2025/05/12
الذكاء الاصطناعي يكشف العمر البيولوجي من صورة سيلفي: أداة طبية ثورية تثير الإعجاب والقلق

في تطور علمي لافت، كشفت مجلة لانسيت ديجيتال هيلث عن أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تُدعى "فايس إيدج" (FaceAge)، قادرة على تحليل صورة وجه بسيطة لتقدير العمر البيولوجي للشخص، والذي قد يختلف تماماً عن عمره الزمني.

ووفق الدراسة المنشورة، أُخضعت الأداة لتدريب باستخدام عشرات الآلاف من الصور، وتمكنت من تحديد فروقات واضحة بين العمر البيولوجي لمرضى السرطان والأشخاص الأصحاء، إذ أظهرت أن المصابين بالسرطان يبدون في المتوسط أكبر بيولوجياً بخمس سنوات.

وقال الدكتور ريموند ماك، المتخصص في الأورام بمستشفى "ماساتشوستس جنرال بريغهام" والمشارك في الدراسة: "نعتقد أن 'فايس إيدج' يمكن أن يصبح مؤشراً حيوياً في علاج السرطان، يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات صعبة بشأن قدرة المريض على تحمّل العلاجات المكثفة."

صورة سيلفي... تقرّر مسار العلاج!
يوفر "فايس إيدج" إمكانات مذهلة بناءً على صورة واحدة فقط. فعلى سبيل المثال، إذا كان رجل يبلغ من العمر 75 عاماً لكن عمره البيولوجي لا يتجاوز 65، قد يكون مؤهلاً لعلاج إشعاعي قوي، في حين يُنصح بتجنب ذلك لشخص عمره الزمني 60 وبيولوجي 70.

تم تدريب الأداة على أكثر من 58 ألف صورة لأشخاص تزيد أعمارهم عن 60 عاماً ويتمتعون بصحة جيدة، ثم اختُبرت على أكثر من 6 آلاف مريض سرطان في الولايات المتحدة وهولندا. وتبيّن أن ارتفاع العمر البيولوجي مرتبط بانخفاض فرص النجاة، خصوصاً لمن تجاوز عمره البيولوجي 85 عاماً.

ورغم أن الخصائص الظاهرة مثل الشيب أو التجاعيد ليست ذات تأثير كبير، إلا أن "فايس إيدج" يرصد التغيرات الدقيقة في عضلات الوجه التي يصعب على العين البشرية ملاحظتها.

دقة متفوّقة وتنبؤات صادمة
في اختبار شمل ثمانية أطباء حاولوا التنبؤ بمن سيموت خلال ستة أشهر من بين مرضى في مراحل متقدمة، جاءت تقديراتهم ضعيفة نسبياً. لكن عند استخدام نتائج "فايس إيدج"، تحسّنت توقعاتهم بشكل ملموس، ما يعكس دقة الأداة في تقييم الحالة الصحية غير المرئية للعين البشرية.

وفي لمحة طريفة، قدّر "فايس إيدج" العمر البيولوجي للممثل الأميركي بول رود بـ43 عاماً فقط، رغم أن الصورة التي استخدمت كانت له بعمر الخمسين.

فرص واعدة... ومخاوف أخلاقية
رغم الإنجازات، تُطرح تساؤلات حول الاستخدام الأخلاقي لهذه التقنية، خصوصاً في ما يتعلق بشركات التأمين وأرباب العمل الذين قد يستغلونها لتقدير المخاطر على نحو قد يمس خصوصية الأفراد.

ويقول هوغو أيرتس، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في مستشفى "ماساتشوستس جنرال بريغهام": "علينا التأكد من أن هذه التقنية تُستخدم فقط لمصلحة المرضى وليس العكس."

ورغم تطمينات الفريق البحثي بعدم رصد تحيزات عنصرية كبيرة في أداء الأداة، تتواصل عمليات التدريب على نموذج أكثر تطوراً باستخدام بيانات من 20 ألف مريض إضافي.

"فايس إيدج" ليس مجرد أداة تقنية، بل نافذة نحو المستقبل، حيث يمكن لصورة وجه أن تبوح بأسرار الصحة والعافية — وربما مصير الحياة نفسها.
 

تم طباعة هذه الخبر من موقع بوابتي www.bawabatii.com - رابط الخبر: https://bawabatii.com/news328427.html