حذر المستشار والمحلل السياسي اليمني، د. عبدالقادر الجنيد، في مقالة نشرها على صفحته بموقع "فيسبوك"، من الاعتماد المفرط على الضربات الجوية الأمريكية ضد الحوثيين، واصفًا مجلس القيادة الرئاسي اليمني بـ"مجلس قبض الريح"، في إشارة إلى عجزه عن تحقيق نتائج ملموسة رغم امتلاكه السلطة والقوة العسكرية.

وقال الجنيد إن المجلس الرئاسي المكون من ثمانية أعضاء، والمعروف إعلاميًا بـ"مجلس الثمانية"، يعاني من التشرذم وغياب التوافق، مما يجعل أي تفكير في شن حرب برية ضد الحوثيين أمرًا شبه مستحيل، رغم التحديات المتزايدة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة قد تدخل قريبًا في مراجعة حساباتها بشأن فاعلية الضربات الجوية، بعد إنفاق أكثر من 7 مليارات دولار خلال 15 شهرًا، وسط نقص في الذخائر والموارد اللازمة للاستمرار في الحملة.

ولفت الجنيد إلى أن السعودية والإمارات، اللتين تمولان المجلس، غير مستعدتين للعودة إلى المواجهة العسكرية المباشرة مع الحوثيين بسبب تحول أولوياتهما الإقليمية، لا سيما في ظل التهدئة مع إيران.

وانتقد الجنيد أوهام العودة إلى مسار سياسي يشارك فيه الحوثيون، محذرًا من أن أي اتفاق محتمل سيقضي على ما تبقى من نفوذ المجلس الرئاسي وخصوم الحوثيين عمومًا.

وفي تحليله للوضع الإقليمي، تحدث الجنيد عن دخول إسرائيل على خط المواجهة بشكل مباشر مع الحوثيين، ورجّح أن تلجأ تل أبيب إلى سياسة "قطع شرايين الاقتصاد" التي يعتمدها الحوثيون في تمويل أنشطتهم.

واختتم الجنيد مقاله بالتأكيد على أن ما يحدث الآن ليس إلا محاولة للفت انتباه مجلس القيادة إلى ضرورة التحرك وتحمل المسؤولية، مضيفًا: "قد لا نعلم ما إذا كانوا سيتحركون، ولكننا أدينا واجبنا في التنبيه".