من السعودية والإمارات.