في سابقة خطيرة تفضح استباحة مليشيا الحوثي لحرمة المؤسسات التعليمية، اقتحمت عناصر أمنية تابعة للجماعة، صباح الاثنين، الحرم الجامعي لجامعة صنعاء، لتقتاد الدكتور سعيد الغليسي، أستاذ التاريخ، وسط ذهول الطلاب وهيئة التدريس، إلى أحد سجونها في العاصمة. الجريمة، التي هزّت الأوساط الأكاديمية، جاءت تحت ذريعة ملفقة تتعلق بـ"الاعتداء على رئيس الجامعة"، تهمة نفاها الغليسي جملة وتفصيلاً، ووصفها بمحاولة مكشوفة لتصفية حسابات شخصية عبر أدوات القمع.

الغليسي، الذي تحدّث عبر منشور نشره قبيل اختفائه، حمّل المدعو "أبو هاشم"، مدير أمن ومخابرات الجامعة، مسؤولية اختطافه، كاشفًا أن رئيس الجامعة ذاته نفى تقديم أي شكوى ضده. وأكد الأكاديمي المختطف تمسكه بانتمائه الوطني وولائه لحزب المؤتمر الشعبي العام، في رسالة تحدٍّ واضحة لمشروع الحوثي القائم على تكميم الأفواه وطمس العقول. وأضاف في نبرة لا تخلو من الإصرار: "نشأت على مبادئ وطنية، ولن أخجل من هويتي السياسية".

ويأتي اختطاف الدكتور الغليسي في سياق حملة قمع ممنهجة تطال الأكاديميين والمثقفين في مناطق سيطرة الحوثيين، ضمن مساعٍ حثيثة لتجريد الجامعات من استقلالها وتحويلها إلى بوق يخدم الأيديولوجيا الطائفية للجماعة.