تصاعدت التساؤلات الشعبية في الأردن خلال الأيام الأخيرة، بعد تكرار سقوط شظايا صواريخ مجهولة في عدة مناطق جنوب البلاد، لا سيما في معان والكرك والعقبة، وسط غياب تفاصيل رسمية واضحة من الحكومة حول طبيعة هذه الأجسام ومصدرها، بالتزامن مع التصعيد العسكري المتواصل بين الحوثيين في اليمن وإسرائيل.
ورصد ناشطون ومواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات "واتساب" مقاطع فيديو وصورًا لما وصفوه بـ"أجسام طائرة غريبة" في سماء الجنوب الأردني، مرفقة بأصوات انفجارات قوية، ما تسبب بحالة من القلق العام في بعض المناطق، خاصة بعد أن تحدث سكان عن اهتزاز النوافذ وسقوط شظايا صواريخ اعتراضية فوق منازلهم.
وكتب الناشط محمد طايل المجالي عبر "فيسبوك"، أن شظايا صواريخ سقطت شمال غرب الكرك، وتحديدًا في بلدة القصر، مشيرًا إلى أن الانفجار الذي حدث في السماء كان قويًا لدرجة أنه أدى إلى ارتجاج نوافذ المنازل. وأضاف: "الصواريخ الاعتراضية باتت تقع فوق رؤوسنا".
وفي سياق متصل، نشرت قناة "رؤيا" الفضائية عبر موقعها الإلكتروني، صورًا ومقاطع فيديو لأجسام طائرة في سماء العقبة، قرب مدينة إيلات الإسرائيلية، من دون أن تُسمع صافرات الإنذار. وأثارت هذه المشاهد تساؤلات لدى متابعين حول مدى التنسيق العسكري بين إسرائيل والأردن، في حال كانت تل أبيب تُسقط صواريخ الحوثيين داخل الأجواء الأردنية.
الناشط توفيق مدانات، علّق عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا) قائلاً: "على الحكومة أن تُبلغ المواطنين بالحقيقة. ما يجري في السماء الأردنية أصبح ظاهرًا للعيان ولا يمكن إنكاره".
ورغم هذه التطورات، لم تصدر الحكومة الأردنية سوى بيان مقتضب قبل يومين، تحدث عن سقوط جسم طائر في منطقة نائية بمدينة معان، دون تسجيل أضرار أو إصابات. لكن البيان لم يُقدم تفسيرًا لطبيعة هذا الجسم، أو يربطه بالصراع في المنطقة.
وفيما يزداد تداول التساؤلات على المنصات الرقمية، كتب المواطن وجدي جرابيع عبر "واتساب": "هل ينسق الإسرائيلي معنا وهو يسقط صواريخ اليمن فوق أراضينا؟"، في إشارة إلى احتمالية وجود تنسيق عسكري غير معلن بين الأردن وإسرائيل.
ويأتي هذا الجدل وسط تصاعد الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي على أهداف إسرائيلية باستخدام صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة، والتي غالبًا ما يتم اعتراضها من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية. وتشير بعض التقديرات إلى أن مجال اعتراض الصواريخ قد يمتد إلى مناطق قريبة من الحدود الأردنية، خاصة في ظل قرب بعض المدن الجنوبية مثل العقبة من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
حتى اللحظة، تواصل الحكومة التزام الصمت تجاه المطالب الشعبية بالإيضاح، وسط دعوات من مراقبين إلى ضرورة الشفافية الإعلامية، وطمأنة الرأي العام حول طبيعة التهديدات المحتملة في الأجواء الأردنية.